+A
A-

خليفة بن سلمان... رجل الدولة المحنّك

نسمع كثيراً لفظ رجل الدولة، ويتحدث العامة أن هذا الرئيس او الوزير أو المسؤول رجل دولة، في خلط عجيب بين ماهية الموظف الكبير ورجل الدولة فمن المؤكد أنه ليس كل موظف كبير يستحق أن يقال عنه رجل دولة فرجل الدولة هو الشخصية السياسية المحنكة المتملكة لقدرات فريدة تُمكّنها من قيادة بلادها في الأزمات وفي الظروف الطبيعية بجدارة فائقة.

هو في العادة يمتلك قدراً كبيراً من المعلومات التي تساعده في إدارة علاقات بلاده الخارجية دون المساس بوحدتها الداخلية، فيتعامل مع الأحداث حسبما تقتضيه الأحوال فيعرف متى يسير إلى قمة المواجهة ومتى ينسحب فمن يمتلك مقومات رجل الدولة يمكنه العبور بها إلى بر الأمان لذلك لا يصلح أن يكون مترددا أو ضعيفا أو ذا شخصية متناقضة فالدولة لها أركان قوية تحتاج إلى شخصية قيادية من الطراز الأول لديه رؤية ثاقبة في معالجة قضايا امنية وسياسية واجتماعيه ثم يعود بعد ذلك ليرفع رأسه عالياً في أجواء سياسية متباينة.

وظهر مصطلح رجل الدولة الذي يعبر عن قوة الدولة وثباتها على جميع المستويات وهو صاحب الرؤية السلمية القادرة على إدارة مقاليد الأمور بحنكة وإتقان فرجل الدولة لا بد أن يحافظ على مصالح الدولة داخليا وخارجيا وأن يكفل لكل أفراد المجتمع ممارسة جميع حقوقهم كاملة دون انتقاص أو جور عليها لأنه إذا احترم رجل الدولة حق المواطنين يستحق قيادة الدولة لأنه يعرف جيدا المحافظة عليها وحمايتها ويشترط لرجل الدولة أن يتمتع بالهيبة والاحترام اللذين يوقران في عقيدة ونفوس المواطنين أنه رمز للدولة بما يوجب احترامه وعدم الاستهزاء به حتى يتمكن من القيام بالمهام الملقاة عليه، لذلك لا بد أن يكون موضع احترام وتقدير من المسئولين والمواطنين.

إن مميزات رجل الدولة تتطلب معرفته العميقة والواعية بالشئون المجتمعية العامة والإدراك بمتطلبات وهموم المجتمع بمختلف شرائحه وكيفية التعامل مع المشكلات التي تتولد عن العلاقة بين كل من الدولة والمجتمع فرجل الدولة لابد أن يكون نموذج مثالي في القيادة بمعنى أن يكون قائدا مدربا يعلم جيدا دهاليز الحكومة ويتمتع برؤية ثاقبة في إدارة البلاد، فرجل الدّولة هو السياسي المبدع القادر على رعاية شؤون النّاس مباشرة عندما يكون في الحكم أو بصفة غير مباشرة عندما لا يكون في السلطة وهو الرّجل الذّي يتمتّع بعقليّة الحكم ومتمكّن من فنون الادارة وهو الرّجل الذّي يتمتّع بعقليّة حلّ المشاكل والقدرة على التّأثير في سير العلاقات الخاصّة والعامّة في المجتمع فهذه حقيقة رجل الدولة وهذه الصّفات قد تكون في شخص موجود بين عامّة الناس ولا يكون في الحكم.

ان التّربة الملائمة لإيجاد رجل الدولة هي تلك الأرضيّة التّي تكون مليئة بالأحداث السياسيّة وتكثر فيها التطوّرات بحيث لا مكان فيها للركون والهدوء فسمات رجل الدّولة سرعة البديهة وسرعة الرّبط ولا يكون ذلك بالتّعلّم فكثيرا ما تجد رجال دولة لم يدرسوا في الجامعات ولم يكونوا أصحاب شهادات عليا بل يكون بالتّفاعل مع الوقائع والاستزادة بما يكفي لتفهمها وتفسيرها واتّخاذ الموقف تجاهها وهناك عاملا أساسيا على رجل الدولة الزامه بالإلمام بشؤون البلاد ومعرفته بمشكلاتها شرط أن لا يكون طرفا فيها فرجل الدولة عليه أن ينظر نظرة عمودية للحياة في بلاده لا نظرة أفقية وان لا ينحاز لأي طرف من الأطراف حتى وان كان هو نفسه جزءا من أية مشكلة في البلاد ولكن بشرط أن يكون مخلصا لحياديته وغير مصطنع لمواقفه أو مضطرب في قراراته فمواصفات رجل الدولة الوضوح في الخطاب فصاحة ومعنى والتنفيذ السريع غير المتلكئ لما يعد والجرأة في أخذ زمام المبادرة.

نسمع كثيراً لفظ رجل الدولة ويتحدث العامة أن هذا الوزير أو المسؤول رجل دولة في خلط عجيب بين ماهية الموظف الكبير ورجل الدولة فمن المؤكد أنه ليس كل موظف كبير يستحق أن يقال عنه رجل دولة فرجل الدولة هو الشخصية السياسية المحنكة المتملكة لقدرات فريدة، تُمكّنها من قيادة بلادها في الأزمات وفي الظروف الطبيعية بجدارة فائقة وهو في العادة يمتلك قدراً كبيراً من المعلومات التي تساعده في إدارة علاقات بلاده الخارجية دون المساس بوحدتها الداخلية فيتعامل مع الأحداث حسبما تقتضيه الأحوال فيعرف متى يسير إلى قمة المواجهة ومتى ينسحب فيحني رأسه للعاصفة حتى تتجاوزه دون أن تؤثر في شخصيته وصورته لدى الآخرين أو حقوق وطنه ثم يعود بعد ذلك ليرفع رأسه عالياً ويختلف منطق رجل الدولة عن منطق المناضل فرجل الدولة يحتكم للقانون وللعقل للدفاع عن الدولة وقضاياها بطريقة مجردة وموضوعية ويترك عواطفه وانفعالاته وأهوائه وانتماءاته جانبا.

بيد أن المناضل يسعى إلى دغدغة العواطف واستمالة انفعالات الناس وأهوائهم مع الدعوة إلى تعطيل العقل فالانفعالات وتجييش وتهييج العواطف أسهل من التفكير في الاندفاعات وعواقبها ولعل التاريخ يحفل بنماذج كثيرة من رجال الدولة ممن تركوا بصمات في بلادهم فظلوا في ذاكرة التاريخ رغم توالي الأشخاص الذين تسلموا المناصب نفسها من بعدهم.

ففي البحرين يحظى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة بدور سموه البارز واسهاماته على الاصعدة كافة فأهمية الاقتداء بشخصية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء التي جعلت هدفها الأسمى هو رفع اسم البحرين عاليا في المحافل الدولية هو من اوصل البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة ونقلها من بعد الاستقلال إلى مصاف الدول الاقتصادية، فسموه من الشخصيات النادرة في العالم ولا يوجد لها مثيل وهذه نعمة على البحرين وشعبها.

سموه هو الذي يتميز بحمل صفة رجل دولة ومهما صنع الآخرون لتقليده أو تمثيل دوره فهم ليسوا بقادرين على حمل قدراته الخاصة ذلك انه الوحيد القادر على صناعة تاريخ دولة بين الدول ويمكن أن يشار إليه بالبنان نظير القرارات الصعبة التي اتخذها أو المشاريع الإستراتيجية التي صنعها أو قام بإدارة صنعها فعندما نقف أمام أي كيان ناجح أو إزاء أي خلق مبدع أو حيال أي فكر وقّاد يستشهد البحرينيون فيقال رجال فكر ورجل دولة وقد قيل بأن لكل زمان دولة ورجال.

ورجل الدولة لا يمكننا أن نجده بين ركام السياسيين الذين لا خبرة لهم في إدارة شؤون الدولة من كل النواحي وان الدولة لا يمكن أن تنجح مؤسساتها وتتناسق معا إلا بعد أن يتوّلى شأنها أناس لهم خبرات عالية المستوى بتصريف شؤون الدولة، كما أن أهم ما يمكن أن يتصف به رجل الدولة معرفته العميقة بشؤون مجتمعه ومتطلبات شرائحه وكيفية التعامل مع المشكلات التي تحدثها العلاقة بين كل من الدولة والمجتمع فانجازات سموه لا يمكن حصرها ومهما قالوا أو تحدثوا لن يوفوا قدر سموه فسموه استطاع ان يبحر بهذا البلد إلى الرقي والازدهار، ودائما خليفة بن سلمان هو محل تقدير واحترام ليس فقط في البحرين ولكن عربيا وخليجيا والكل يشيد بجهوده والتي تدل على قوة سموه لبناء صرح البحرين التنموي وما قدمه سموه من وقت لخدمة شعب البحرين واللسان يعجز عن ذكر ما قدمه سموه للبحرين وأن سموه وراء تقدم البحرين تربوياً وثقافياً واقتصادياً وتعليمياً واجتماعيا فصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء رجل الخير في عطائه وأن سموه الرمز والرجل الصادق ورجل دولة.

 

د. يوسف حامد المشعل

محلل في الشؤون الاقتصادية

والعلوم السياسية