+A
A-

رضا البستاني متعهد الخضراوات والفواكه بالبحرين والمنطقة

توجه للاستثمار في أثيوبيا لتعزيز الأمن الغذائي بالبحرين

بعد حرب الخليج الثانية بدأت مرحلة الانطلاق للمؤسسة

افتتاح جسر الملك فهد حفزنا لاستيراد الخضراوات والفواكه

علاقاتنا مع تجار ومزارع في 50 دولة حول العالم

منح أراضٍ في إثيوبيا برسوم بسيطة لمدة 39 سنة

غالبية تجار الخضراوات بدأوا أعمالهم في سن مبكرة

أصبحت البحرين ترانزيت لتوزيع مختلف الخضراوات

لدي مكتب في الهند منذ نحو  9 سنوات

نصدر مع شريك هندي إلى ماليزيا والفلبين وسنغافورة وغيرها

 

يعد رضا البستاني أحد أكبر تجار الخضراوات والفواكه في البحرين، ومن بين الثلاثة الكبار في مجاله، والذين يعتمد عليهم السوق في توفير مختلف أنواع الفواكه والخضراوات بكميات وفيرة طوال العام. وبدأ البستاني تجارة الخضراوات من لا شيء، وهو في الثالثة عشرة من عمره حين ترك مقاعد الدراسة ليتفرغ لمساعدة والده في “فرشته” بالمنامة قبل أن يتدرج ليؤسس بمعية شقيقه محمود، أحد أكبر مؤسسات استيراد الخضراوات والفواكه في البلاد.

استطاع البستاني زيادة كميات الخضار والفواكه التي يستوردها برا وبحرا وجوا طوال العام، مستفيدا من علاقاته الواسعة مع تجار وشركات ومزارع من 50 دولة حول العالم.

وبفضل العلاقات الواسعة، تمكن رئيس مجلس إدارة مجموعة البستاني من افتتاح مكتب في الهند؛ ليكون ذراعا تصديريا إلى دول آسيا، ويعزز موقع البحرين كمركز لتوزيع الخضراوات والفواكه في المنطقة.

كما وسعت المجموعة أعمالها محلياً عبر افتتاح مخازن لوجستية للفواكه والخضراوات بطاقة 4500 طن بكلفة تقدر بنحو 2.5 مليون دينار، في الوقت الذي تدرس فيه المجموعة الاستثمار في مزارع في أثيوبيا؛ وذلك لتوفير الفواكه واللحوم إلى السوق البحرينية. ويعمل في الشركة العائلية أكثر من 200 موظف، وتضم إلى جانب شركة الخضراوات والفواكه، مخابز البستاني، وفروع للتوزيع والتموين ومبيعات الجملة والتجزئة.

“البلاد” التقت البستاني؛ للوقوف على مسيرة حياته الحافلة بالعطاء، فإلى مضابط الحوار:

في البداية هل لك أن تعرفنا على بطاقتك الشخصية؟

أنا من مواليد المنامة في السابع من مايو 1965، في فريق الحمام جنوب المستشفى الأميركي، الوالد رحمه الله أبوالحسن محمد إبراهيم، كان يبيع الحلوى الشعبية والزلابيا وغيرها في سوق الخضراوات القديم وذلك في فترة السبعينات.

وحين بلغ عمري 8 سنوات كنت أساعد الوالد في العمل، وذلك قبل أن يتحول الوالد إلى تجارة البطيخ الأحمر و”البوبر” (اليقطين) والشمام، إذ بدأ حينها في استيرادها من الدول المجاورة. عندما أفتتحت سوق المنامة القديمة في يوليو1978 انتقل الوالد للبيع في “فرشة”  بالسوق المركزية، وكنت حينها أدرس بمدرسة أبوبكر الصديق الابتدائية.

كنت أدرس في الصباح، وفي العصر أذهب إلى سوق المنامة لمساعدة الوالد في عمله. وفي العام 1980 تركت المدرسة وكنت في المرحلة الإعدادية للتفرغ التام لمساعدة الوالد.

هل كان العمل يستدعي أن تترك مقاعد الدراسة، وتتفرغ بشكل كامل للعمل؟

في نهاية السبعينات كان هناك ازدهار في العمل، وكان يمكننا أن نجني عوائد وأرباح مجزية من تجارة الخضراوات، والأهم من ذلك أنني أحببت المهنة بعد أن تعلمتها من الوالد شيئا فشيئا في طفولتي المبكرة.

هل كنت تتعامل بشكل مباشر في مجال تجارة الخضراوات في ذلك العمر؟

نعم، منذ عمري 13 عاما، كنت أشتري بالجملة من التجار، كانت هناك ثقة؛ لأنهم يعرفون الوالد، كما كنت أسدد المستحقات دون تأخير.

وللتوضيح، فإن معظم التجار الحاليين بدأوا في أعمال مبكرة بتجارة الخضراوات، وهذا ليس مستغربا.

متى بدأت الاستقلال في التجارة عن الوالد؟

الوالد كان موجودا دائما، ولكن بحكم كبر سنه توليت العمل مع شقيقي وقمنا بتوسعة نشاطنا خصوصا في الاستيراد، ففي العام 1984 قمت بإقامة “فرشة” خاصة لي، وفي العام 1986 استخرجت سجل وافتتحت أول محل في سوق المنامة، بعدها بعام تم تحويل اسم المحل إلى “البستاني”.

متى باشرت نشاط الاستيراد، وهل واجهتك صعوبات؟

كانت تلك خطوة كبيرة خصوصا أن عمري كان حينها نحو 20 عاما، وذلك في العام 1987. الصعوبة التي واجهتني أن التعامل في مجال الاستيراد من الخارج كان يتطلب مبالغ أكبر، حيث كان يتم الدفع نقدا.

بعد حرب الخليج كانت هناك أزمة وهناك صعوبات فيما يتعلق بالعمليات اللوجستية وغيرها، لكننا استطعنا تجاوز تلك المرحلة.

وفي التسعينات انضم إليَّ شقيقي محمود والذي كان له إسهامات كبيرة في تطوير نشاط المؤسسة.

متى بدأت مرحلة الانطلاق للمؤسسة لتشهد التوسع الذي هي عليه اليوم؟

اعتقد في العام 1993 بدأت الشركة مرحلة ازدهار، إذ بدأنا بنشاط استيراد ضخم، ومنذ ذلك العام إلى اليوم، فإن نشاط المؤسسة في تطور مستمر.

ألم يدفعكم هذا التوجه للتوسع في مجالات أخرى؟

عُرض علينا العمل في مجال توريد المواد الغذائية مثل المواد التموينية، خصوصا مع وجود سمعة طيبة واستعدادات قوية، لكننا فضلنا التركيز على نشاطنا الحالي، وعدم تشتيت جهودنا في أنشطة متعددة.

ومتى تحولت المؤسسة الفردية إلى شركة ثم إلى مجموعة؟

في بداية الألفية الثانية حولنا المؤسسة إلى شركة ذات مسؤولية محدودة كشركة عائلية بالشراكة مع أخي، ثم تحولنا في العام 2016 إلى شركة قابضة إلى جانب 19 فرعا ضمن المجموعة تختص بمختلف مجالات الفواكه والخضراوات سواء تموين المطاعم والفنادق وقسم للاستيراد والشحن الجوي.

وخلال هذه الفترة قمنا بتأسيس مخبز “البستاني” وذلك في العام 2006، ولدينا حاليا 6 فروع ومازلنا نعمل في مجال المخابز، لكن يظل نشاط الخضراوات هو الأساس.

كيف تطورت عملية الاستيراد لدى الشركة من حيث الحجم والتنوع؟

بدأنا الاستيراد بعد افتتاح جسر الملك فهد 1986، والذي شكل نقطة انطلاق كبيرة للتجارة في البحرين، ففي العام 1987 كنا نستورد بمقدار شاحنة واحدة وذلك بصورة يومية، زنة 22 أو 24 طنا، لكن اليوم تزيد عدد الشحنات عن 30 بمتوسط 650 طن يوميا، وهذا يتفاوت بحسب المواسم.

في السابق كان الاستيراد يتم عبر السفن بين الدمام والبحرين، وكانت العملية تستغرق وقت أطول، وكانت نسبة التلف للخضراوات أثناء عملية النقل كبيرة، وافتتاح الجسر سهل الكثير من أمور التجارة، ومن بينها عملية استيراد الخضراوات عبر الشاحنات. كنا نجلب البضائع من السعودية، الإمارات، الأردن، سوريا، ولبنان.

هل تقتصر عملية الاستيراد عبر البر فقط؟

لا، وسعنا نشاط المؤسسة ليشمل الشحن الجوي والبحري، فمارسنا الشحن الجوي منذ 1990، بعدها بنحو 9 سنوات بدأنا الشحن البحري عبر الحاويات من خلال ميناء سلمان حينها، إذ كنا نستورد من باكستان والهند خصوصا البصل، إذ أصبحت البحرين مركز ترانزيت لتوزيع مختلف الخضراوات، خصوصا البصل.

هل استفدت من موقع البحرين كمركز ترانزيت بتكوين علاقات؟

بالطبع، لدينا علاقات مع تجار في الكويت والسعودية، فالسعودية سوق كبيرة، لدينا علاقات جيدة مع تجار في خميس مشيط وجدة والدمام والإحساء وغيرها. كنا نستورد البصل بكميات كبيرة وننقلها في شاحنات إلى أسواق المنطقة.

هل مازلتم تعملون في نشاط إعادة التصدير؟

نعم، ولكن حاليا يتم إرسال الشحنات مباشرة إلى التجار الذين نتعامل معهم في المنطقة.

لدي حاليا مكتب في الهند مع شريك هندي، وذلك منذ نحو 9 سنوات في مجال تصدير الخضراوات، إذ نقوم بالتصدير من هناك إلى ماليزيا والفلبين وسنغافورة واليونان سريلانكا، كما نقوم بجلب الفواكه للبحرين عبر شحن شحنتين أسبوعيا.

كيف توسعتم في التجارة بالهند؟

في العام 2005 استأجرنا مزارع في الهند، وكان إنتاجها يخصص للتصدير إلى البحرين، نستورد البضائع عبر الشحن الجوي عبر ثلاث  شحنات جوية أسبوعيا، وعندما تحسنت السوق والأوضاع توسعنا هناك.

افتتاح مكتب الهند كان أول توسع للمجموعة إذاً، هل هناك خطط لتوسعات أخرى؟

حاليا، ندرس دخول السوق الأثيوبية، فأثيوبيا لديها أراضٍ واسعة ومياه، ونرى أن هناك فرصة كبيرة لتعزيز الأمن الغذائي للبحرين، إذ يمكن زراعة مساحات بالخضار والفواكه التي تحتاجها المملكة إلى جانب توفير اللحوم.

هناك تسهيلات، إذ يتم منح أراضٍ برسوم بسيطة لمدة 39 سنة، ندرس حاليا هذه الفرص. فقد زرت أثيوبيا مرتين وهناك الكثير من الفواكه والخضراوات التي يمكن استيرادها طوال العام، واللافت أن هناك مستثمرين هولنديين يقومون بمثل هذه الأنشطة وتصدير إنتاجهم  إلى أسواق أوروبا.

بالنسبة للسوق الباكستانية، نتعاون مع مكتب وسيط هناك، حيث يتم عبر هذا المكتب التوريد لعدد من الدول.

على الصعيد المحلي، ما المشروعات التي تعملون عليها؟

افتتحنا قبل أسابيع مخازن لوجستية جديدة تابعة لمجموعة البستاني في منطقة المعامير بطاقة استيعابية تقدر بنحو 150 حاوية أي قرابة 4500 طن من الخضار والفواكه الطازجة، وهذا يعطينا مرونة أكبر في توفير البضائع إلى السوق.

كما لدينا مخزن آخر في سترة.

كم استثمرتم في مشروع المخازن؟

قرابة المليونين ونصف المليون دينار.

كم عدد الدول التي تتعاملون معها، ولماذا هذا التوسع الكبير؟

لدينا علاقات تجارية مع تجار في نحو 50 دولة، حتى وصلنا إلى أفغانستان، وساعدنا في ذلك الزيارات التي نقوم بها ضمن الوفود الرسمية.

نحن ملتزمون بدعم جهود الحكومة في تعزيز الأمن الغذائي، فلابد أن تكون الفواكه والخضراوات متوافرة في السوق طوال العام، فهناك متابعة من وزارة الصناعة والتجارة والسياحة وإدارة حماية المستهلك لتوفير مختلف احتياجات المواطنين في السوق.

كم عدد الموظفين لديك وهل الشركة تدار بطريقة عائلية؟

الإدارة حاليا من العائلة، لكن لدينا الكثير من الموظفين البحرينيين في مختلف المناصب القيادية والحسابات ومختلف الأقسام.

لدينا حاليا قرابة 210 موظفين في مختلف فروع وأقسام المجموعة.

ما هدفك الأكبر الذي تعمل عليه بالمجموعة؟

زيادة الاستيراد وتنويعه، ما أريد المحافظة عليه هو أن يكون كل شيء متوفر ومن مختلف الأصناف، هذا هو تركيزي الحالي.

ما رسالتك إلى الشباب؟

البحرين أرض الخير، ونحن نسميها “الِملحة”، أعملوا بجدٍ وستصلوا إلى النتائج التي ترضيكم، شخصيا أحب أن أدعم الشباب الذين يرغبون في بيع الخضراوات والفواكه وغيرها وأرى أن في هذا المجال خير كثير.

وأحب أن أدعم الشباب البحرينيين والتجار، وأعطيهم فترات ائتمانية تصل إلى شهر، أي أنه ليس عليهم تسديد قيمة مشترياتهم مباشرة، وذلك كنوع من الدعم والتشجيع للشباب البحرينيين.

متى يبدأ يومك؟

يومي يبدأ منذ الصباح الباكر في الساعة الرابعة صباحا، وهذا لم يتغير منذ أن بدأت العمل في هذا المجال إلى يوم هذا.

تجار الخضار والفواكه دائمو السفر لطبيعة مهنتهم، هل أنت كذلك؟

بعض الأعمال يجب إنجازها عن قرب، مثلا اقترب شهر رمضان المبارك ولابد من التأكد من كل شيء على ما يرام، فقبل أيام كنت في مصر وقبلها في سلطنة عمان، أزور المزارع وأطلع على أحوال الموسم، وأطلب منهم تغليف المنتج في عبوات تناسب السوق البحرينية.

كصاحب مهنة، الحضور الشخصي أمر مطلوب ويعطي ثقة أكبر في العمل.

حديثك يوحي بوجود شغف لديك على المهنة؟

نعم، أحب هذه المهنة وأعشقها، هناك تعلق بهذه المهنة خصوصا أنني عملت فيها منذ مراحل حياتي الأولى.

كتاجر خضار، ما الفواكه المفضلة لديك؟

المانجو والفراولة، وأحب تناولها في العمل.