+A
A-

السينما البحرينية في عهد ميثاق العمل الوطني

دخلت السينما البحرينية في مرحلة ميثاق العمل الوطني مرحلة جذرية لأنها ارتبطت بالتطورات السياسية والتغير الاجتماعي والفكري، واتسمت مرحلة الميثاق بظهور تجارب متنوعة وفريدة خاصة في ميدان الأفلام القصيرة وكانت أشبه بالكنز المدفون وتحتاج إلى اكتشافه، فمع بزوغ فجر ميثاق العمل الوطني خلق نوع من أنواع التوعية والفهم لأهمية صناعة السينما عند الناس وأصبح عدد كبير من الفنانين متعطشين لصناعة الأفلام وعبورهم المحطة الأولى، مرتكزين على تجارب الكبار وأهمهم المخرج السينمائي القدير بسام الذوادي صاحب أول فيلم روائي بحريني طويل وهو “الحاجز” وكذلك الاستفادة من ورش العمل في جميع تخصصات العمل السينمائي وأيضا الحرص على المشاركة في جميع المهرجانات السينمائية العربية والدولية لمعرفة كل جديد ومفيد ومتطور، وهذا ساعد كثيرا وساهم بشكل كبير في ان يخطو الفنان البحريني بشكل صحيح ومواكب كل جديد في عالم السينما.

ومن الأسماء التي ولدت في أحضان ميثاق العمل الوطني المخرج البحريني محمد راشد بوعلي الذي قدم مجموعة من الأفلام منها “بينهم” في العام 2007 وفيلم “الغرب” 2008 وفيلم “غياب” وشارك بهذا الفيلم في عدة مهرجانات، وبرزت موهبة بوعلي وجوانب قوته في فيلم “البشارة” العام 2009 سيناريو الروائي فريد رمضان وبطولة مريم زيمان وعبدالله ملك، وتبعه فيلم “كناري” العام 2010 سيناريو الروائي أمين صالح وبطولة سعد البوعينين، وبعد ذلك عمل فيلم “هنا لندن“ العام 2012 وأخيرا فيلم “الشجرة النائمة“.

ومن الأسماء التي خطت بشكل صحيح في مرحلة الميثاق المخرج الشاب محمد إبراهيم الذي أنجز عدد من الأفلام منها “بيت العصافير “2017، وفيلم “زهور تحترق” العام 2009 والذي حصل من خلاله على جائزة أفضل فيلم خليجي في مهرجان الشرق الأوسط بأبوظبي، وفيلم “صبر الملح” العام 2012 والذي حصل أيضا من خلاله على الجائزة الثانية بكل من مهرجان الخليج السينمائي ومهرجان أبوظبي السينمائي، وفيلم “زينب” العام 2014 وغيرها. كما لمع أسم عمد إلى تجسيد أفكار مختلفة في السينما وهو عمار الكوهجي صاحب أفلام “سكون“ الفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الوحدة الوطنية وفيلم “بالأمس“ وغيرها من الأفلام، والمخرج حسين الرفاعي صاحب أفلام المضامين الإنسانية مثل فيلم “أصوات“ الحائز على جائزة أفضل فيلم فائق القصر بمسابقة جائزة الفيلم الدولي في برلين 2018 وفيلم “القفص”.

والمخرج العبقري الشاب الراحل محمد جاسم صاحبأ فلام “الأنيميشين”، والمخرج الذي فتح صفحات جديدة في الأفلام القصيرة بصور عديدة وأمتعنا من الخلق والإبداع سلمان يوسف صاحب الفيلم الشهير “الأشقر” الفائز بالمركز الأول في جائزة يوسف بن أحمد كانو في الدورة التاسعة، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان البحر الأسود في رومانيا وشارك به في العديد من المهرجانات الدولية، وكذلك فيلم “عبور” سيناريو الروائي فريد رمضان والمخرجة الشابة عائشة المقلة وغيرهم من الشباب الذين أحسنوا الاختيار بدخولهم مجال الفن السابع وصولا إلى الهدف المنشود وهو تطوير صناعة السينما في البحرين كأسامة سيف وصالح ناس ومحمود الشيخ ومحمد الدوسري وآخرين، واللافت في الأمر أيضا هو اتجاه أبناء المسرح والدراما التلفزيونية إلى السينما، فمثلا الفنان المسرحي الكبير عبدالله السعداوي قدم فيلمي “خسوف “و ”النورس الجريح “في العام 2012، والفنان جمال الغيلان قدم عدد من الأفلام القصيرة منها “أمل“ و ”مكان خاص جدا” 2014، وكذلك المخرج محمد جناحي صاحب أفلام “الكاميرا” و ”قولي يا حلو” وكذلك قدم المطرب إبراهيم راشد الدوسري عددا من الأفلام منها الوثائقي “البديع حبيبة الشمس” والكاتب الصحافي أسامة الماجد الذي قدم ثلاثة أفلام “أمنية” و “محمد الماجد والبحث عن الزمن الضائع” و ”أمي البحرين”.

وكان ظهور مخرج جديد في الساحة السينمائية في عهد ميثاق العمل الوطني شيئا مألوفا، وذلك كما أسلفنا نتيجة تغيرات البنية الفنية، فالميثاق بث في الثقافة والفن روحا جديدة خصوصا بالسينما، ووجد الممثل البحريني كل الخير والدعم اللامحدود في العهد الإصلاحي، وفتحت الأبواب أمامه للإبداع ورفعة اسم البحرين بدليل نيله وتحقيقه الكثير من الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية وتميزه عن من سبقوه. أفلام جديدة ومخرجون جدد أثبتوا كفاءتهم في مجال صناعة السينما، ويحسب حقيقة لنادي البحرين للسينما والرواد من أمثال بسام الذوادي وأمين صالح وفريد رمضان مواقفهم وتشجيعهم وتقديم كل ما هو متاح وموجود للمهتمين بالسينما وحلم تحقيقها.