+A
A-

طاهرة جاسم... أول مصورة فوتوغرافية للسلة

فتاة مبدعة ومتميزة عشقت كرة السلة، فلم تنجح في لعبها، ولكن لم تتخلَّ عن حبها، فدمجت حبها مع إبداعها في التصوير لتصبح أول مصورة فوتوغرافية لكرة السلة. عشقت أناملها مداعبة الكاميرا لتلقط أجمل الصور وأروعها، والتي أظهرت لنا في زواياها الكفاءة والإبداع، وتميزت بكونها متجددة في لقطاتها، وطريقة عرضها للصور بطريقة إبداعية.

متى بدأتِ في مجال التصوير؟

بدأت التصوير في العام 2012 عندما كنت في السابعة عشرة من عمري.

كيف بدأ شغف تصوير كرة السلة لديك؟

تولد هذا الشغف فجاة، ومن دون تخطيط مسبق، فقد جلست بمفردي، وخطرت في بالي فكرة تصوير كرة السلة، وبدأت في تصوير الفريق الذي كنت ألعب معه، وهو فريق تابع لوزارة الشؤون الشباب والرياضة، فقدت اقترحت على المسؤولة بتصوير الفريق، فرحبت بالفكرة، وتم قبول الفكرة من قبل الوزارة وجعلوني أصور أنواعا مختلفة من الألعاب الرياضية، وليس فقط كرة السلة.

هل التحقتِ بدورات لتعلم التصوير؟

نعم، لقد التحقت بدورات لتعليم التصوير بشكل عام، ولكن لم ألتحق بدورات تخص تصوير كرة السلة بالتحديد.

كيف انتقلت من تصوير كرة السلة الإناث إلى تصوير كرة السلة للذكور؟

الإنسان عندما يحب الشيء ويخطو أول خطواته فيه، فإنه لا يريد أن يقف، فيريد أن يمضي قدما إلى ما لا نهاية، وعندما بدأت في تصوير الإناث رأيت أن الحلم الذي أحلم به أكبر من هذا، فتجاوزت هذه المرحلة وانتلقت لتصوير الذكور، ومثَّل هذا الشيء بالنسبة لي تحديا كبيرا؛ لأن حضور فتيات ملاعب الذكور، ونظرة العائلة والمجتمع التقليدي والمتحفظ يحول دون تحقيق الطموح، إلا أني خطوت هذه الخطوة الجريئة لوحدي دون علم أحد.

كيف دخلتِ إلى عالم تصوير كرة السلة كعمل؟

في محط الصدفة رآني شخص لديه فريق لتصوير كرة السلة، وكان بحاجة إلى مصور إضافي، وبذلك كان هو سبب دخولي الفعلي في هذا المجال، وعملت معهم لمدة خمس سنوات، وخلال هذه الخمس سنوات أبرمنا عقدا للعمل مع شركة زين لمدة سنتين، وبعد ذلك ازداد طموحي، ورأيت أن حلمي يطمح إلى المزيد، فاستقللت بالعمل منفردةً، وعندها تلقيت عرضا للعمل في نادي المنامة.

هل تعتبرين نفسك مصورة احترافية؟

لا؛ لأن المحترف يجب أن يكون مثاليا، وأنا لست مغرورة لكي أقول إني مثالية.

ما تعريف الاحتراف بالنسبة لكِ؟

عندما التقط 10 صور جميعها تكون جاهزة للنشر، ومن دون وجود أي خطأ بها.

هل تلقيتِ جوائز في التصوير؟

نعم، تلقيت جائزة أفضل مصورة السنة الماضي 2018 من رئيس الاتحاد البحريني لكرة السلة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة.

نرى أن هناك دخولا لمصورات جدد في هذا المجال، فما رأيك؟

أنا سعيدة من أجل ذلك، ولكنني كنت ومازلت أحب الاحتكار، ولكن من جهة أخرى شيء جميل أن تشجعي الآخرين، وأنا بذلك أشعر أنني الرئيسة.

- هل تعتبرين دخولهن تقليدا لكِ؟

أنا أرى هناك الكثير يقلدونني، ولكن حتى إن كان هذا تقليد، فإنهن لن يصلوا مستواي، ولن يقدموا كتقديمي والأصلي يبقى أصليا، وعندما يقلدونني، فإنهم يثبتون لي أني وصلت مكانة كبيرة، وإنهم يحاولون الوصول لي، فيشعرني ذلك بالسعادة.

ما الشيء الذي يميز صور طاهرة عن باقي المصورات؟

اللقطة هي التي تميزني، ففي كرة السلة من الصعب أن تأخذي لقطات مقربة، والتقريب يمنحك الحصول على صورة مثالية، وهذا الذي يميزني؛ لأن ليس هناك مصور في صالات كرة السلة البحرينية استطاع فعلها، وبالإضافة إلى عمل تعديلات كثيرة على برامج عدة.

هل تعرضتِ للنقد كونك أنثى وسط الرجال؟

نعم، لقد تعرضت لنقد حاد، وهناك من حاول الإساءة إلى سمعتي، وبسبب هذا والدتي منعتني من التصوير لمدة سنة وبعد ذلك اقتنعت والدتي بالتصوير عندما قدمت لي شركة زين عرض عمل، ومن حينها بدأت بدعمي.

التصوير هواية أم عمل بالنسبة لك؟

الاثنان معا، ولكن في بدايتي كان التصوير هواية.

إنجازات تطمحين بالوصول لها؟

كان طموحي في البداية أن أصبح مصورة لنادي المنامة، واستطعت وطمحت بأن أكون مصورة في اتحاد كرة السلة وأصبحت، والآن طموحي بأن أصبح مصورة لـ “فيبا” كرة السلة.

من هم المصورون الذين تستقين منهم أفكارك؟

لا يوجد شخص معين، ولكن عندما تعجبني فكرة أحاول تطبيقها.

هل هناك موقف أثر في حياتك بشكلي إيجابي؟

نعم، عندما قدم نادي المنامة لي دعم في خطوة كانت بالنسبة لي كالحلم.

- هل هناك موقف أثر بحياتكِ بشكل سلبي؟

نعم، هناك الكثير، فأنا فتاة لا تستطيع أن تسكت عن الخطأ، وربما يكون هذا عيب فيَّ، ولكن عندما أتلقى كلاما جارحا أو مسيئا من قبل أي شخص أو الجمهور كمثال لا أستطيع أن أتمالك نفسي، وآخر موقف حدث لي عندما تعرض لي شابان من النادي الأهلي أثر فيَّ كوني فتاة لوحدي وسط جمهور كبير من الشباب.

هل تسعين في التنوع في مجالات التصوير أم فقط تركزين في كرة السلة؟

كرة السلة هي الأهم بالنسبة لي، لكن أفكر في تصوير الأطعمة.

نصيحة تقدمينها في هذا المجال؟

نصيحتي أقدمها للمبتدئين وبالتحديد البنات، كوني واثقة من نفسكِ، واجعلي الجمهور يشعرون بهذه الثقة؛ حتى يثقوا بعملكِ وإبداعكِ.

 

مريم وداعي

طالبة إعلام من جامعة البحرين