+A
A-

سمير الوزان شاهد العصر على نهضة التأمين في البحرين

أسس “سوليدرتي” للتأمين من الصفر

خبرته تمتد لأكثر من 37 عاما بقطاع التأمين

منضبط في أوقات الدوام الرسمي بفضل “بابكو”

أول عمل لي في “مطار البحرين” بقسم الاتصالات

اختياره للعمل في قطاع التأمين كان صدفة

عند توقيع اتفاقية التجارة الحرة كانت هناك مخاوف

عمل 10 سنوات في “بابكو” نصفها أكاديميا في بريطانيا

 

 

يمتلك سمير الوزان خبرة تمتد لأكثر من 37 عاما في مجال الإدارة والتأمين، ويعتبر من أقدم مؤسسي القطاع، وما زال يعمل في المجال، إذ شغل العديد من المناصب القيادية. تلقى دراسته في الإدارة بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية ودعمها بدراسات في كلية مانشستر لإدارة الأعمال في المملكة المتحدة. فاز بجائزة “أفضل شخصية في قطاع التأمين في منطقة الشرق الأوسط” من قبل مؤسسة نقد البحرين 2009. كما شغل الكثير من المناصب على مستوى الإدارة العليا في الشركة “البحرينية الكويتية للتأمين”، ومجموعة “يونيتاك” و “الوطنية للتأمين”، إذ استمرت مدة عمله فيها 17 عاما وتركها، وهو يشغل منصب المدير العام بالوكالة. “البلاد” التقته وأجرت معه الحوار التالي.

 

حدثنا عن دراستك وبداية مراحل عملك؟

سمير الوزان من مواليد العام 1954، متزوج ولدي 5 أبناء وحفيدان. درست في القسم الصناعي بتخصص “الراديو والتلفزيون”، وتوظف في مطار البحرين الدولي فور تخرجي بقسم الاتصالات وهو الرابط بين المطار والطائرات مع شركة IAL، تم إرسال الدفعة التي عملت معي للقاهرة لمزيد من الدراسة في معهد أمبابة للطيران، بتخصص اتصالات، عدت بعد عام واستمررت في العمل بالمطار، وفي العام 1971 انضممت إلى شركة نفط البحرين (بابكو) في قسم الأجهزة الدقيقة، التي أرسلتني إلى بريطانيا لاستكمال الدراسات العليا والتخرج مهندس أجهزة دقيقة، ثم درست 3 سنوات في “بوليتيك اسوانزي” في ويلز، وسنتين في جامعة هدرسفيلد.

عمل بشركة بابكو حوالي 10 سنوات بين دراسة وعمل، إذ كانت 6 أشهر أكاديمية في بريطانيا و6 أشهر عملية بالبحرين.

ودرس الوزان في جامعتين من أكبر جامعات العالم، وتخرج بشهادات عليا في الإدارة من جامعة “ستانفورد” في أميركا، وكلية مانشستر لإدارة الأعمال في بريطانيا.

 

كيف ومتى انضممت إلى قطاع التأمين؟

معظم رجال التأمين انضموا للقطاع بالصدفة في العام 1982. تم طلبي لمقابلة مع جميل وفا الذي كان رئيس مجلس إدارة مجموعة “اليونتك”، وكان لديها مؤسسة اسمها الوطنية لخدمات التأمين وكانت تعادل وكالات التأمين مع شركات تأمين عالمية، فرنسية وإنجليزية وأميركية، وفي وقتها كانت لديهم فكرة جديدة عن تحويل الشركة من وكالات إلى شركة تأمين قائمة، وكان يبحثون عن كفاءات بحرينية لتولي المسؤولية.

تأسست الشركة في العام 1982 وكان لها مدير إنجليزي، انضممت معهم في شهر مايو، ولأني كنت جامعي ولدي خبرة في الهندسة، شغلت منصب مدير في تأمين السيارات الإجباري.

كان للعمل بالشركة الوطنية نوع من السياسة الواضحة وهو أن يتم تدريب الشخص ليتولى مسؤوليته وهو جاهز لها. جميل وفا عمل لي برنامج تدريب في البحرين مع الموظفين الموجودين وفي نفس الوقت بالخارج مثل سويسرا وبلجيكا وبريطانيا، وفي الوقت ذاته بدأت أتدرج في العمل وخلال 4 سنوات شغلت منصب المدير العام لشركة الوطنية للتأمين سنة 1986.

4 شركات وطنية للتأمين آنذاك

كان في ذلك الوقت 4 شركات وطنية للتأمين وهم شركة البحرين للتأمين تأسست في 1969، الشركة البحرينية الكويتية للتأمين تأسست في 1975، الشركة الأهلية للتأمين تأسست في 1976، والشركة الوطنية للتأمين والتي تأسست في 1982 وكانت أحدث شركة وفي فترة زمنية قصيرة استطاعت أن تكون أفضل وأكبر شركة في الحجم والأرباح بشهادة المنافسين.

في العام 1998 وقعت حكومة البحرين على اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين وأميركا، وابتدأ نوع من الخوف في السوق حول تأثير الاتفاقية على قطاع التأمين، إذ لم يكن هناك أي نوع من استشارة أصحاب الشأن وإعدادهم نفسيا.

كنا 6 أطراف، شركات التأمين الأربع والمجموعة العربية للتأمين وجمعية التأمين البحرينية، قمنا بتعيين استشاري لعمل دراسة لتأثير الاتفاقية على القطاع، والتي تبين من خلالها أنه يحق لنا الدخول للسوق الأميركية والعكس. حجمنا وخبرتنا بالسوق في ذلك الوقت أعطتنا محدودية، إذ إنهم يستطيعون غزونا ونحن لن نستطيع الاستمرار لديهم، وبدأنا نخاف كشركات تأمين خصوصا أن رؤوس أموالنا بين مليون ومليون ونصف دينار ونحقق أرباح يتم توزيع 50 أو 60 % منها على المساهمين، وكان هناك خوف من استحواذ الشركات الأميركية على إحدى الشركات الوطنية، وأكثر الخشية كانت على الشركة الوطنية؛ لأنها أكبر شركة تحقق أرباحا وأفضل شركة في السوق.

 

كيفية تفادي هيمنة الشركات الأميركية

أثرت المخاوف مع رئيس مجلس الإدارة جميل وفا وطلب مني الخيارات المتوفرة، أخبرته أنه تم تعيين استشاري وأعطانا 4 خيارات: الأول الاندماج مع شركة أخرى، الثاني أن نرفع رأس المال وبذلك يصعب الاستحواذ على شركة بهذا الحجم من رأس المال، الثالث أن نبقى كما نحن وأن نتخصص بتأمين جانب معين، والرابع الخروج من السوق، وفي ذلك الوقت كانت الشركات المنافسة لنا البحرينية الكويتية كانت 50 % لبحرينيين و50 % لكويتيين وغير مستعدين لتغيير حصتهم بعد اندماجنا معهم. الشركة الأهلية كانت كالمريضة، والشركة البحرينية للتأمين كانت شركة قديمة وكبيرة في مجال السيارات ومحفظتها الاستثمارية كبيرة وهي من أقدم الشركات ولم يكن لديها الإدارة المطلوبة فكان أقرب خيار هو الاندماج معها؛ لأنها لم تكن فيها مشاكل ولكنها تحتاج إلى إدارة أفضل وشركتنا كانت إدارتها شابة أكثر وفي ذلك الوقت كان لديهم مجال تأمين الحياة ومحفظة استثمارية أفضل، فقلت لوفا إن أقرب شركة للاندماج معها هي الشركة البحرينية الوطنية، فتمت مخاطبتهم سرا؛ لأن الشركات كانت مسجلة ولا تريد تأثير ذلك على سعر سهمها، حتى اتفق مجلس إداراتي الشركتين على الاندماج وصدرت عنها شركة البحرين الوطنية القابضة في العام 1999 وكان أول اندماج بين شركات وطنية في مجال التأمين على مستوى الخليج.

 

تأسيس “سوليدرتي”

بعد ذلك غادرت الوطنية القابضة وأصبحت المدير العام للشركة البحرينية الكويتية للتأمين من 2001 وحتى 2005، ثم طلب مني الأخ خالد جناحي تأسيس “سوليدرتي” التي تأسست برأس مال ضخم يبلغ 100 مليون دولار وقمت بتأسيسها من الصفر وبقيت معهم من العام 2005 وحتى العام 2010، وفي العام 2010 تقاعدت من “سوليدرتي” وأصبحت عضوا بمجلس إدارة مستقل بصفة خبير وليس مساهما، في 4 شركات بـ 4 دول، وهي البحرين وعمان وقطر والإمارات.

في العام 2013 طلب مني فاروق المؤيد أن أترأس مجموعة البحرين القابضة ولكني كنت أريد أخذ قسطا من الراحة، فطلب مني أن أكون في “القابضة” وأن تكون إدارة التأمين لشخص آخر. ولأن نوع العمل اختلف ولا توجد مطالبات وشكاوى كان المنصب خفيفا والعمل مع مجلس الإدارة كان ممتعا، فبقيت معهم من العام 2014 وحتى الآن، ومن المفترض أن أبقى معهم هذا العام فقط ولكن مجلس الإدارة رفض وتم الاتفاق أن أبقى معهم حتى 2021 وبعدها سأتقاعد.

 

ماذا عن عضويتك ووجودك في الجمعيات؟

ترأست جمعية البحرين للتأمين لدورتين متتاليتين وأنا من مؤسسي الجمعية، كما أسست جمعية الإداريين البحرينية، ومن مؤسسي قسم التأمين في معهد البحرين للدراسات المصرفية BIBF. وفي فترة حياتي العملية كنت أمثل البحرين في الاتحاد العام العربي للتأمين، والاتحاد الإفروآسيوي لشركات التأمين وإعادة التامين في مصر لدورات عديدة، كما كنت نائب الرئيس في الصندوق العربي لتامين أخطار الحرب، وصندوق التامين الخليجي، وكنت إما عضوا مؤسس أو عضوا فاعلا فيما يتعلق بمجال التأمين. ومؤسس وعضو صندوق تعويض حوادث المركبات التابع لمصرف البحرين المركزي، وعضو في لجنة القطاع المصرفي للتامين ولجنة التحكيم.

وأكبر جائزة حصلت عليها هي أفضل شخصية في قطاع التأمين بمنطقة الشرق الأوسط من مصرف البحرين المركزي.

 

حدثنا عن مسقط رأسك والحياة العائلية؟

أنا من مواليد المحرق. والدي إبراهيم الوزان كان “نوخذة” بحر، كان شخص أمّيا لا يقرأ ولا يكتب ولكنه كان نوخذة متمرسا لم يكن من نواخذة بوانيش اللؤلؤ وغيرها إنما كان نوخذة سفن البترول. كان يعمل مع شركة “شل” ويغطي من البصرة وحتى كراتشي، ويقرأ خرائط البحر من دون أن يعرف القراءة، أما والدتي فكانت من عائلة جلال.

ولدت في فريج “شيوخ” في المحرق ولقب جدي لأمي بـ ”أمير منطقة المحرق”.

 

كم لديك من الذرية؟

لدي 3 بنات.. اثنتان منهم متزوجات ولدي منهما حفيد عمره 10 سنوات وحفيدة عمرها 6 سنوات، ولدي ولدان أحدهما يعمل ضابطا بوزارة الداخلية والثاني يعمل في مجال عملي بالتأمين ولكن بتخصص مختلف وهو صندوق تأمين أخطار الحرب.

 

كيف تقضي يومك؟

أنا “بيتوتي”، وإذا كان هناك وقت فراغ أكثره يكون مع العائلة إن كان بالمنزل أو الخارج، ويوم الجمعة أساسي لتجمع العائلة والغداء معا، ومتعتي تكون برؤيتهم معي ورؤية أحفادي، والتجمع مع الأصدقاء أحيانا.

 

ما أول سيارة امتلكتها؟

نلت رخصة القيادة في العام 1976 وفي نفس الفترة اشتريت سيارة مستعملة إذ لم تكن الرواتب في ذلك الوقت كافية فهي أقل من 100 دينار، وفي بداية الثمانينات اشتريت سيارة جديدة من شركة “فولفو” بالأقساط الشهرية.

 

وما هواياتك؟

ليس لدي هواية خاصة مثل القراءة أو الرياضة، أحب الأمور الخفيفة، فأنا متابع جيد للتلفزيون والصحف والأخبار المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أحب تصليح بعض الأمور بالمنزل، ولا أسمي “السفر” هواية ولكن أستمتع به، وسنويا يكون لي برنامجي سفر عائلي وشبابي مع الأصدقاء.

أحب الذهاب للدول الأوروبية، حيث يشعر الشخص فيها بالراحة أثناء السياحة خصوصا ألمانيا، الدول العربية فيها الأمن والأمان ولكن هناك ما يزعج.

 

ماذا تعلمت من والدك؟

كان والدي رجلا طيب الخلق ومازال أبنائي يتذكرونه على الرغم من أنه لم يكن ميسور الحال ولم يترك إرثا للعائلة، ولكنه كان من النوع الكريم، وأنا تقلدت بأساليب والدي، وفي نظري أن النقود التي لا تسعدك لا يكون منها أية فائدة.

وحتى أسلوبي في الإدارة حاليا دائما بابي مفتوح لجميع الموظفين ولا توجد لدي تلك البيروقراطية الموجودة في بعض الشركات والحواجز، ولشركة “بابكو” الفضل الكبير في التعامل بهذه الطريقة.

 

ولماذا “بابكو”؟

“بابكو” علمت كل شخص الانضباط في العمل والمسؤولية وأن يقوم بعمله على أكمل وجه حتى دون أن يكون هناك مشرف معه، أنا اليوم رئيس تنفيذي والدوام الرسمي يبدأ من الساعة 7 ونصف ولكنني أحضر قبل الساعة 7 صباحا. في “بابكو” كان عملنا يبدأ في الساعة 7 صباحا وإذا وصلنا عند الساعة 6:45 صباحا يسأل الزملاء الموجودون في الوردية السابقة عن سبب التأخر رغم عدم كوني متأخرا، ولكن أصبحت عادة أن يتم الذهاب قبل نصف ساعة لتسليم واستلام العمل للشخص التالي.

 

ماذا عن أم محمد؟ كيف تساعدك في المنزل؟

أي شخص عطاؤه في العمل نابع من راحته في المنزل من دون أية مشاكل، ولا توجد راحة إلا إذا كان الطرف الثاني يكمل الأول، زوجتي جامعية وكانت تعمل في القطاع الخاص ثم الإعلام حتى تقاعدت، هي من قامت بتربية أبنائي وأنا أنفقت عليهم، ربتهم لدرجة أنني اليوم فخور بهم وبما أسمعه عنهم من الناس وكلامهم عنهم إيجابا، فهذا ما يعطي انطباعا عن تربيتهم الحسنة ولم يصلوا لهذا المستوى إلا لوجود شخص مثل والدتهم معهم.