+A
A-

الأكلات البحرينية في رمضان

يبدأ الاستعداد لرمضان في المطبخ البحريني قبل بدء الشهر الكريم بأكثر من أسبوع، حيث تبدأ الأسواق في الازدحام لشراء مستلزمات الطهي ويبدأ الناس في لف السمبوسة استعدادًا لقليه يومياً على الإفطار.
يعد شهر رمضان موسم الطعام التقليدي الأصيل، يفضل الناس في معظم الدول الإسلامية طهي الطعام الأصيل الذي تشتهر به بلادهم منذ الأزل، إذ يشعر الناس براحة أكبر في تناول طعام تقليدي معتاد بعد ساعات الصيام الطويلة ولا يحبون تجربة طعام جديد في هذا الموسم.
تتغير قائمة الطعام يوميًا بالطبع، ولكن على الأغلب يبدأ الناس في البحرين الإفطار بتناول الشوربة والتمر وربما بعض المقليات. كما أن الموائد البحرينية لا تخلو من أصناف مختلفة من الأكلات الشهيرة، مثل “الهريس والثريد والمقليات”، إضافة إلى أطباق الحلوى الأكثر شهرة بين الدول الخليجية.
وجبة الإفطار هي أول وجبة يتناولها الصائم بعد يوم طويل من الصيام، وفي أغلب الأحيان يتناول الصائمون التمر والماء والعصائر الرمضانية ثم يصلون المغرب ويتناولون الإفطار بعد الصلاة. يتناول الناس الإفطار مع عائلاتهم، وأحيانًا ما تتسع هذه المناسبة لتشمل جميع أفراد الأسرة والأصدقاء والجيران، فرمضان هو شهر المودة.
أما أشهر الأطباق البحرينية وأكثرها شعبية، المجبوس، فكثيرًا ما يجد طريقه إلى مائدة الإفطار أيضًا. المجبوس طبق من الأرز البسمتي والتوابل ويمكن طهيه مع اللحم البقري أو لحم الغنم أو الدجاج أو الروبيان. وكثيرًا ما يتواجد على المائدة أيضًا طبق الصالونة، وهو يخني بحريني تقليدي. أما نجمة الأمسية الرمضانية فهي القهوة العربية، وعادة ما يصحب القهوة التمر أو نوع من الحلويات الشرقية أو بعض الحلوى البحرينية التقليدية.
السحور هو الوجبة التي يتناولها الناس قبل الفجر، أو قبل الصيام، وعادة ما يكون وجبة خفيفة تتضمن الزبادي أو موز او مشروب اللبن الرائب لتقليل الشعور بالعطش أثناء ساعات الصيام الطويلة.
توجد وجبة اخرى يتميز بها رمضان في البحرين ودول الخليج الاخرى، وتسمى هذه الوجبة الغبقة. كلمة الغبقة تعني الاجتماع أو اللمة. وتؤكل هذه الوجبة فقط في المناسبات الخاصة أو في المطاعم والفنادق. يفطر الناس في هذه الحالة على بعض التمر والعصائر أو وجبة خفيفة جدًا، ثم يخرجون لتناول الغبقة في المطاعم أو يستقبلون الضيوف على الغبقة بعد صلاة العشاء. الغبقة في الأساس مناسبة اجتماعية، ولكنها تتضمن الكثير والكثير من الطعام اللذيذ.
من الأطباق التي لاغنى عنها في المجتمع البحريني والتي تتواجد بشكل يومي على السفرة الرمضانية هي التمر والثريد والهريس واللقيمات والخنفروش والكباب والمحلبي والفالودة والطابي، وأيضا من العادات المتبعة حتى يومنا هذا هي تبادل أطباق الأكلات الرمضانية بين الجيران والأهل والأصدقاء في الاحياد البحرينية القديمة في القرى وبعض المدن، حيث ترى الحي يعج بالأطفال الذين يسعون في توصيل تلك الأطباق قبيل إطلاق مدفع الإفطار. كذلك من الولائم التي تقام في منتصف ليالي شهر رمضان وتسمى (الغبقة)، وعادة ما تتكون من الرز المحمر بالسكر أو الدبس ويسمى محلياً (المحمر) والسمك”.
ويتسم هذا الشهر الفضيل كذلك بالتواصل بين الأهل والأصحاب والأصدقاء عن طريق الزيارات بعد صلاة التراويح سواء للرجال أو النساء بشكل مكثف، وهذا بالرغم من أن البعض من الشريحة الشبابية وبعض من الكبار يتغاضون عن الزيارات ويذهبون للمجمعات التجارية والمقاهي التي تعج بالحركة في شهر رمضان كما تتكاثر الخيم الرمضانية بشكل ملحوظ وتأخذ مقراً للسهرة والتجمع لعامة الناس وهو تقليد عصري متبع في أيامنا هذه. أما المسحر وهو شخص يحمل معه طبلة بصحبة عادة مجموعة من الشباب يتكفل في الليالي الرمضانية بالتطبيل بين الفرجان والأزقة بغرض مناداة الأهالي للاستيقاظ وتناول طعام السحور.