+A
A-

أطالب بدمج المكفوفين بالمدارس

دمج المكفوفين في المدارس الحكومية لهو أمر مطلوب ومرغوب وهو الخيار الأفضل للكفيف، بحيث ينخرط مع المجتمع وتكون له مهارة التعايش مع أفراد المجتمع، وليبرز نفسه ويطور من نفسه وقدراته لابد أن يدمج في المجتمع.

فلهذا أكتب هذا المقال الذي قد يعبر عن شيء ما في نفسي.

ففيه أطالب بأن يكون الدمج حقيقة لا خرافة يستأنس بها المتحدثون حينما يتحدثون عن الدمج.

أقول مستعينا بالله: إن الدمج الحقيقي هو ذلك الدمج الذي يشعر به الكفيف أنه فرد من أفراد المجتمع، يستطيع بكل يسر وسهولة أن يأخذ حقوقه كاملة ويؤدي ما عليه من واجبات دون معوقات تعترض طريقه وتصعب عليه المسير. إن الدمج الحقيقي هو ذلك الدمج الذي ينخرط الكفيف مع أقرانه في جميع أنشطة المدارس ويشعر بالمتعة كما يشعر بها غيره من الأسوياء. ويؤسفني أن أقول إن دمج المكفوفين كلمة وهمية لا حقيقة لها، فها هم المكفوفون ينعزلون عن زملائهم في فترة الاستراحة (الفسحة)، كم من كفيف وقتما تحين الفسحة يؤخذ به إلى المكتبة أو إلى غرفة الإشراف أو يبقى وحيد في الصف ينتظر ابتداء الحصة التي تلي الفسحة؟ كم من كفيف لا يُشارك في الأنشطة الرياضية، يذهب عنه زملائه إلى الصالة الرياضية ليلعبوا ويمرحوا ويبقى وحيد بين الجدران أو يؤخذ به إلى الصالة الرياضية ويُعزَل بأحد زواياها؟

وقد يقول لي قائل: لا تعمم فكلامك ينطبق على البعض، وكم من كفيف قد أبرز نفسه وكانت مسيرته الدراسية مسيرة ناجحة محمودة عواقبها؟ أقول: لو قارنا بين من حظي بمسيرة ناجحة نجاح حقيقي لا وهمي وبين من لم يكن له ذلك النجاح نجد المعظم ما حظيوا بذلك النجاح بالدمج والتميز.

ليس الدمج أيها المسؤولون هو أن يحافظ الكفيف على الحضور في المدارس الحكومية، بل هو أكثر من ذلك. فحينما يمارس الكفيف ما يستطيع ممارسته من أنشطة كغيره، وحينما يؤهل الكفيف التأهيل الصحيح قبل دمجه لتثبت خطاه بالمسير، وحينما يؤهل المدرسون والمشرفون لنجاح الدمج حينها نسميه دمج.

 

عبدالله مبارك