+A
A-

تقرير يكشف عمق الأزمة في إيران

تحاول بعض الأسر والعائلات الإيرانية أن تبدو طبيعية في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وتمارس نوعا من الحياة المرفهة والمرحة، بعيدا عن زحمة وتلوث العاصمة طهران.

لكن تحت السطح، ثمة الكثير مما يثير قلق هذه الاسر، خاصة بعد موجتي العقوبات الأميركية الأخيرتين على إيران، اللتين استهدفتا النظام أساسا بسبب مواصلته تطوير أسلحته الصاروخية الباليستية والنووية، وتدخله في شؤون دول الجوار ومحاولة زعزعة استقرارها، ودعم تنظيمات وأحزاب مسلحة خارج إيران بالأموال، بدلا من توجيهها إلى الداخل الإيراني.

*أزمة الدواء.. صناعة إيرانية

تجتاح إيران أزمة دواء خانقة، فالكثير من الأدوية لم تعد موجودة في الصيدليات والمستشفيات، إذ تصطف طوابير المرضى أمام صيدليات المستشفيات، وربما لا يحالفهم الحظ في الحصول على الدواء.

ومشتريات إيران من الأدوية وما شابهها، معفاة من العقوبات الأميركية، كما كان الحال إبان المقاطعة الاقتصادية الأولى، التي رفعت بعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع الدول الغربية عام 2015.

من ناحية ثانية، دفعت المخاوف من العقوبات الإيرانيين إلى طلب الشراء على الكثير من المنتجات قبل بدء العقوبات، ولذلك، بات الحصول على الأدوية وبعض السلع أمرا نادرا وصعبا للغاية، ناهيك عن ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.

ويبدو أن إيران تحاول تسويق هذه الصورة، أي أزمة الدواء، أمام الإعلام الغربي، مع العلم أن الأدوية والأجهزة الطبية معفاة من العقوبات الأميركية.

تعقيد الوضع

وما يساهم في تعقيد الوضع أكثر، ذلك القرار الذي اتخذته مؤسسة “سويفت”، المسؤولة عن نظام الدفع المصرفي العالمي ومقرها في بلجيكا.

وبصرف النظر عن السبب، فالأزمة الاقتصادية تبدو واضحة في طهران، فأسعار الشقق الأقل من عادية ارتفعت بصورة جنونية، وارتفع معدل التضخم السنوي حوالي 37 %، بينما انخفض سعر صرف الريال أمام الدولار أكثر من 75 % منذ أواخر 2017.

ونتيجة لذلك، أصبح أكثر من 3 ملايين عامل من طهران، يعيشون في مدن صغيرة على بعد أميال من العاصمة، الأمر الذي يساهم أكثر في زيادة التلوث والضغط على الطرق في طهران.

احتجاجات الأحواز

استمرت احتجاجات عمال مصانع قصب السكر في مدينة السوس، شمال إقليم الأحواز، لليوم 25 على التوالي، بينما اعتقلت السلطات مزيدا من أعضاء نقابة الشركة من بينهم علي نجاتي وابنه بيمان.

وذكرت قناة النقابة عبر تطبيق “تيلغرام” أن قوات الأمن انهالت بالضرب على نجاتي وابنه في منزلهما قبل أن تقتادهما إلى جهة مجهولة.

من جهتها، كشفت مؤسسة “ شهروَنديار” لدعم المجتمع المدني الإيراني عبر حسابها على موقع “تويتر” أن ممثل النقابة، إسماعيل باخشي، المعتقل منذ 18 نوفمبر الجاري، تم نقله إلى المستشفى بمدينة الأحواز، بعد تعرضه للتعذيب في معتقل دائرة الاستخبارات بتهمة المشاركة في تنظيم الاحتجاجات.

من جهتهم طالب عمال شركة قصب السكر، أمس الخميس، بإطلاق سراح المعتقلين وحملوا لافتة تحمل صورة إسماعيل باخشي وكتب عليها “ أطلقوا سراح العمال المعتقلين”.