+A
A-

مطالبات شعبية واسعة لإعادة إحياء “فرجان” المحرق القديمة

إهمال الأحياء القديمة دفع الكثيرين لبيع عقاراتهم

شح المواقف وتوافد الآسيويين وضيق الشوارع نفرت الناس وهجرتهم

أغلب الفرجان المحرقية القديمة تعيش حاله من الغربة

أهالي المحرق ينتظرون بشغف إنفاذ التوجيه السابق لجلالة الملك

نتأمل من المسؤولين النزول للفرجان ولقاء أهاليها

 

 

قال مواطنون محرقيون إن انفاذ التوجيه الملكي السابق بإعادة احياء الفرجان المحرقية، هو الحل الوحيد بإعادة هويتها المفقودة، والتي تبعثرت مع تزايد البناء العشوائي للعمارات السكنية، ومع تسكين الآسيويين، وشح المواقف، وضيق الشوارع، ومحدودية المنافذ، وغيرها.

وقالوا لمندوب (البلاد) على هامش الزيارة الميدانية التي قام بها مندوب الصحيفة بمعية النائب إبراهيم النفيعي إن اهمال الأحياء القديمة، دفع الكثيرين لبيع عقاراتهم، وهجرتها، موضحين رغبة الكثيرين منهم للعودة مجدداً، بعد أن تهيء لهم الدولة، وسائل الحياه اللائقة والمناسبة، لهم ولعوائلهم.

 

الروح المهاجرة

وقال عضو مجلس شباب البيت العود، وليد عبدالرحمن إن أهالي المحرق ينتظرون بشغف إنفاذ التوجيه السابق لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، بإعادة احياء الفرجان القديمة في المحرق، عبر مشروع متكامل تتكفل به وزارة الإسكان، يعيد للفرجان القديمة روحها ومكانتها العريقة، ويشجع المواطنين اللذين هجروا مناطقهم للعودة مجدداً، بعد أن تهيء لهم الدولة، وسائل الحياه اللائقة والمناسبة، لهم ولعوائلهم.

وقال عبدالرحمن للـ(البلاد) “ الفرجان القديمة لها أثر في نفوس البحرينيين جميعاً، وهي التاريخ الذي بدأ منه كل شيء، والمتبقين من الأهالي بها، يعانون الأمرين من المشاكل العالقة والمعروفة، كسكن العزاب الآسيويين، العادات الدخيلة المصاحبة لسكن العوائل الآسيوية، شح المواقف، غياب الروح البحرينية”.

وعن أهم الفرجان المحرقية التي تعاني وتحتاج لإعادة الإحياء قال” فرجان بن هندي، القمامره، العمامره، الحياك، ستيشن القديم، حيث تتبين المشاكل بهذه الفرجان تحديداً بشكل واضح ومأساوي، تسببت بتآكل الهوية البحرينية بها، وانحسارها”.

ويزيد عبدالرحمن” في المقابل فإن السبب الرئيسي لوجود هذا المجلس، أن يكون العين الساهرة لأهل الفريج، وأن يثبت وجود الهوية البحرينية هنا، ويحافظ على حضورها، وهو مفتوح من العصر وحتى الرابعة صباحاً يومياً، لخدمة شباب المنقطة والأهالي، وتكثيف المجالس بالفرجان مطلب مهم، وواجب”.

 

واقع غريب

وعن هجرة الأهالي لفرجانهم العريقة يقول “كل من خرج فعل ذلك لضيق طاله، وطال أفراد أسرته، مع تغير الناس، وتصدع البنى التحتية، وهدم البيوت، وبناء عمارات تجارية مكانها، وأؤكد هنا بإن إعادة بناء الفرجان والأحياء المحرقية القديمة، ستعيد المغادرون اليها من جديد، ومعهم نفسها المفقود”.

في الأثناء، قال نبيل إبراهيم العريفي (من فريج ستيشن) بأن اهمال الأحياء القديمة، وغرقها بالعمالة والعوائل الآسيوية، دفع الكثيرين لبيع عقاراتهم، والتي استغلها المقاولين لبناء عقارات سكنية وتجارية، كل من استوطنها من الآسيويين، علماً أن اغلبها بلا مواقف كافية للسيارات، وهي إشكالية أخرى.

ويضيف العريفي” أهل المحرق لا يريدون هجرة أحيائهم، لمن الضيق الكابس عليهم، وعلى أولادهم يدفعهم لذلك قسراً، هذه الفرجان العريقة يجب أن توليها الدولة الاهتمام بالوسعة الممكنة، ببداية تكمن في استملاك العقارات وإعادة ترميمها وبنائها من جديد، بشكل حديث، ومريح، ووضع خطة لإعادة تسكينها بالمحرقيين، وليس غيرهم”.

ويكمل” هذه المطالبات ليست بالجديدة، بل هي قديمة، ونحن نهتم في لفت الانتباه لها لأن الواقع الرهن، يمثل اقتلاع للهوية المحرقية القديمة، وهو مالا نقبل به، وعليه نتأمل من وزير الإسكان المهندس باسم الحمر أن يقوم بزيارة ميدانية الى هنا، وبأن يلتقي بنا، ويستمع مطالبنا، ونتأمل أن يتم وقف منع أي بنايات بدون مواقف كافية تغطي عدد الشقق بها”.

 

نسيان واهمال

إلى ذلك، قال علي حسين النايم (من فريج الحياك) بأن “الفرجان القديمة تمر بمرحلة نسيان واهمال، بظل استحواذ الكثير على العديد من البيوت، بوسط الفريج، والتي هجرها أهاليها منذ أكثر من 7 سنوات كاملة، فما ذنب الأهالي من هذا التضييق؟ خصوصاً مع وجود منفذ واحد فقط للفريج”.

ويزيد النايم” الفريج مضغوط بالسيارات، وشح المواقف، والآسيويين، واللذين يتنقلون بالفريج بـ(نص هدوم)، ناهيك أن صغر عرض الشوارع، وشح المنافذ يجعل من دخول سيارات الإسعاف والاطفاء استحاله”.

ويكمل” نتأمل من المسؤولين المعنيين بالملف النزول للفرجان، ولقاء أهاليها، والعمل على انقاذها مما تغرق فيه من فوضى أصنفها بالعارمة، ناهيك أن لدينا اثباتات بهذه المطالبات منذ أكثر من 10 سنوات”.

 

نساء الفرجان المحرقية: المحرق (ما تنعاف) لكن الحال تغير

من جهتها، قالت عائشة أحمد من فريج (العمامرة) بأن البيوت البحرينية القليلة الباقية في اغلب الفرجان المحرقية القديمة، تعيش حاله من الغربة، والوحدة، والقهر، فالحال ليس كما كان، والناس تغيرت، والوجوه، والوجود نفسه.
وتضيف عائشة “ الأبواب مغلقة بخلاف السابق، لأن الناس في خوف، وقلق من الأجانب اللذين يغرقون الفرجان، وأغلبهم من العزاب، كما أن الكثير من الخدمات يهربن من بين اللحين والآخر، ليكتشف المخدومين بنهاية الأمر أن السبب من هروبهن عازب آسيوي يقطن الفريج”.
وتزيد” المحرق ( ما تنعاف) ولا يوجد هنالك من يرغب بهجرة الفريج، لكن الحال غير الحال”. بدورها، قالت أم علي بأن المشاكل المزمنة في الفرجان المحرق معروفة ومكررة الحديث، وهنالك حالة عدم فهم منا، للأسباب الكامنة من تجاهل النظر بحلها، فحتى اللحظة لا تزال العقارات القديمة تهدم، وتبنى مكانها عمارات ضخمة، يسكنها آسيويين، بدون توفير مواقف سيارات كافية. وتزيد” الحل بإنفاذ أمر جلالة الملك بإعادة احيائها وإعادة الهوية لها، لأنه الخلاص الحقيقي للجميع”.

 

النائب النفيعي: الفرجان المحرقية اليوم لا تمت للهوية البحرينية بأي صلة

أكد عضو مجلس النواب إبراهيم النفيعي بأن أعادة الحياة الفرجان المحرقية، والحفاظ على هويتها، وتشجيع المواطنين والعوائل التي هجرتها للعودة اليها، بطليعة الأولويات، موضحاً بأن “الحال الذي آلت اليه الفرجان اليوم لا يسر، ولا يمت بالهوية البحرينية بصلة”. وأوضح النفيعي على هامش جولة (البلاد) بفرجان بن هندي، والعمامرة، وستيشن، بأن هنالك تواصلاً جاداً مع المحافظة، ووزير الإسكان، لتحريك المياه الراكدة بهذا الموضوع، والدفع به ليرى النور قريباً، مبيناً بأنه تقدم أخيراً بسؤال لسعادة وزير الأسكان عن هذا الموضوع. وبين عن تواصل الكثير من المواطنين معه، واهتمامهم الشديد في الرجوع لفرجانهم القديمة، ولكن ليس بصورتها الحالية، مؤكدا عن ثقته في عودة الأمور لنصابها الصحيح، مع انفاذ أمر جلالة الملك بهذا الجانب، وهو أمر نابع من الحس الوطني، ومحبة البحرين وأهلها.

 

محافظ المحرق: مرحلة العمران قادمة وستطال (4 فرجان) كبداية

قال محافظ المحرق سلمان بن هندي لـ(البلاد) إن توجيه جلالة الملك لإعادة احياء الفرجان القديمة كان منذ أربعة أعوام، ببداية ستشمل  فرجان المري، العمامرة، القمره، بن هندي.
وأضاف” سوف يتم إعادة احياء الفرجان المحرقية القديمة، لتكون بإذن الله كسابق عهدها، وعلى أثر ذلك نظمنا اجتماعات عدة مع المسؤولين بوزارتي الإسكان والأشغال وخرجنا معهم برؤية طموح، وجار الأمر الآن لتحديد البيوت التي سوف يتم استملاكها بالفرجان الأربعة، والعمل على تعويض أصحابها بالشكل المناسب، ورسم الخطة لمستقبل الفريج، من حيث الساحات، وتوسعة الطرق، والشكل العام بالجديد”.
وواصل بن هندي “سوف يتم استملاك بيوت كل من يرغب بالخروج من الأحياء، وبالنسبة للناس لمن خرج مسبقاً، فسوف يتم اعادتهم للبيوت التي سوف يتم إعادة تهيئتها، وما يشغل البال هي البيوت المستأجرة من قبل العزاب والآسيويين، حيث سوف يتم التفاوض مع ملاكها، بأن تؤجر على بحرينيين، أو يتم استملاكها منهم”.