+A
A-

وزير الخارجية: حضور سوريا القمة العربية تقرره “الجامعة”

برعاية كريمة من نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وبحضور نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، ورئيس مجلس الشورى علي الصالح وعدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى مملكة البحرين وكبار المسؤولين والمدعوين، افتتح وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة أمس معرض “50 عاماً من الدبلوماسية” بمتحف البحرين الوطني.

محمد بن مبارك: أعتز بإدارة “الخارجية” لأكثر من 3 عقود

وبهذه المناسبة، أدلى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة بتصريح قال فيه: في هذه المناسبة الوطنية العزيزة علينا جميعًا يسعدني أن أرعى هذا الاحتفال باليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية، معربًا عن اعتزازي بإدارة وزارة الخارجية لأكثر من ثلاثة عقود ومنذ شرفني المغفور له بإذن الله تعالى صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه) بترؤس دائرة الخارجية لدى إنشائها عام 1969.

وأضاف سموه: إن هذا الاحتفال الذي يوثق تاريخ ومسيرة الدبلوماسية البحرينية على مدى نصف قرن يرمز إلى استكمال السيادة الوطنية ويجسّد الإسهامات التي قامت بها الوزارة في إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة ورعاية مصالح مملكة البحرين ورعاياها في مختلف المجالات. وقال سموه إن سياسة البحرين وعلاقاتها التي اتسمت دائمًا بالاعتدال وحسن الجوار والسعي لحل القضايا بالوسائل السلمية قد أكسبتها التقدير والاحترام، ولتصبح دولة حاضرة في النظام الإقليمي والدولي. ويسرني بهذه المناسبة أن أشيد بما بذله وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة من جهود في إقامة هذا المعرض الوثائقي المهم شاكرًا ومقدرًا كل من أسهم في إقامته والإعداد له.

وزير الخارجية: زيارة بومبيو حملت التزام أميركا بحماية أمن الحلفاء

وكشف وزير الخارجية، في تصريح لـ “البلاد” أن وزارة الخارجية وبجهود ودعم جلالة الملك، والحكومة الرشيدة حققت إنجازات غير مسبوقة، كما حققت الدبلوماسية البحرينية منذ أنطلاق مسيرتها المباركة حضورًا ناجحًا للبحرين على الصعيد الدولي، مبينًا أن البحرين استطاعت مواجهة التحديات بكل نجاح. وأوضح أن العام الجاري سيشهد افتتاح 4 سفارات بحرينية جديدة في إيطاليا، ماليزيا، السودان، والبرازيل، مؤكدًا أنه سيكون للمرأة حضور واسع في الدبلوماسية البحرينية خلال الخطة الحالية.

وقال الوزير على هامش المعرض الذي أقيم في متحف البحرين صباح أمس بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية، إن أعز خبر سمعه كل دبلوماسي بحريني حينما أمر جلالة الملك بتخصيص يوم 14 يناير للاحتفال بالسلك الدبلوماسي، معربًا عن شكره وتقديره الشخصي وكل العاملين في السلك الدبلوماسي بهذه اللفتة الكريمة من لدن عاهل البلاد.

وعن زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للخليج والبحرين، أشار وزير الخارجية إلى أنه حملت في المقام الأول موقف أميركي واضح وجديد فيما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة بحماية أمن حلفائها من دول المنطقة.

وردًّا على سؤال عما إذا ستشهد القمة العربية المقبلة حضور سوريا، قال الشيخ خالد بن أحمد “إن هذا أمر تقرره جامعة الدول العربية، لأن القرار كان من الجامعة العربية”.

مي بنت محمد: نحتفل بأول يوبيل هذا العام

ومن جانبها، أعربت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، عن اعتزازها باحتضان متحف البحرين الوطني معرضًا بمناسبة مرور 50 عامًا على الدبلوماسية البحرينية. وأكدت أن المتحف الوطني هو الوجهة التي تناسب الاحتفال بالمناسبات الوطنية العزيزة، مبينة أن برنامج الثقافة لهذا العام يحمل شعار “من يوبيل لآخر”، لذا فإن احتفالية وزارة الخارجية باليوبيل الذهبي هي الأولى لهذا العام.

مؤسس الدبلوماسية البحرينية

ومن جانبها، أكدت المدير التنفيذي للمعهد الدبلوماسي الشيخة منيرة بنت خليفة بنت حمد، الذي سيتحول للأكاديمية الدبلوماسية، أن الاحتفال باليوبيل الذهبي للدبلوماسية البحرينية جاء بناءً على توجيهات وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد، ونتمنى أن نكون وفقنا في تنفيذ رؤيته، والتفتنا إلى تاريخ البحرين ودور سمو الشيخ محمد بن مبارك، والرعيل الأول من الدبلوماسيين، الذين أسسوا الدبلوماسية البحرينية على أسس متينة.

وأشارت الشيخة منيرة إلى أن أهم ما يميز المعرض هو مجموعة من الصور والفيديو والوثائق والخرائط، وطريقة عرض من خلال التسلل الزمني وأهم التواريخ التي بنيت خلالها الدبلوماسية البحرينية، وقالت “قسمنا المعرض إلى 5 أقسام، البداية “الآثار الدبلوماسية” قبل تأسيس إدارة دائرة الخارجية في حكومة البحرين، ثم الخطوات الأولى من عام 69 إلى 1975 من المؤسسين في مكتب صغير لانطلاق الدبلوماسية، ثم من العام 75 إلى العام 1990، ثم من 2005 إلى الآن”، وطبعا لم ننس جهود القيادة الرشيدة في تأسيس ودعم وتعزيز الدبلوماسية البحرينية، حيث كان هناك إلقاء الضوء على الشخصيات من جلالة الملك وصاحب السمو رئيس الوزراء، وسمو ولي العهد والشيخ محمد بن مبارك، والشيخ خالد بن أحمد. وأوضحت انه تم الحصول على أرشيف الفيديو من رويترز وأصبح ملك لوزارة الخارجية.

وحول تطلعاتها كرئيس للأكاديمية الدبلوماسية، قالت “تشرفنا في وزارة الخارجية بلقاء جلالة الملك، وتشرف المعهد بإطلاق اسم الشيخ محمد بن مبارك عليه، وهو المؤسس للدبلوماسية البحرينية، وأن يكون معهد دبلوماسي رائد يحلق بالدبلوماسية البحرينية”.

الاحتفال باليوبيل الذهبي

وتحتفل وزارة الخارجية بمرور 50 عامًا على العمل الدبلوماسي، منذ تأسست دائرة الخارجية بمرسوم من صاحب السمو الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في الثاني عشر من يناير عام 1969، ثم صارت وزارة الخارجية مع نيل المملكة استقلالها عام 1971، وشهدت وزارة الخارجية تطورات عدة خاصة مع تولي جلالة الملك حمد بن عيسى مقاليد الحكم، والذي قاد الدبلوماسية البحرينية لتحقيق المزيد من النجاحات على المستويين الإقليمي والدولي.

إن العامل الأهم والمؤثر في تحديد مكانة الدولة في محيطها الخارجي، هو شخصية القائد صانع القرار الذي يعرف قدر الإنسان والأرض والتاريخ، ورؤيته للحاضر والمستقبل، ويعي طبيعة المتغيرات الداخلية والخارجية، ويحسن استغلال الموارد المتاحة، ويتولى توجيه إدارة السياسة الخارجية لبلاده في الاتجاه الصحيح.

ومنذ تولى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مقاليد الحكم، دخلت مملكة البحرين عهدًا جديدًا، وكانت الدبلوماسية البحرينية أكبر المستفيدين من خطوات جلالته الإصلاحية التي جعلت العالم ينظر بتقدير واعتزاز إلى المشروع الإصلاحي الكبير لعاهل البلاد وما تضمنه من رؤى متقدمة ومبادرات خلاقة على المستويين الداخلي والخارجي.

وفي عهد جلالة الملك الزاهر دخل البعد الاقتصادي والتنموي بقوة في صلب علاقات البحرين الخارجية، واحتل حيّزًا كبيرًا من الاهتمامات الدبلوماسية، كما نجحت مملكة البحرين، بقيادة جلالة الملك في تجاوز أحداث عام 2011 التي أريد بها تشويه صورة البحرين أمام العالم تمهيدًا لإغراقها في الفوضى، لكن جلالته استطاع من خلال قيادته للدبلوماسية تعزيز سمعة البحرين الخارجية، عبر خطوات وإجراءات غير مسبوقة، من بينها إنشاء لجنة مستقلة لتقصي الحقائق، وكان حدثاً فريداً في المنطقة والعالم، وإنشاء عدة مؤسسات مستقلة للمتابعة والمساءلة، فضلا عن إطلاق حوار توافق وطني أفضي إلى تعديلات دستورية، وإجراء الانتخابات التكميلية وغيرها من الخطوات المهمة، التي أكدت أن الأمن والاستقرار دعامة رئيسية للنمو والتقدم والإصلاح، فالدول لا تنشد الاستقرار لمصلحة الاقتصاد فحسب، وإنما تنشده لحماية سيادتها وكيانها، والمملكة لن تفرط في ذلك أبداً.

الدبلوماسية البحرينية التزمت بأهدافها الاستراتيجية

التزمت الدبلوماسية البحرينية وعلى مدى 50 عامًا، بأهدافها الاستراتيجية القائمة على تأكيد سيادة واستقلال ووحدة أراضي البحرين على المستوى الإقليمي والعربي والدولي، وصيانة وحماية مصالح البحرين الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية في الخارج والدفاع عنها، وتنمية وتعزيز وتقوية الروابط والعلاقات بين مملكة البحرين وكافة الدول والهيئات العربية والدولية، وتمثيل البحرين في المحافل العربية والدولية، ودعم القضايا العادلة للأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس الشريف

وحرصت الدبلوماسية البحرينية على التأكيد على الالتزام بالثوابت العربية والإسلامية، والالتزام بمبادئ الشرعية الدولية بما يعزز الأمن والسلم العالميين، والتأكيد على مبادئ الحوار والتعاون بين الدول والشعوب ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وتنقسم اهتمامات مملكة البحرين على الصعيد الخارجي، إلى 4 دوائر هي الدائرة الخليجية، فهي عضو مؤسس لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي تأسس في 26 مايو 1981، والعربية، فالمملكة عضو فاعل بجامعة الدول العربية، والإسلامية، ثم الدولية، وذلك من خلال شبكة من العلاقات الدولية القوية ومنها العلاقات القوية مع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وغيرها من القوى الغربية. وعضويتها النشطة في التجمعات الدولية الأخرى مثل: حركة عدم الانحياز، ومجموعة الـ77 ومبادرة “إسطنبول” للتعاون التي أطلقها “الناتو” العام 2004، ومنظمة التعاون الآسيوي وغيرها.