+A
A-

هل أبدع الرجل في مهن أساسها المرأة؟

في ظل التنافس بين الجنسين على المواهب وإبراز افضل ما لديهم من صنعات، أصبحت الأعمال ليست حكرًا على رجل أو امرأة. فنسج كل منهما مواهبه الذوقية في عدة مجالات تخص الآخر، فالطبخ والأزياء والتجميل صار الرجل يبدع فيه وينافس المرأة.
هل أبدع الرجل في مهن أساسها المرأة؟ من الأكثر تأثيرًا في تلك الأعمال الرجل أم المرأة؟


في استطلاع قامت به “مسافات البلاد” مع مجموعة من الشباب للأخذ بآرائهم عن الموضوع، ذكر الشاب حسين الأسود رأيه عن الموضوع إذ قال “الحقيقة أن المرأة والرجل في صراع لا ينتهي، ففي حين أن الرجل غزا مجالات عمل المرأة اليوم هناك نساء أثبتن أن بإمكان المرأة الوقوف على أرض صلبة في مهن وتشكيلات وظيفية كانت حكرًا على الرجل، وأثبتن مرارًا وتكرارًا أنهن على قدر التحدي. من وجهة نظري أنه حينما يدخل الرجل في مجال المرأة يتم مقابلته بالتشجيع والتحفيز والحث على الإبداع ويتم عكسه بمفردات كالكفاح ومواجهة صعوبات الحياة وغيرها، في حين أن المرأة يتم مقابلتها بالانتقاد والسخرية ومحاولات التثبيط واللجوء للدين؛ للبحث عن أسباب لإيقافها، ولكن هذا لا يمنع فرادة دخول الرجل مجالا معينا وإبداعه فيه، على سبيل المثال لو تكلمنا عن الموضة والأزياء، فالرجل يرى جمالية المرأة في الأزياء ويدرك هذه التفاصيل، وهذا قد يكون عاملا مساعدا إليه، هذا مثال وقد تكون فيه أمثلة أخرى، علاوةً على أن تركيز الرجل يكون منصبا على شيء واحد كما هو متعارف، فهو قادر على فك أسرار الإبداع والإتقان في شيء واحد وقادر على التمرس وتكريس كل وقته إليه ولا ينتقل لشيء آخر إلا حين يكمله، وقد يكون أيضًا هناك نساء مبدعات ولكن بسبب العادات والتقاليد يمتنعن عن الظهور الإعلامي، الذي أصبح وسيلة العصر لتبرز نفسك ولتُعرف”.


ذوق الرجل
فيما ذكرت الشابة ولاء السيد كامل “في السنوات الماضية كانت هناك بعض المهن مقتصرة على النساء فقط ألا وهي الموضة والتجميل والطبخ والخياطة، وبعد تطور الزمن أصبحت هذه المهن أكثر تطورًا عندما دخلها الرجل”.
وتابعت في قولها عنهم “نرى في الوقت الراهن أشهر مصممي الأزياء والطهاة من الرجال، إذ أصبح لهم باب واسع في هذا المجال، ولاحظنا توجه النساء للرجال في مجال التجميل والأزياء ويعود ذلك لانخراطهم في هذه المجالات، وأن المرأة تثق في ذوق الرجل؛ لأن الرجل له القدرة في إقناع المرأة بتغيير قصة الشعر أو الستايل الخاص بها؛ لأنه يقوم بالتجميل بناء على نظرة الرجل لجمال المرأة”.
في زمن تساوى فيه الرجل والمرأة
في حين قال الشيف عبدالله حسن “لو تحدثنا عن الطبخ خصوصا، في الأجيال السابقة كان دور الرجل هو العمل لتوفير المال ولسد احتياجات الأسرة بينما كان دور المرأة تربية الأطفال والاعتناء بالمنزل وإعداد الطعام، وإن كان للرجال دور في إعداد الطعام فنجده في المطاعم أو المخابز، ولكننا نعيش حاليًا في زمن تساوى فيه الرجل والمرأة من حيث العمل والحقوق وما إلى ذلك، ولم يعد الطبخ حصريا على الأمهات، فنرى هناك الطباخ والخياط ومصمم الملابس ومصفف الشعر وخبير المكياج، كل ذلك يعود إلى الانفتاح وتغير الفكر البشري، ولو تأملنا قليلا لوجدنا أن أمهر الطهاة هم من الرجال، وأكثر مصففي الشعر طلبًا هم من الرجال، وأشهر مصممي الملابس هم من الرجال أيضًا”.
مواهب
فيما رأت الشابة سمانة عدنان أن “الرجال أبدعوا في المهن التي خُصصت للمرأة كالطبخ والخياطة وفي عالم الأزياء والشعر والمكياج، وغالبًا ما يتفوق الرجل في هذه الأمور أكثر من المرأة، إذ تعد هذه المجالات مواهب وأنا أشجع المواهب، فالموهبة لا تخصص للرجال، وقد تفتح لهم أبواب رزق أيضا وتطور من مهاراتهم”.
تاريخيًا
وبيّن الشاب علي الخزاعي “بالنسبة لي لا توجد مهن مخصصة للنساء أو الرجال، فتاريخيًا كان الطبخ مهنة يشغلها الجنسان، إذ تُعد النساء الطعام لأفراد أسرهن، والرجال يقومون بإعداد الطعام في المطاعم والمقاهي، حتى مهنة الخياطة شغلها الجنسان تاريخيًا، إذ يخيط الرجال الملابس الرجالية والنساء الملابس النسائية، فكلا الجنسين لديهم نفس الحظوظ في ذلك ولا فرق بينهم”.