ضمن فعاليات مهرجان “ربيع الثقافة” ستحي المطربة الشهيرة غوغوش حفلا موسيقيا في خليج البحرين وذلك بتاريخ 8 مارس 2019، وتتربع گوگوش على عرش موسيقى البوب الفارسي بموهبتها الفذة وأدائها المميز، إذ لم تعرف الموسيقى الايرانية صوتا حميما وساحرا قادرا على تجسيد الكلمة والايقاع يضاهي صوت غوغوش، وقد برهنت ملكة البوب الايراني في الحفلات التي أحيتها في دبي، ولوس انجليس، وطاجيكستان، والكويت، والسويد، ودول اخرى انها الصوت العذب الخالد في ذاكرة الناطقين بالفارسية في جميع ارجاء العالم.

لا تكمن خصوصية غوغوش في صوتها العذب فحسب، وانما في مهارتها العالية في استلهام روح الكلمة وفي انسجامها وتوافقها المذهل مع الفرقة الموسيقية والات العزف.

ولدت فاغيه صابر آتاشين والتي عرفت بغوغوش في طهران 2 فبراير 1951 استطاعت غوغوش وبسهولة تعلم وتقليد أغاني الفنانين المشهورة. وسرعان ما بدأت بغناء أغاني ل مصطفى باياان، ديلكاش، الاهيه، بوران، غزال، أغاني هندية وحتى جوني جيتار للجمهور بمجرد ان مسكت الميكروفون.

وتنحدر غوغوش من قومية الترك أذربيجان أو اتراك اذربيجان وتقع في منطقة تبريز بالشمال الايراني، وتتمتع البلدة بإرث تاريخي عريق، وجمال ساحر في طبيعتها.

انفصل والداها وهي في سن الثالثة، فاحتفظ الأب بحضانة صغيرتة. كان لوالدها «صابر» فرقة استعراضية للرقص التركي، وبدأت تشاركه وهي في سن الخامسة من العمر في تقديم عروض الاكروبات البهلوانية مع احدى فرق السيرك، الطفلة الموهوبة ممثلة ومغنية ونجحت نجاحا كبيرا، ومن هنا بدأت موهبتها وحضورها في مرونة الجسد من خلال الاداء التعبيري في الرقص والتمثيل و«لمعت» في الغناء جدا، اذ ظلت تتملك هذا الحضور حتى اليوم.

تزوجت من رجل الاعمال محمود قرباني الذي احتكر صوتها وأنجبت منه ولدها الوحيد «كمبيز» وهو اسم قائد عسكري قديم شهير جدا. برزت شهرتها الفائقة في سبعينات القرن الماضي، فأصبحت ايقونة ورمز لأجيال متعددة، في زمن شاه ايران السابق، وكانت لها برامج تلفزيونية اسبوعية شهيرة جدا تقدمها في عطلة نهاية الاسبوع، وتخلو شوارع ايران في ليلة عرض برامجها، فالى جانب براعتها في التقديم وحضورها الآسر، فقد كانت أيضا تتمتع بخفة ظل غير عادية وتلقائية في التقديم. فأسرت قلوب الكثيرين ولها شعبية ساحقة في افغانستان وباكستان.

غنت غوغوش بلغات متعددة منها الفارسية طبعا..ثم الهندية التركية والارمنية والانجليزية والفرنسية والايطالية والاسبانية والعربية عدا لهجات القوميات الموجودة في ايران، وأقامت حفلات في الكويت ودبي وابوظبي والاردن وتونس. تميزت تجربة غوغوش بالحداثة والمعاصرة فبعد سنوات من تداول الاغنية الايرانية الكلاسيكية، احدثت ثورة موسيقية في اعتمادها على لون موسيقى «الروك» و«البوب» الحديثة الذي نجحت به ايما نجاح. فلها حضور جميل تطابق مع جمال شكلها، وسحر وصوت آسر.

كوكوش في السبعين من عمرها، ولا زالت تحتفظ بجمال صوتها وحلاوتها ورشاقتها.. وتحيي الحفلات في أمريكا وكندا ولندن وباريس وفي دبي، كما لا زالت تنتج أغاني جديدة وتصورها بنظام الفيديو كليب وتنطلق عبر قناة تلفزيونية ايرانية – لا تتبع حكومة ايران – والقناة متخصصة في الاغاني والبرامج المنوعة. تعيش كوكوش مع نجلها كمبيز وطفلتيه بولاية كاليفورنيا.