+A
A-

هل تقبل/ تقبلين الزواج بمن هو/هي أكبر منك؟

قرار الزواج من أصعب القرارات المصيرية بين طرفيه، فلابد من التمعن والصبر عند اختيار شريك الحياة لتأسيس بيئة عائلية مناسبة قابلة للاستمرار، يترتب عليها حياة هنيئة يتمناها كل شخص. فهل يكون اختلاف العمر عائقًا للزواج في الزمن الحالي؟ وهل اختلاف العمر يؤثر على طريقة التفكير وترتيب الأولويات؟ وهل من الممكن أن نجد التوافق في ظل اختلاف الأعمار؟

غير مناسب

أوضح الشاب محمد عبدالرضا بأن الزواج من الأكبر سنا غير مناسب، لكل مرحلة عمرية اهتماماتها وأهدافها، قد يجدها البعض أنها لا تعني شيئا وغير مهمة، لكن صاحبها يجدها في كل خيالاته وأمنياته، إذ تزوجت فتاة أكبر سنا ستكون أهدافها في الزواج تتناسب مع عمرها ولا تتناسب مع أهدافي وحتى طريقة التفكير ستكون مختلفة، مما يؤدي إلى عدم فهم بعضنا البعض وحدوث مشكلات عديدة، ومن الصعب التكيف مع العيوب في كلا الطرفين.

مقياس

تعبر الشابة أبرار المغلق بقولها: “من وجهة نظري، فإنّي لا أرى أية مشكلة في الارتباط بمن هو أكبر سِناً، فإن كان العمر مقياس، فهو ليس بالمقياس الدقيق كما أعتقد، بالنسبة لي فإن الزواج لابد أن يأتي بعد النظر لعدة أمور وأهم من العمر، يقوم على أساسها اختيار الزوج. فلابد من المقبل على الزواج أن ينظر إلى مقدار التوافق مع الطرف الآخر من عدة جوانب، (ثقافية، شخصية، اجتماعية، مادية) التوافق العقلي الفكري على سبيل المثال، فذلك لا أرى بأنه يتوقف على العمر الزمني للفرد بشكل أساس، حتى وإن كان العمر بعض الأحيان من إحدى العوامل التي من الممكن أن تضيف تأثيرها على الفكر الشخصي، إلا أنه ليس مقياسا دقيقا، وذلك يعود لطبيعة الإنسان في إمكان التغير والتأثر والتطور والتكيف مع البيئة، لذلك أرى أنه يجب الأخذ بهذا الجانب من ناحية النظر لكمية الانسجام الفكري للطرفين”.

عوائق

في حين أدلى جاسم الهدار برأيه: “هناك عوائق لنجاح هذا الزواج منها نظرة المجتمع، حيث إذا كان الزوج أكبر من الزوجة بثلاث أو أربع سنوات، فهذا امر اعتيادي، ولكن إذا كان الفارق عشر سنوات، فإنه محل إشارة ومضرب مثل لدى الناس، وقد لا يكون مقبولا إذا كانت الزوجة أكبر من الزوج، وقد تظل حالة الزواج بينهما أمراً مُحرجاً لهما يُشار إليه. وفي الغالب إذا تم هذا الزواج تتلاشى حالة الرضا بين الطرفين بفارق زمني قصير. فمن وجهة نظري أن نسبة نجاح مثل هذه الزيجات ضئيل جدا، وإن كانت هناك بوادر لنجاح مثل هذا الزواج قابله المجتمع بعدم القبول والارتياح”.

تفاهم

بين الشاب محمود المرزوق وجهة نظره، حيث قال: “إن الفارق العمري بين الأزواج مهم لتكوين حياة زوجية ناجحة، حيث التنوع في العمر والعمر الفكري بين الزوجين مهم، ولكن الأهم ان يكون الزوجين في تفاهم على نفس النمط الفكري لمستقبل العائلة واتجاه الحياة الزوجية؛ كون الخبرات الحياتية لدى الزوجين متناقضة، وقد يولد فكر جديد في حياتهما، وتبادل خبرات وتجارب الحياة ببنهما وتفاديها في مستقبل واتجاه الحياة الزوجية”.

توافق

في حين قالت علياء محمد: “العمر لا يحدد الارتباط، الارتباط يعتمد على التوافق الفكري والاهتمامات والرغبات، ولكن عندما يكون فارق العمر كبير يصعب التوافق، فعندما يكون الفارق 7 - 10 سنوات يكون من جيل آخر ونضج أكبر، طبعا لكل قاعدة شواذ، البعض لديهم حياه ناجحة والفارق بينهم كبير، ولكن من رأيي لا أرغب في الارتباط بشخص الفرق السني بيننا كبير، أريد مشاركة طموحاته وأحلامه واهتماماته وكذلك هذا ما أريده منه، أريد الخوض معه في تجارب جديده، تأسيس حياة جديده، فعند الارتباط بشخص يكبرني بـ 10 سنوات يكون قد خاض تجارب وأسس حياته، وعرف خطته وخط حياته الجديد، وهذا الفرق يؤثر أيضا على الأبناء مستقبلا، وخصوصا في التربية، حيث إن التجارب الحياتية والنضج الفكري مختلف وتؤثر على تربية الأبناء”.