+A
A-

عقدان مزهران من حكم جلالة العاهل أجمل لحظات الذاكرة الوطنية

ألقى حسن حميد العريض كلمة نيابة عن أهالي محافظة العاصمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى
حفظكم الله ورعاكم
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
الإخوة والأخوات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حضرة صاحب الجلالة
باسمي وباسم أهالي محافظة العاصمة نرفع إلى مقام جلالتكم أطيب التهاني والتبريكات بشهر رمضان المبارك أعاده الله على جلالتكم وعلى حكومتكم الرشيدة وشعبكم الوفي وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات، كما نقدم أسمى آيات الشكر والعرفان لجلالتكم على إتاحة هذه الفرصة العظيمة لوجهاء وأهالي محافظة العاصمة للتشرف بلقاء جلالتكم في قصركم العامر، وفي هذا الشهر الفضيل وأمام هذا الجمع المبارك من أبناء العاصمة، نجدد لجلالتكم العهد والولاء، مقدرين عالياً حرص جلالتكم على التواصل مع أبناء شعبكم الوفي.
حضرة صاحب الجلالة،،
يهل علينا الشهر الفضيل ونحن بفضل من الله ثم بفضل حكمة جلالتكم ودوركم المشهود مع أشقائكم من قادة دول مجلس التعاون الخليجي ننعم بالأمن والاستقرار والسلام في مملكة البحرين وفي هذه المنطقة الحيوية من العالم،  ومع إطلالة هذا الشهر الفضيل تغمر نفوسنا البهجة والسرور باللقاء التاريخي المتجدد مع جلالتكم حفظكم الله، ذلك اللقاء يجسد نهج التواصل كأسرة واحدة؛ فما اروع هذا المشهد الذي يجمع ربان السفينة وقائد المسيرة مع تلك الجموع من أبناء شعبه في تلاحم وطني رائع بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي، ما يعبر بصدق عن تماسك جبهتنا الداخلية ونسيجنا الوطني الذي نعول عليه في التصدي لمثيري الفتن ومن يحاول شق الصف الداخلي وكذلك الوقوف في وجه العنف والإرهاب أيا كان شكله أو مصدره؛ فلا عجب ان تزدان هذه الليلة المباركة بالمسرات وتنبض فيها القلوب بالمشاعر الصادقة حبا وإخلاصاً لمقام جلالتكم السامي؛ ولا غرو أن تصدح المآذن في هذا الشهر الكريم بالدعاء لجلالتكم متضرعة للمولى عزّ وجّل أن يحفظكم بعين رعايته لتظل البلاد واحة أمن ورخاء وساحة بذل وعطاء وإخاء في ظل قيادتها الحكيمة.
إن محافظة العاصمة والتي تشكل أكبر تجمع سكاني في مملكة البحرين من المواطنين والمقيمين والزائرين مثلت على مر العصور والأزمان نموذجا فريدا في التسامح وواحة للتعايش بين كل المذاهب والطوائف والأديان والأعراق، وهي اليوم بفضل توجيهات جلالتكم ماضية لمزيد من التطور والازدهار والعمران لتضاهي عواصم البلدان الراقية.
حضرة صاحب الجلالة،،
إننا نستحضر بكل الفخر والاعتزاز مظاهر التعبير بكل صدق وإخلاص لجلالتكم حين قال شعب البحرين كلمته “نعم للميثاق” بأغلبية ساحقة في مباركة شعبية قل نظيرها في التاريخ المعاصر.
عقدان مزهران مضيا على أجمل اللحظات المحفورة في ذاكرتنا الشعبية حين احتشد فيها كل البحرينيين حول جلالتكم في جميع مناطق وقرى البلاد؛ لتشهد حينها مملكة البحرين انتصاراً وطنياً صنعه فارس مقدام استشرف المستقبل في بناء الدولة العصرية انطلاقاً من مشروع وطني شامل للتحديث والمشاركة الديموقراطية لتحظى المملكة بفضل ذلك بثقة المجتمع الدولي وتعزز موقعها على خارطة البلدان التي تحظى بسمعة متميزة في المشاركة الشعبية وفي مجال حقوق الإنسان والتوافق الوطني بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي أو الفكري.

حضرة صاحب الجلالة،،
إن الصورة المشرفة التي بلغتها المملكة، والانجازات العظيمة التي تحققت على الأرض خلال عهدكم الزاهر، والسمعة الطيبة التي اكتسبناها عالمياً، لتحتم علينا واجب الحفاظ عليها وصونها وإثرائها من خلال رص الصفوص وترسيخ وحدة الشعب، يجمعنا الولاء للوطن والمليك، متكاتفين على أسس قيم ديننا الحنيف واعرافنا وتقاليدنا العريقة التي تمثل ماضينا التليد، سائرون نحو الحاضر المشرف والمستقبل الزاهر لوطننا الغالي وأبنائه البررة.
ونحن في غمرة اعتزازنا وفخرنا بمجدنا الأصيل الذي سطر فيه اجدادنا مآثر وتضحيات في سبيل وحدة وطننا واستقلاله وازدهاره، نستحضر مقتطفاً من كتاب “التحفة النبهانية” التي قال فيها كاتبه “ومنذ يومئذ اشتهرت هذه الفخيذة بآل خليفة إلى الآن ولم تزل إن شاء الله الى منتهى الازمان، خلد الله ملكهم وأعز شوكتهم، وجعل النصر حليفهم، فإنهم لم يزالوا خلفاء في الأرض يحكمون بين الناس بالقسط، كيف لا وهم أهل المجد الباذخ، والشرف الشامخ”.
تلك شواهد تاريخية نستذكرها بكل الفخر والاعتزاز وسنظل يا جلالة الملك المفدى نحافظ على وطننا ونصونه ونذود عنه غير عابئين بما يثار من حين لآخر عن مملكتنا الغالية من قبل اطراف خارجية تكن لنا العداء، فنحن جميعاً يا جلالة الملك جنود رهن اشارتك لأجل الدفاع عن البحرين أرضا وشعبا، وهذا الجمع المبارك من أعيان وأهالي محافظة العاصمة، جاء ليجدد لجلالتكم البيعة والوفاء والولاء وليعبر لجلالتكم عن عظيم الشكر والامتنان على ما حظيت وتحظى به مملكة البحرين عامة ومحافظة العاصمة خاصة من اهتمام ورعاية كريمة من لدن جلالتكم وفقكم الله ورعاكم.

حضرة صاحب الجلالة،،
إن أهالي محافظة العاصمة ليقدرون عاليا مبادرات جلالتكم الخيرة ويوجهون لجلالتكم خالص الشكر وعظيم الامتنان على أياديكم البيضاء ومكرماتكم الجمة من أجل البحرين وأهلها والتي تواصلت منذ عشرين عاما، ولقد أثلجتم الصدور وأسعدتم الأنفس وأفرحتم القلوب يا جلالة الملك بتلك المبادرات، وذلك ليس بغريب على ملك كريم ورث المجد والسؤدد كابرا عن كابر من آل خليفة الكرام.
اللهم احفظ مملكة البحرين ومليكها المفدى وشعبها من كل شر ومكروه وأبعد عنا كل حاسد بغيض يريد الشر بهذا الوطن ورموزه وأهله، وانصرنا على من يريدون تصدير الأزمات والمشكلات التي اكتوت بها مجتمعاتهم المأزومة، وإننا لنشدد في هذا الصدد على الابتعاد عن سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لما لذلك من دور هدام للمجتمع، مشيدين في الوقت ذاته بما تتخذه الأجهزة الأمنية لوضع حد لذلك وحفظ كيان المجتمع.    
أعزكم الله يا جلالة الملك وأعز ملككم ونصركم كما أعز أجدادكم من آل خليفة الكرام، وها نحن ذا سدا منيعا وبنيانا مرصوصا رهن اشارتكم نذود عن البحرين ملكا وحكومة وشعبا.    
وفقكم الله يا جلالة الملك وسدد على طريق الخير خطاكم ووفق حكومتكم الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وفي الختام،،،
نتضرع إلى المولى عزّ وجّل أن ينعم على جلالتكم بطول العمر وأن يديم عليكم موفور الصحة والعافية، وأن يحفظكم لمواصلة مسيرة الخير والنماء والإصلاح لمملكتنا العزيزة، وأن يحفظ أمن واستقرار وسلام مملكة البحرين وخليجنا العربي، مؤكدين لجلالتكم أن أهالي محافظة العاصمة على العهد يبادلونكم الحب والولاء والإخلاص والطاعة.
ودمتم سيدي ودام عزكم،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،