+A
A-

تطمينات بالحفاظ على تلال الجنبية

أفادت ممثلة الدائرة السابعة بمجلس بلدي الشمالية زينة جاسم علي لـ “البلاد” بأنه تم التواصل مع المسؤولين بإدارة المتاحف والآثار بهيئة البحرين للثقافة والآثار؛ وذلك للوقوف على حقيقة وضع التلال الأثرية بمنطقة الجنبية بعد ورود تساؤلات من المواطنين والصحافة ودعوات لحماية هذه المنطقة من الطمس بفعل الأعمال الإنشائية في محيطها.

وأبلغت “البلاد” بأنها زارت الموقع صباح أمس للاطلاع على الوضع عن كثب، وأوضحت أنه مع وجود أعمال إنشائية وشاحنات وآليات قريبة من الموقع، إلا أن منطقة التلال لا يشملها العمل، مؤكدة متابعة الموضوع مع المسؤولين بالهيئة، حيث تم التباحث معهم بهذه الشأن وهم بدورهم سيقومون باللازم، منوهةً إلى أهمية وجود اللافتات التي تحوي معلومات تعريفية كما هو المعمول بالنسبة للمواقع التاريخية والأثرية التي يمنع البناء عليها.

وكان رئيس الفريق السياسي بصحيفة البلاد الزميل راشد الغائب قد أثار في عموده “تيارات” في عدد يوم الإثنين 7 يناير 2019 وتحت عنوان :”لا تزيلوا التلال التاريخية” بعد زيارته الموقع، أثار الموضوع من أجل التحرك لحماية المنطقة الأثرية.

4000 تل

ووفق المعلومات المتوفرة، قال الباحث والمؤرخ جاسم المختار مدير موقع “سنوات الجريش” إن هناك أكثر من 400 تل أثري تعود إلى فترة ديلمون في هذا الموقع من “الجنبية”، وربما يعود بعضها إلى تايلوس جرى تنقيبها على عجالة لإزالة اللقى الأثرية، ومن ثم جرفها لمشاريع إنشائية، وهذه مشكلة كبيرة نعانيها في البحرين رغم صغر مساحة البحرين، لكنها مليئة بالآثار، ومن الملاحظات التي لدي، فإن هذه الآثار ليست ملكًا لجيل معين، ولكنها ملك لأجيال مضت وأجيال حاضرة وأجيال قادمة، وهذه الأجيال لن تغفر عملية طمس آثار المنطقة، فهذه منطقة أثرية قديمة ولها امتداد لمنطقة سار، وتم العثور في هذه التلال على لقى أثرية من الجرار وكذلك بعض الهياكل البشرية التي تعود إلى فترة ديلمون.

ويستدرك ليقول “أرى أن قرار إزالة آثار المنطقة غير قانوني، فالقانون يمنع إزالة الأثر بعد مرور 100 سنة فما بالك بعد مرور أربعة آلاف سنة، ونقول على الأقل لو كان هناك صوت مسموع، فالبحرين فيها مساحات يمكن البناء عليها بدلًا من البناء في الأماكن المهمة كالمواقع الأثرية ومزارع النخيل ذات الرمزية الكبيرة للبلد وكذلك السواحل التي تدفن للبناء عليها، فهذا التخطيط للبناء في مواقع مهمة لتاريخ البلد خطأ كبير”.

ويشير إلى أن هذه المواقع يجب أن تدرج في قائمة التراث الإنساني وليس إزالتها، وهذه المواقع يمكن استغلالها لاستقطاب السواح كما هو الحال في الكثير من البلدان التي تحتفظ بالمواقع التاريخية والأثرية، فمن الخطير جدا طمس تاريخ وآثار البلد وتراثها ولابد من إيصال الصوت إلى المسئولين للتحرك؛ من أجل الحفاظ على مواقعنا التاريخية والزراعية والسواحل، فهذه المواقع حين يتم جرفها وطمسها لا يمكن إعادتها من جديد وبذلك نخسر كنوزا ثمينة من هوية الوطن.