+A
A-

السفير الأميركي: المملكة تصدّت لتدخلات طهران بتعزيز التعايش والحرية الدينية (2 - 2)

التزام أميركي بمعالجة مجموعة كاملة من التهديدات الإيرانية

سنواصل الضغط على النظام الإيراني ليغيّر سلوكه المدمّر

وحدة الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة في مواجهة تأثير إيران الخبيث

الفرصة سانحة لإنهاء النزاع في اليمن ومضاعفة جهودنا للتوصل إلى حل سياسي

لا حل عسكريًّا لسوريا ولا بديل عن الحل السياسي

منفتحون على إبرام اتفاقيات فعّالة مع روسيا بشأن الحد من الأسلحة

 

أكد سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين جاستين سيبيريل، في لقاء صحافي أجرته معه “البلاد” بحضور رئيس مجلس الإدارة عبدالنبي الشعلة، والرئيس التنفيذي أحمد البحر، ورئيس التحرير مؤنس المردي، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملتزمة بمعالجة مجموعة كاملة من التهديدات التي تشكلها إيران، مشيرًا إلى أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك قال، خلال زيارة إلى البحرين يناير الماضي، إن إيران حاولت إضعاف الهوية الوطنية في البحرين وخلق انقسامات طائفية. لكن قادة البحرين تصدوا لهذه المحاولات عبر تعزيز التزامهم بالتعايش السلمي والحرية الدينية.

وقال السفير الأميركي إن هوك أوضح أن “البحرين شريك رئيس في استراتيجيتنا تجاه إيران”، وأن “دعم إيران لوكلاء هنا في البحرين هو جزء من استراتيجية أكبر بكثير لزعزعة استقرار المنطقة”.

وعن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، قال السفير الأميركي إن الهدف منها هو حرمان النظام من الإيرادات الحيوية التي يستخدمها للقيام بالإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، معتبرًا أنها تقلل من قدرة قادة إيران الفاسدين على إثراء أنفسهم بدلاً من مساعدة الشعب الإيراني.

 

وأضاف أن لهذه العقوبات المشددة تأثيرًا قويًّا بالفعل، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستواصل ممارسة أقصى قدر من الضغط على النظام الإيراني حتى يقرّر قادته تغيير سلوكهم المدمر، داعيًا الحكومات إلى الانضمام إلينا في فرض عقوبات صارمة على إيران تحرم النظام من الموارد التي يستخدمها في ترويع المنطقة وزرع عدم الاستقرار فيها.

    

بعد الأدلة التي قدمها المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك في 29 نوفمبر 2018 بشأن التدخلات الإيرانية الخبيثة في البحرين والمنطقة، ما الإجراءات التي تستعد أميركا لاتخاذها لمواجهة التهديدات الإيرانية؟

أود التأكيد أن إدارة ترامب تظل ملتزمة بمعالجة مجموعة كاملة من التهديدات التي تشكلها إيران للولايات المتحدة والاستقرار الإقليمي. في الواقع، جاء الممثل الخاص هوك إلى البحرين مرتين في يناير، مرة مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، ومرة أخرى في 15 يناير. خلال زيارته الثانية، تحدث عن السياسة الأميركية تجاه إيران في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات).

في كلمته الافتتاحية، قال المبعوث الخاص هوك “البحرين شريك رئيس في استراتيجيتنا تجاه إيران”. وتابع: “دعم إيران لوكلاء هنا في البحرين هو جزء من استراتيجية أكبر بكثير لزعزعة استقرار المنطقة. يجب أن تتوقف إيران عن اختبار الصواريخ ونشرها، وأن تكف عن إطلاق الصواريخ ذات القدرة النووية، وأن تتوقف عن دعم ميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن”.

وأكد هوك أيضًا: “تعمل دولتانا معًا عن كثب لتعزيز الاستقرار وتقوية الأمن.

من ناحية أخرى، حاولت إيران إضعاف الهوية الوطنية في البحرين وخلق انقسامات طائفية.

لكن قادة البحرين تصدوا لهذه المحاولات عبر تعميق التزامهم بالتعايش السلمي والحرية الدينية”.

* خططت الإدارة الأميركية لإنشاء تحالف أمني وسياسي جديد مع 6 دول خليجية ومصر والأردن، جزئيًّا لمواجهة توسع إيران في المنطقة، ما التقدم المحرز في هذه الجهود؟

ما تقصده هو التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط (MESA). المناقشات بشأن MESA مستمرة في التقدم. كانت المناقشات الأخيرة في واشنطن في فبراير إيجابية في دفع المشروع إلى الأمام. يرتكز هذا التحالف من خلال مجلس التعاون الخليجي الموحّد، على تعزيز الرخاء والأمن والاستقرار في المنطقة.

 

* بعدما أعادت إدارة ترامب فرض جميع العقوبات الأميركية على إيران، ما الخطوة التالية لإجبار النظام الإيراني على تغيير سلوكه؟

في الخامس من نوفمبر، عادت الجولة الثانية من العقوبات الأميركية التي تم رفعها بموجب الاتفاقية النووية مع إيران إلى حيّز التنفيذ بالكامل. وهي تستهدف القطاعات الحاسمة في الاقتصاد الإيراني، مثل قطاعات الطاقة والشحن وبناء السفن، فضلاً عن توفير التأمين والمعاملات المتعلقة بمصرف إيران المركزي والمؤسسات المالية الإيرانية المعينة. هذه أصعب عقوبات فرضت على النظام الإيراني. وهي مصممة لحرمان النظام من الإيرادات الحيوية التي يستخدمها للقيام بالإرهاب ودعم الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك حزب الله اللبناني وحماس وكتائب حزب الله وطالبان. كما أنها تقلل من قدرة قادة إيران الفاسدين على إثراء أنفسهم بدلاً من مساعدة الشعب الإيراني، الذي يعاني أشد المعاناة من النظام.

هذه العقوبات المشددة لها تأثير قوي بالفعل. ستفرض الولايات المتحدة العقوبات بقوة، وستواصل ممارسة أقصى قدر من الضغط على النظام الإيراني حتى يقرّر قادته تغيير سلوكهم المدمر، واحترام حقوق شعبه، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

 

* ما الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة لمنع الشركات الأوروبية من التجارة مع إيران؟

لقد كان الرئيس واضحًا أن الاتفاقية النووية كانت صفقة معيبة. وقد أوضح الوزير بومبيو في وارسو أنه يأمل في أن يكون ما يسمى بالقناة المالية الأوروبية (SPV) كما يقول الأوروبيون وسيلة يمكن من خلالها نقل البضائع والمساعدات الإنسانية غير الخاضعة للعقوبات. إذا كان الأمر كذلك، فينبغي أن يكون له تأثير ضئيل على آثار وأهداف عقوباتنا، وهو حرمان النظام الإيراني من الموارد التي يستخدمها لإحداث الإرهاب في جميع أنحاء العالم. لكننا نحث الحكومات على الانضمام إلينا في فرض عقوبات صارمة على إيران تحرم النظام من الموارد التي يستخدمها في ترويع المنطقة وزرع عدم الاستقرار فيها.

* ما رد الولايات المتحدة على تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز؟

تحدث الممثل الخاص لإيران براين هوك عن تهديد مضيق هرمز يوم 4 ديسمبر، وقال “إيران هدّدت بإغلاق مضيق هرمز مرة أخرى.

لا تسيطر إيران على مضيق هرمز. المضيق هو ممر مائي دولي. ستواصل الولايات المتحدة العمل مع شركائنا لضمان الملاحة المتكررة والتدفق الحر للتجارة في المجاري المائية الدولية”.

 

* تعهد وزير الخارجية مايك بومبيو، في القاهرة مؤخرًا، بأن “الولايات المتحدة وحلفاءها” سوف يطردون جميع المقاتلين الإيرانيين من سوريا. كيف يمكن أن يحدث هذا بعد قرار الرئيس ترامب سحب القوات الأميركية من هناك؟

أوضح الوزير بومبيو في وارسو أننا مصممون على مواصلة الضغط وسنتخذ قرارات بشأن ما إذا كانت الطريقة الأكثر ملاءمة للقيام بذلك هي مع القوات الأميركية.

سنعمل على بناء تحالفات لمعالجة هذه المشاكل، وهذا ما قمنا به أخيرًا في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش الذي عقد في واشنطن بمشاركة نحو 80 دولة، ثم في قمة وارسو، حيث شاركت نحو 60 دولة.

سياستنا في سوريا لم تتغير. لا يوجد حل عسكري لسوريا ولا بديل عن الحل السياسي. أكدنا في بيان مشترك مع وزراء وممثلين من مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة في 6 فبراير أن أولئك الذين يسعون لزعزعة الاستقرار في المنطقة أو يسعون إلى حل عسكري لن ينجحوا إلا في زيادة خطر تصعيد خطير.

نحن مصممون على تركيز جهودنا والمضي قدمًا في حل سياسي يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254.

 

* أين تقف الولايات المتحدة من أزمة قطر المستمرة مع دول الرباعي العربي؟

إن وحدة الخليج ضرورية لمصالحنا المشتركة في مواجهة تأثير إيران الخبيث، ومكافحة الإرهاب، وضمان مستقبل مزدهر لجميع شركائنا الخليجيين.

تعتقد الولايات المتحدة أن حل الأزمة هو في مصلحة جميع الأطراف في المنطقة، وكذلك في مصلحة الولايات المتحدة. هدفنا هو تعزيز منظومة دول التعاون الخليجي، بحيث يمكننا الانطلاق من هذا الكيان الصلب والمضي قدمًا في العديد من المجالات، بما في ذلك الأمن والازدهار الاقتصادي.

 

* ما هو الحل المقبول لأزمة اليمن من وجهة نظر الولايات المتحدة؟

على هامش قمة وارسو، تم عقد اجتماع “رباعي” مع وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. صدر بيان عقب ذلك الاجتماع تناول بعض القضايا المستمرة في اليمن.

وأعاد الوزراء التأكيد على التزامهم بحل سياسي شامل وتأييدهم للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في السويد في ديسمبر 2018.

ورحبوا أيضًا باعتماد قرار مجلس الأمن 2451 وقرار مجلس الأمن 2452، بناءً على الإطار السياسي المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2216.

هناك فرصة سانحة لإنهاء النزاع في اليمن ومضاعفة جهودنا للتوصل إلى حل سياسي.

 

* ما الجهود الحالية التي تبذلها الإدارة الأميركية بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط؟

حضر كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات قمة وارسو وأتيحت لهما الفرصة لتبادل بعض الأفكار المتعلقة بخطة السلام في ذلك الاجتماع، وبعد ذلك خلال رحلة إلى المنطقة شملت البحرين.

نحن متفائلون بأن الخطة ستؤدي إلى مزيد من السلام والازدهار في هذه المنطقة من خلال معالجة القضايا التي طال انتظارها لحلها.

 

* بعد تعليق واشنطن الالتزام بمعاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى مع روسيا، هل نحن على وشك أن نشهد سباق تسلح نووي جديدًا بين الولايات المتحدة وروسيا؟

في الأول من فبراير، أعلن وزير الخارجية بومبيو أن الولايات المتحدة ستعلق التزاماتها بموجب معاهدة الوقود النووي المشع.

نظل ملتزمين بالعمل في شراكة وثيقة مع حلفائنا لضمان تحقيق أهدافنا للأمن القومي.

تبقى الولايات المتحدة منفتحة على إبرام اتفاقيات فعالة مع روسيا بشأن الحد من الأسلحة في المستقبل، حيث يحافظ الطرفان على التزاماتهما.