+A
A-

فلسطين ستظل القضية الأولى للبحرين والعرب

أكد رئيس مجلس أمناء مركز “دراسات” وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن القضية الفلسطينية وقضية القدس كانت وستظل القضية الأولى للبحرين والعرب، وأن المملكة تحرص على تقديم كل الدعم للقضية حتى تظل باقية في الوجدان.

ندوة القدس الحق والحقيقة

جاء ذلك خلال ندوة “القدس الحق والحقيقة” التي نظمها “دراسات” أمس حيث ذكر مدير قسم الجغرافيا والخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس خليل التفكجي، أن إسرائيل تعمل ضمن خطة إستراتيجية منظمة لتدويل القدس، مؤكدا أن هذا لن يحصل أبدا، ما دام الفلسطيني يواجه هذا المخطط بدمه وحياته.

وأوضح أن الاستراتيجية الإسرائيلية تعمل على محورين وهما: “الديموغرافيا” أي الإنسان الفلسطيني، والجغرافية وهي الأرض التي تحاول تدويلها بشتى الذرائع، وأوضح أن الاستراتيجية الإسرائيلية في القدس تقوم على “التطويق والاختراق والتشتيت” من خلال الحصار، فأي تجمع فلسطيني يتم تطويقه بالمستعمرات ويتم الاختراق داخل الأحياء الفلسطينية ثم يتم تحويل البيوت العربية إلى بيوت داخل المستعمرات التي تقيمها إسرائيل.

القدس تاريخ وحضارة

وأوضح التفكجي، إن القدس ليست حجرا متمثل في الأماكن الدينية، لأن القدس حجر وبشر وتاريخ وحضارة، فهي مهد الديانات.

ولفت إلى أن الإعلام يخطئ في المعلومات والمصطلحات المتداولة عن مدينة القدس، مشددا على أن ما يجري في المدينة حاليا هو عملية اقتلاع وإحلال للجذور، بمعنى اقتلاع الجذر العربي الإسلامي وإحلال لجذور أخرى من المحتل، مؤكدا أن مدينة القدس هي مدينة الأديان السماوية جميعا ومدينة السلام.

ترسيم الحدود

كما قال إنه تم ترسيم حدود بلدية القدس أو ما يعرف بالقدس البريطانية ومساحتها 21 كيلومتر مربع، وكانت تتجه ناحية الغرب بينما القرى العربية في الناحية الشرقية خارج هذه الحدود، والسبب وراء ذلك هو أسباب ديموغرافية سكانية، بمعنى أن الصراع بدأ قبل 1917 في اتجاهين السكان والجغرافيا.

وأشار التفكجي إلى أن الأدبيات الإسرائيلية تقوم على أن القدس لم تكن ذات أغلبية عربية وإنها كانت ذات أغلبية يهودية، وذلك من خلال الاعتماد على هذه الحدود التي وضعت في 1917، لأنهم وضعوا كل المستعمرات الإسرائيلية التي تقع في الغرب من دون القرى العربية، وفي العام نفسه صدرت أول الخرائط أو ما يطلق عليه “القدس الدولية” والتي تضم البلدة القديمة وتصل حتى بيت لحم، وحتى هذه اللحظة لم تعترف أي دولة في العالم بأن القدس عاصمة للدولة العبرية.

وأردف: الإسرائيليون اليوم يسعون إلى العودة إلى القدس الأردنية وذلك لسبب ديموغرافي أيضا، وفي 1967 قامت إسرائيل بتوسعة حدود القدس إلى 72 كيلو متر مربع، وذلك بإظهار الأمر كأكبر مساحة من الأرض مع أقل عدد من السكان الفلسطينيين، حيث أن الصراع يتمحور حول الديموغرافيا حتى تكون القدس ذات أغلبية يهودية مطلقة وأقلية عربية.

مصادرة الأرض الفلسطينية

وأوضح أنه في 1967 قامت إسرائيل بمصادرة 35 % من مساحة القدس الشرقية بدعوى المصلحة العامة والتي تعني بالنسبة لهم إقامة مستوطنات ومستعمرات إسرائيلية إذ أقاموا 15 مستعمرة بها، ولم يكتفوا بهذا الأمر، حيث حددوا مساحات ممنوع البناء عليها وتعتبر احتياطيا استراتيجيا مستقبليا لبناء مستوطنات عليها، وبذلك يبلغ إجمالي المساحة التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية اليوم في القدس الشرقية حوالي 87 % من مساحة القدس الشرقية، وتمت إحاطة التجمعات الفلسطينية بالمستعمرات والمناطق الممنوع البناء عليها.

وأوضح أن الاستراتيجية الإسرائيلية في القدس تقوم على التطويق والاختراق والتشتيت، أي أن أي تجمع فلسطيني يتم تطويقه بالمستعمرات ويتم الاختراق داخل الأحياء الفلسطينية ثم يتم تحويل البيوت العربية إلى بيوت داخل المستعمرات.

السيطرة على القدس

وقال إن الإسرائيليين يسعون لإقامة أكبر مطار في الشرق الأوسط بمنطقة النبي موسى ويتم ربطها بالقدس عبر السكك الحديدية والذي يستقبل 35 مليون مسافر، وهو أحد المشاريع التي تهدد الأردن أيضا، مستعرضا الروايات الدينية التي ترددها إسرائيل وتستغلها سياسيا من خلال السعي إلى إقامة كنيس عند باب الرحمة داخل المسجد الأقصى بدعوى استقبال المسيح المنتظر.