+A
A-

“الكهرباء” تقتطع مئات الآلاف من حسابات المآتم

المآتم تعمل وفقا لقرار مجلس الوزراء بإعفاء دور العبادة عن الدفع

هيئة المواكب الحسينية ترفع خطابا لجلالة الملك

المآتم: “الجعفرية” قطعت آلاف الدنانير من  حساباتنا دون إذن

 

في سابقة هي الأولى من نوعها، قامت إدارة الأوقاف الجعفرية من دون تنسيق مع إدارات مآتم البحرين الحسينية، بقطع مئات الآلاف من الدنانير وصرفتها لصالح هيئة الكهرباء والماء نظير استهلاك الماء والكهرباء في هذه المرافق الحسينية، والمآتم.

وتواصل مع “البلاد” عدد من القائمين على شؤون المآتم في قرى ومدن البحرين وأبدوا امتعاضهم واستياءهم من التصرف الانفرادي للأوقاف الجعفرية على اعتبار أن مثل هذا الأمر يحتاج للتنسيق بين طرفي العلاقة.

وقالوا: لقد قمنا بمراجعة هيئة الكهرباء والماء بصورة انفرادية، والهيئة تعسفت معنا حينما تشددت في الإعلان عن تطبيق إجراءات جديدة تمس شخوص القائمين على ولاية المآتم القانونية والشرعية، وطالبت كل فرد من هؤلاء بتقديم رقم حساباتهم البنكية لضمانة قطع رسوم الكهرباء في حالة عدم دفع المآتم التي يتولونها بدفع رسوم استهلاك الكهرباء والماء”.

وتابعوا: أن الأدهى في الأمر بأن هيئة الكهرباء والماء تعتمد تعرفة استهلاك الكهرباء والماء للمآتم تنسحب على قطاعي التجاري والصناعي أي أن التعرفة غير مدعومة بينما المآتم دور عبادة وليست شركات أو مصانع.

وتعد مسألة قطع مئات الآلاف عن المآتم من قبل هيئة الكهرباء والماء سابقة هي الأولى منذ العام 1996، بعد أن أقدمت على إشعار المآتم بدفع المتأخرات المتراكمة عليها منذ أكثر من 16 سنة، قبل أربع سنوات من الآن.

ووفقًا للمعلومات فإن إدارة الأوقاف الجعفرية استلمت في صيف 2014 خطابًا رسميًا من هيئة الكهرباء والماء يفيد بضرورة دفع متأخرات الفواتير الخاصة بالمآتم، وقد جرت اجتماعات بين الإدارة العليا في الأوقاف الجعفرية مع هيئة الكهرباء للتباحث حول هذه المسألة إذ أشارت الهيئة أن قرار إعفاء دور العبادة من فواتير الكهرباء والماء الذي صدر من مجلس الوزراء في العام ١٩٩٦ يشمل المساجد فقط فيما يستثني المآتم.

وأفاد عدد من القانونيين أن إدارة الأوقاف الجعفرية ليست الجهة المعنية بدفع فواتير المآتم من دون الحصول على مسوغ قانوني وشرعي يمّكن الإدارة من دفع الفواتير وذلك بالحصول على تخويل رسمي من القائمين الشرعيين على المآتم.

وعلى ذات الصعيد، أكد عضو هيئة المواكب الحسينية مرتضى الحلواجي أن المآتم تعمل وفقا للقرار الصادر من مجلس الوزراء بإعفاء دور العبادة عن دفع فواتير الكهرباء والماء، لافتا أنه في العام الذي صدر فيه القرار لم تتسلم إدارات المآتم أي خطاب بشكل رسمي أو غير رسمي ينص على أنها مستثناة من هذا القرار، مشيرًا إلى أن المآتم ولسنين عديدة لم تخطر من قبل أي جهة رسمية بأنها جهة غير معفاة، كون الجميع متفقا أنها دور عبادة.

وتابع: تفاجأنا في العام 2014، بأن المآتم ليست مصنفة كدور عبادة من قبل هيئة الكهرباء والماء، وتمت مطالبة المآتم بفواتير الكهرباء نظير استخدام سلعتي الماء والماء الكهرباء، وعلى إثر هذا الأمر اجتمعت الهيئة التنفيذية المنبثقة عن الهيئة العامة للمواكب الحسينية مع جمع من وجهاء الطائفة بلقاء عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وعلى إثر اللقاء صدرت توجيهات بتجميد موضوع قطع أموال من حسابات المآتم نظير استهلاك الكهرباء والماء.

وأفاد: قبل أسابيع تلقى العديد من مسؤولي المآتم في المنامة والقرى اتصالات من إدارة الأوقاف الجعفرية، خصوصا المآتم التي ليس لها وقف تطالبها بتحويل مستحقات الكهرباء على حسابهم الخاص وهناك من تم حجز حسابه الشخصي حتى يتم تسويه المستحقات مع إدارة هيئة الكهرباء، مشيرًا إلى أن المبالغ كبيرة وهي متراكمة لنحو عشر سنوات.

وبين أن بعض المآتم تم قطع بعض المبالغ من حسابها في إدارة الأوقاف الجعفرية لصالح هيئة الكهرباء والماء من دون الرجوع أو علم المتولين.

وكشف الحلواجي عن أن الجمعية العمومية لهيئة المواكب اجتمعت في مأتم مدن ليلة الثلاثاء الماضي لتدارس الأمر وأبدى معظم المجتمعين استياءهم لخروج المآتم من تصنيف دور العبادة ووكلت الهيئة التنفيذية بإجراء الاتصالات مع السلطات العليا لحل المشكلة.

وفيما يخص مآتم بن زبر أفاد الحلواجي كونه أحد مسؤولي المآتم، إدارة الأوقاف الجعفرية قامت قبل أسبوعين بالاتصال بشأن هذا الموضوع ولكن بعد الكشف عن حساب المأتم تبين بأن أكثر من 25 ألف دينار تم اقتطاعها في شهر أكتوبر عام 2018 من حساب الوقف التابع للمأتم وما زال الاستفسار جاريا بين المأتم وإدارة الكهرباء لمعرفة قيمة هذه المبالغ ومدتها وإن كانت تجارية أو مدعومة.