+A
A-

خفض عدد المنظفين يبني جبالا من الأوساخ بالمدارس

تصاعدت كرة جليد انتقادات الطلبة وأولياء أمورهم من تدهور مستوى النظافة بالمدارس الحكومية وذلك بعد قرار وزارة التربية والتعليم خفض عدد عمال النظافة كأحد تداعيات القرارات التقشفية الحكومية.

وقال مواطنون لـ “البلاد” ان أكوام الأوساخ والقاذورات تتكوّد بساحات المدارس ومرافقها العامة، ويجب على الوزارة اعادة النظر بقرار خفض عدد عمال النظافة، لأن القرارات التقشفية يجب ألا تمس ما يرتبط بصحة الطلبة وسلامتهم.

واستطلعت “البلاد” عددا من المواطنين وزوّد طلبة وأولياء أمور الصحيفة بصور تكشف جانبا من المشكلة.

إلزام

عبرت ولية أمر طالب من مدرسة الفارابي الابتدائية للبنين عن استياءها من إلزام الطلاب بتنظيف المدرسة بشكل يومي وافتقار المدرسة لعمال النظافة.

وقالت: بوجد عاملان فقط وابني يعود متعبا من المدرسة بسبب تكليفه بتنظيف مرافق المدرسة.

وذكرت أن الوزارة أوقفت الواجبات وصدمتنا في المقابل بضغط الاختبارات والمشاريع وتكليف الطلبة بتنظيف المدرسة.

تبرع

وتحدثت ولية أمر طالبة من مدرسة سار الابتدائية للبنات عن افتقار المدرسة لعاملات النظافة حيث تؤمر الطالبات بتنظيف الصف بشكل يومي.

وقالت: يوجد في الصف قرابة 33 طالبة يتناوبن على مجموعات بشكل يومي لتنظيف الصف.

وتابعت: تبرعت ولية أمر بمقمّتين (مخمتين باللهجة الشعبية) للتنظيف.

وأكملت: ابنتي تشتكي من قذارة دورات المياه حيث تنظف الحمامات مرة او مرتين في الأسبوع.

وحيد

وسجلت طالبات بمدرسة جد حفص الثانوية للبنات لـ “البلاد” استياءهن لافتقار المدرسة لدورات المياه الخاصة بالطالبات.

وأشرن أن المدرسة بها مجموعة مبانٍ، وبكل مبنى دورة مياه، ولكن جرى الاعتماد على دورة المياه القريبة من مبنى 500 و800.

وتابعن: كيف يجري الاكتفاء بدورة مياه واحدة فقط وعدد الطالبات بالمدرسة يفوق عددهن 986 طالبة؟

وشكون من ازدحام الطالبات الشديد على دورة المياه المفتوحة، وانقطاع المياه لفترات طويلة، ونقص العاملات.

وقالت: يوجد نقص شديد بعدد عاملات النظافة، وتوجد 3 عاملات فقط، ودورة المياه الوحيدة المفتوحة غير نظيفة لفترات طويلة.

وتأسست المدرسة بالعام 1980، ويبلغ عدد الطالبات قرابة 986، و19 إدارية، و7 فنيات.

مقهى

وانتقد عدد من طلاب مدرسة النعيم الثانوية للبنين عدم صرامة إدارة المدرسة مع ظاهرة تدخين الطلبة بدورات المياه حتى تحولت الى مقاهٍ للطلبة المدخنين.

وقالوا للصحيفة: أغلب الحمامات تشهد تجمعات من الطلبة المدخنين، ويتخلص الطلبة من أعقاب السجائر بأسطح دورات المياه والمراحيض فضلا عن وجود كم من القاذورات والأوساخ بالحمام وعلى مقربة منه وذلك دون رقابة من المدرسة أو اهتمام من عامل النظافة.

تصريح الوزارة

يشار الى أن الوكيل المساعد للموارد المالية والخدمات بوزارة التربية والتعليم خالد غريب قال بتصريح نشرته الصحافة قبل أيام إن الوزارة، وفي إطار ترشيد الإنفاق، اضطرت إلى تعديل المعيار العددي للمنظفين بالمدارس وقطاعات الوزارة المختلفة، بالشكل الذي لا يمس بخدمة التنظيف الأساسية، ولكن، ولا شك أن هذا الأمر قد أثر على مستوى النظافة مقارنة بالوضع السابق.

وأضاف غريب، في تعقيبه على ما يثار حول تدهور مستوى النظافة في عدد من المدارس الحكومية، أنه لم يتم إلغاء خدمة التنظيفات في المدارس مثلما يشاع، وتكليف الطلبة بها، بل ما تزال هذه الخدمة قائمة في المدارس، لكن تغير المعيار، مشيراً إلى أن الطالب موجود في المدرسة للدراسة وليس من مهامه الاشتغال بالتنظيفات، وإن كانت قيم الحفاظ على النظافة في مقدمة القيم التي تحرص عليها الوزارة.

وبين غريب أنه في ظل هذه الظروف المستجدة، وجهت الوزارة المدارس إلى التعامل مع أي نقص في هذا المجال بالاستفادة من ميزانيتها عند الضرورة.

سؤال الفاضل

وتقدمت الشورية جهاد الفاضل بسؤال برلماني لوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي حول الميزانية المخصصة لنظافة المدارس وتدابير الوزارة لتنظيف الصفوف الدراسية وغرف المعلمين ودورات المياه، وعدد عمال النظافة المخصصين لكل مدرسة وهل يوفر هذا العدد البيئة المدرسية الصحية النظيفة.

وتناول السؤال الاستفسار عن ما إذا يجوز لإدارة المدرسة إنفاق جزء من ميزانيتها بالتعاقد مع شركات خاصة لتنظيف مرافقها، وهل يجوز تكليف الطلبة بمهام تنظيف مرافق المدرسة، وما دور الوزارة في الرقابة على نظافة المدارس وحماية الطلبة – لا سمح الله- من الإصابة بالأمراض الناتجة عن عدم نظافتها.

 

* صحافي متدرب بصحيفة البلاد.