+A
A-

جلالة الملك: خادم الحرمين سبّاق لكل ما فيه خير الدول والشعوب العربية

الدول الراعية للإرهاب تشكل خطراً كبيراً على الأمن العالمي برمته

مجموعات إرهابية مدعومة من إيران ارتكبت جرائم بحق السعودية والإمارات

موقف حازم لوضع حد للخروقات المستمرة لأمننا الإقليمي

تضامن مطلق مع السعودية والإمارات في كل ما يحفظ أمنهما واستقرارهما

تعزيز الأمن الإقليمي والدولي بالتعاون والتنسيق مع الحلفاء والأصدقاء

سنظل قادة وصناع سلام من واقع مسؤوليتنا وواجبنا

تكثيف الجهود للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

لدينا ثقة دائمة في صحة ورجاحة توجهات خادم الحرمين

 

شارك ملك البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إخوانه أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية الشقيقة، في القمة العربية الطارئة التي عقدت ليل الخميس في قصر الصفا بمكة المكرمة برئاسة ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ووجه جلالة الملك كلمة إلى أعمال القمة العربية الطارئة في قصر الصفا بمكة المكرمة، هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله ورعاه،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يطيب لنا بداية أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأخينا خادم الحرمين الشريفين على دعوته الكريمة واستضافة أعمال هذه القمة العربية الطارئة لبحث ما يستجد من أوضاع راهنة تشهدها المنطقة، والذي يأتي عقدها، في سياق السياسة الحكيمة التي طالما انتهجتها الشقيقة الكبرى بقيادة خادم الحرمين الشريفين، والرامية إلى حفظ وتعزيز الأمن القومي العربي، والمرتكزة على نهج التشاور والتنسيق بين دولنا العربية، بأهدافها الرفيعة والحريصة على حماية مصالحنا، والموحدة لمواقفنا، والمعززة لعملنا المشترك.

مؤكدين أن هذه المبادرة ليست بغريبة على خادم  الحرمين الشريفين السبّاق لكل ما فيه خير الدول والشعوب العربية، المعروف بحنكته وبرؤيته الرحبة والمتسامحة وباستشرافه الدقيق للأحداث، وهو ما يجعل المملكة العربية السعودية الوجهة المثلى لحل قضايانا العربية، بمساندتها الدائمة لأشقائها على مر التاريخ، وفي مختلف الظروف.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

لقد أثبتت التطورات المتلاحقة في الفترة الأخيرة، والتي استدعت اجتماعنا اليوم، بأن الدول الراعية للإرهاب باتت تشكل خطراً كبيراً، ليس على الأمن والاستقرار في المنطقة فقط، بل على الأمن العالمي برمته، بالنظر إلى تماديها واستمرارها في انتهاك المعاهدات والقوانين والمواثيق الدولية، وفي ذلك تحدي مرفوض لإرادة المجتمع الدولي.

ولقد تابع العالم أجمع الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي قامت بها مجموعات إرهابية مدعومة من إيران بحق المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما نتج عنها من تهديد خطير لأمن المنطقة، وقصد منها التعرض لسلامة حركة الملاحة وممرات الطاقة الدولية التي تعبر الخليج العربي، الأمر الذي وضع المنطقة على أعتاب حافة خطيرة من التوتر وعدم الاستقرار. ونجد بأن مثل هذه التصرفات غير المسؤولة بعواقبها الوخيمة، تستدعي موقفاً حازماً لوضع حد لهذه الخروقات المستمرة لأمننا الإقليمي وتهديدها المتكرر لعلاقات الجوار.

مؤكدين في هذا الصدد، ومن منطلق روابطنا الأخوية العريقة القائمة على وحدة الهدف والمصير المشترك، على دعمنا الثابت وتضامننا المطلق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في كل ما يحفظ أمنهما واستقرارهما، ووقوفنا في صفهما ضد كل المحاولات اليائسة التي تستهدف مصالحهما، وتعمل على إرباك مسيرة التنمية والازدهار في البلدين العزيزين.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،

إذا كان هناك من سبيل لمواجهة هذه التهديدات المحدقة، فإننا نجد بأن أنسب تلك السبل وأنجحها، يتجسد في تعزيز التعاون والتضامن بين دولنا بما يربطنا من علاقات أخوية تستند إلى أسس وطيدة من الثقة والاحترام المتبادل، وبالتوصل لرؤية متكاملة واستراتيجية شاملة تستديم الأمن القومي العربي، وتقوي أركانه في مواجهة الأخطار والتحديات المحيطة بدولنا.

وعلينا أن نواصل جهودنا في هذا الشأن، لتعزيز الأمن الإقليمي والدولي بالتعاون والتنسيق والعمل المشترك مع حلفائنا وأصدقائنا الذين يشاركوننا ذات الأهداف النبيلة، حفظاً للأمن والاستقرار العالمي، من أجل أن تستمر مسيرتنا المشتركة نحو التنمية والرخاء لمستقبل زاهر ننشده لشعوب العالم أجمع.

متطلعين كذلك إلى تكثيف الجهود لتفعيل الدور العربي من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وحصول الشعب الفلسطيني الشقيق لحقه المشروع في قيام دولته المستقلة الكاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقاً لمبادرة السلام العربية  ولحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،،،

ونؤكد بأننا كدول عربية كنا وسنظل قادة وصناع سلام، وننطلق في ذلك من واقع مسؤوليتنا وواجبنا، والذي يحتم علينا عدم ادخار أي جهد في سبيل حماية أوطاننا، وضمان استقرار مجتمعاتنا، وصون أمننا القومي والحفاظ عليه بكل قوة.

ولا يسعنا ختاماً، إلا أن نعرب عن ثقتنا الدائمة في صحة ورجاحة توجهات خادم الحرمين الشريفين، التي تأتي اليوم متمثلة في قيادة هذا التوجه العربي والإسلامي الواضح في رسائله والحاسم في موقفه وتطلعاته. ونجد في رعايته لهذا الاجتماع وحرصه المخلص على تقوية أركان العمل الجماعي العربي بكل جوانبه، الطريق الأمثل لنتجاوز هذه الأوضاع الصعبة، وأن نكون دعاة سلام من منطلق واجبنا الإنساني والشرعي في إعمار هذه الأرض وحماية البشرية.

بارك الله تلك الجهود الخيّرة، وحفظ الله دولنا وشعوبنا من كل سوء ومكروه، وسدد الله خطانا ووفقنا جميعاً لما فيه الخير والصلاح، إنه سميع الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

القمة العربية تدين التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة

أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ليل الخميس عن انتهاء أعمال القمة العربية الطارئة التي عقدت في مكة المكرمة.

وأكد البيان الختامي الصادر عن القمة العربية على تضامن وتكاتف الدول العربية في وجه التدخلات الإيرانية مشدداً على تمسك الدول العربية بقرارات القمة العربية السابقة بخصوص القضية الفلسطينية.

وندد البيان الختامي بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية وتأثيرها على وحدة سوريا مؤكداً على إدانة الدول العربية لاحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث وتدخلات إيران في شؤون البحرين ودعم الجماعات الإرهابية فيها كما أدانت الدول العربية إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصنع من اليمن على السعودية.

واعترضت العراق على البيان الختامي للقمة العربية الذي ندد بسلوك إيران واعتداءاتها في المنطقة.

وأجمع قادة الدول العربية في كلماتهم في القمة الطارئة التي عقدت بمكة المكرمة، ليل الخميس، على أن أمن دول الخليج يمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة.

وطالب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته بالقمة العربية المجتمعَ الدولي بتحملِ مسؤولياتهِ إزاءَ ما تُشَكلهُ الممارساتُ الإيرانية ورعايتها للأنشطةِ الإرهابيةِ في المنطقةِ والعالم، من تهديدٍ للأمنِ والسلمِ الدوليين، واستخدام كافةِ الوسائلِ لردعِ هذا النظامِ، والحدِ من نزعتهِ التوسعية.

من جانبه، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إن أمن الخليج يرتبط ارتباطاً عضوياً بالأمن القومي لمصر، مضيفاً أن العرب ليسوا على استعداد للتفريط بأمنهم القومي، وإن العرب كانوا وما زالوا دعاة سلام واستقرار. كما قال السيسي “اجتمعنا لنوجه رسالة تضامن مع السعودية والإمارات”.

كما أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمته أمام القمة، على وقوف بلاده مع أشقائها العرب في الدفاع عن مصالحهم وأمنهم مشيرا إلى أن القمة العربية تنعقد في وقت نحتاج فيه لتوحيد مواقفنا.

من جهته، قال الرئيس العراقي برهم صالح إن أمن السعودية هو أمن العراق، مضيفاً: نشهد أزمة إقليمية تنبئ بحرب لا تبقي ولا تذر.

وقال إن أي استهداف لأمن الخليج هو استهداف لأمن الدول العربية والإسلامية، مشدداً على أن “منطقتنا بحاجة لاحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية”

وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إن “انعقاد القمة العربية يعبر عن خطورة ما نتعرض له اليوم”، مضيفاً: “نشهد بقلق التصعيد في منطقة الخليج.. نشعر بتخوف كبير أن يضيف التصعيد الذي تواجهه منطقتنا جرحا إلى جروحنا”.

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فـكد أن دولة فلسطين تدين الاعتداءات الأخيرة في منطقة الخليج، قائلاً: “نؤكد إدانتنا للاعتداءات التي تعرضت لها المنشآت النفطية بالسعودية والخليج”. وتابع عباس: “لا نقبل التهديد لأي دولة عربية من أي جهة كانت”، كما اعتبر أن “أمن فلسطين جزء من الأمن القومي العربي”.

وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز فقال إن “تحديات أمنية كبيرة تواجه الأمة العربية”، مشيراً إلى “تدخلات خارجية من خلال تسليح جماعات أدت لدمار وحروب”. كما عبّر عن دعم بلاد ووقوفها إلى جانب السعودية.

من جانبه، قال أمين جامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، في كلمته بالقمة العربية الطارئة المنعقدة ليل الخميس في مكة المكرمة إن العرب لا يبتدرون غيرهم بالعداوة ولكن لا يقبلون الضيم.