+A
A-

مبنى “الآريف” المهجور... استراحة الرذيلة

زار مشرف التصوير الزميل رسول الحجيري مجموعة مبان حكومية مهجورة تقع في ظهر مستشفى المحرق للولادة (الآريف) ورعاية المسنين. والتقط صورا لمرافق تروي سيرة حياة انتهت، وما زالت آثار مستخدميها باقية، ولكن تدنست بجلسات “وناسة” لمدمني المخدرات وأصحاب المزاج ومن يمارسون أعمال الرذيلة.

وأثناء التقاطه أجمل الصور لموقع توفي منذ سنوات ولم يشيَّع.. سمع صوتا كسر الصمت.. رجل وامرأة من الجالية الآسيوية غادرا غرفة بعد نفض غبارها.. وهرولا للخارج.. تسمّر الحجيري.. وقال إن قلبه وقف خوفا من أن يباغته الرجل الفار بضربة أو يؤذيه؛ لأنه خدش الخلوة.. غادر الحجيري مرتجفا ومفزوعا. وتعهد بأنه لن يعود.

أقنعت الزميل الحجيري بالعدول عن ذكراه السيئة. وقصدت معه مجموعة المباني. كأنك تعاين جثة هامدة ومهملة منذ سنوات. يكسو الغبار والدمار جميع الغرف.

ربما تسأل: لماذا لم تسوِّ الجهات المعنية هذه المباني بالأرض وتستفيد منها؟ يجيب رئيس مجلس المحرق البلدي غازي المرباطي بأن لدى الجهات الرسمية خطة لإعادة بناء المستشفى ولا توجد جدية لتحريك المشروع، ما تسبب بجعله بؤرة للفساد الأخلاقي.

كل الغرف والصالات تحمل جينات مشتركة، الرائحة المقززة وبقايا ممارسات منحطة. ونديم المبنى كلب لعين قفز بصالة المبنى نابحا.. وأفزعنا.. كأنما انزعج هو الآخر من الاعتداء على حرمة مسكنه!