+A
A-

فيلم الأوسكار “كفرناحوم” في البحرين

قدمت السفارة اللبنانية لدى المملكة وبالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار فيلم “كفرناحوم” للمخرجة نادين لبكي، وذلك يوم الثلاثاء الماضي في سينما مجمّع الأفينيوز بحضور كبير لمشاهدة الفيلم الذي حاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان (كان» السينمائي الدولي. كما رُشّح لجائزة (أفضل فيلم أجنبي» في حفل الغولدن غلوب. كما رُشّح الفيلم لجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل البافتا 2019، إضافة إلى ترشيحه عن الفئة نفسها في حفل جوائز الأوسكار، والجميل فيه هو أنه واقعي لدرجة أنه اعتمد على شخصيات من واقع الحياة وليس على ممثلين، حيث الكثير من حبكة الفيلم تستند على أحداث تعرض أعضاء الطاقم لها في حياتهم الخاصة.
يتحدث الفيلم عن حياة طفل (زين) من الطبقة الفقيرة في لبنان في ضاحية فقيرة تدعى (كفر ناحوم)، يعيش الطفل ضمن أسرة مكونة من عدة بنات وأولاد في منزل ضيق مهددين بالطرد منه، ما يضطرهم لتزويج ابنتهم القاصر سحر إلى ابن صاحب العمارة، وعلى إثر ذلك يغادر زين البيت ويهيم في عشوائيات ليصادف نماذج بشرية مختلفة من لاجئين سوريين وتجار بغاء ومخدرات ومزورين وثائق وخادمات أجنبيات تتقاطع حكايته مع إحداهن وهي أثيوبية تدعى راحيل تقيم في لبنان بهوية مزورة وتنجب طفلاً تسميه يونس حيث تجهد في إخفائه عن الأعين وعن سلطة الإقامة في لبنان، وتوكل مهمة الاعتناء به خلال عملها إلى زين الذي يبيعه بدوره إلى أحد المزورين ومهربي اللاجئين الى اوروبا مقابل 400 دولار ووعد بتهريبه إلى السويد.
تتوالى الاحداث ويعود زين الى المنزل للبحث عن أية ورقة رسمية تثبت شخصيته إلا أنه يتألم كثيرا حين يعلم بموت شقيقته سحر وهي حامل في الشهر الثالث ما يضاعف نقمته على عائلته ويدفعه لطعن زوجها بالسكين.
وفي اجمل مشاهد الفيلم يقف زين في المحكمة أمام القاضي وبحضور المحامية التي تدافع عنه (المخرجة نفسها) يعلن أنه يرغب برفع قضية على والديه، فيستفسر القاضي منه عن السبب، ليجيب: لأنهم أنجبوني!
الطفل زين من اجمل ما تشاهده في هذا الفيلم الذي يعرض حاليا في سينمات سينكو وفوكس سينكو وأدى دوره الطفل فادي يوسف اللاجئ السوري الحقيقي والذي يتوقع له مستقبل كبير.
نادين في “كفرناحوم” لم تقدم المستهلك عن لبنان ومشاكله المعروفة، لكنها تحدثت عن مشاكل البنية الاجتماعية اللبنانية بعد الحرب، وعن آفات اجتماعية واقتصادية لا تنحصر بالضرورة بلبنان، إنما يرفض اللبناني كشفها والحديث عنها ربما، وايضا الفيلم يسلط الضوء على مشاكل العاملات في الخدمة المنزلية ومعاناتهن في بلد لا يقر بأدنى حقوقهم المدنية. معاناة العاملات تلخصها حياة “راحيل” العاملة الإثيوبية والتي تلعب دورها يوردانوس شيفراو، في مواجهة مشاكل الحرمان من الأمومة، المتاجرة بالأطفال، السجن والإساءة في العمل.
ويستعرض مشاكل السجون في لبنان والفوضى والإهمال في سجن رومية وواقع اللاجئين السوريين.
الفيلم نال أيضا جائزة الجمهور الذهبية في مهرجان Mill Valley في الولايات المتحدة الأميركية وجائزة الجمهور Gigi Guermont في مهرجان ميامي السينمائي، بالإضافة إلى مشاركات في مهرجان تورونتو – كندا وسان سيباستيان – إسبانيا ومهرجان لندن إلى مهرجانات عدة أخرى.