+A
A-

عراد تعاني ضيق المنافذ والازدحامات الخانقة

أجمع عدد من أهالي سابعة المحرق (عراد) على أن المنطقة مهملة خدميا بشكل كبير، خصوصا على صعيد تطوير الشوارع، وفتح المنافذ الجديدة، ووضع الحلول اللازمة للحد من الاختناقات المرورية، والتي تخطت أخيرا فترة الذروة الصباحية ووقت الظهيرة لتمتد لأغلب فترات اليوم، وسط تأفف من المواطنين والمقيمين.

اللقاء والذي كان في مجلس خليفة البنزايد، نظمه وحضره مشكورا العضو البلدي أحمد المقهوي، والذي أكد جمعا من النقاط الأساسية الواجب حلحلتها سريعا، رحمة للناس مما هم فيه من أرق وضجر.

يقول المقهوي في حديثه إلى “البلاد” من مجلس البنزايد، والذي اكتظ بالحضور” تقدمت أخيرا بخطاب لرئيس مجلس بلدي المحرق غازي المرباطي عن المواضيع العاجلة للدائرة السابعة بمحافظة المحرق، للاستعجال برفعها لوزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني والتي تمثل أولوية خدمية للناس”.

ويزيد المقهوي “أولها رصف المجمع 245 بمنطقة عراد، وهو مجمع مهمل لأكثر من 30 سنة على مستويات الصرف الصحي ونقاط تصريف الأمطار، فهو مهلوك من كثرة أعمال الصيانة التي طالته دون أي نفع يذكر، وهو مجمع معروف بكثرة المشكلات، خصوصا على مستويات تجمعات المياه والتي تدخل البيوت، ولقد تواكب على هذا المجمع ثلاثة أعضاء بلديين على فترة 12 سنة، رفعوا خلالها الكثير من التوصيات دون أي نتيجة تذكر”.

ويضيف “أشير إلى أنه تم إنجاز نصف الشارع فقط المنفذ من سيف المحرق في العام 2016، وحين نسأل عن الأمر يقولوا بأن هنالك توجها لاستبدال المقاول بآخر، مع وضع إشارة ضوئية بشارع الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بمجمع 240؛ للحد من الاختناقات المرورية الحاصلة، خصوصا للخارجين من المجمع”.

ويتابع المقهوي “ونأمل أيضا الاستعجال بتنفيذ خطة مشروع شارع 47، وهذا الشارع هو شريان المنطقة القادم، ويمتد من منطقة الحالات وحتى مجلس الكبيسي وبثلاثة اتجاهات، ولقد وعدنا بأنه سيبدأ تنفيذه بشهر يونيو الجاري، ويجب الأخذ بعين الاعتبار تطوير شارع 46 والذي يمتد من مبنى الأرصاد الجوية وحتى شارع 47”.

ويتابع “تطوير شارع 29 مطلبا رئيسا، مع معاناة الكثير من الأهالي والمقيمين، وهو الشارع الذي يتوسط سوق عراد، ونطمح لأن يتم تهيئته بممشى المدعوم بالطوب الأحمر؛ لكي يسهل الأمور على الناس”.

وفي مداخلة له، قال عبدالله مبارك إن “مجمع 240 أصبح مكتظا بالبيوت، وبالعمارات السكنية بشكل كبير، في حين أنه لم يطال التطوير لا الطرق ولا المنافذ من مداخل ومخارج، ففي السابق كنا نخرج بانسيابه تامة، أما الآن، فإن الاختناقات المرورية تصل حتى أبواب بيوتنا، حيث يكون الشارع مغلق حتى جامع عمر بن الخطاب، وسط تذمر شديد من الناس”.

ويزيد مبارك “حين تم إنشاء مجمع سيف المحرق، تناهى لمسامعنا بأنه سيكون هنالك جسر ممتد إلى فرضة المحرق، بمدخل ومخرج جديد، لكننا لم نر أي باكورة لهذا المشروع، يقابله ازدحام خانق ومستمر على مدار الساعة، والتي تزايدت مع تطوير شوارع المطار، والدوام المدرسي”.

ويقول “هذا الوضع الخانق يتسبب يوميا ومنذ الصباح الباكر، بمشاجرات بين العديد من سائقي المركبات، مع تحويلهم لبعض الشوارع لمسارين بدل مسار واحد، وصعود آخرين على الأرصفة بشكل “دفش”، وبحيث لا يصل الموظف إلى عمله، وإلا وأعصابه على وشك الانفجار”.

بدوره، قال خليل بدر إن مدينة شرق الحد الإسكانية الجديدة، والتي هي على وشك أن ترى النور، سيمثل ساكنوها عامل ضغط شديد على عراد، والذين يستخدمون منافذ عراد للوصول إلى المحرق، أو للدخول إلى شارع السوق نفسه بعراد، وعليه، فإن من الأهمية التعجيل بجسر الحالات- الفرضة”.

ويزيد “الأحياء القديمة بعراد لها حاليا مدخل ومخرج واحد، فما المانع من فتح منافذ جديدة؟ وهو أمر لن يكون بتلك التكلفة العالية، ناهيك أن هنالك مناطق محجوزة بشكل غير مبرر، كالأرصفة الملاصقة لعدد من المدارس، والتي يتم رفعها بشكل مبالغ، ما يحول استخدامها كمواقف للعشرات من السيارات”.

وأكد بدر على أهمية وقف منح الترخيص لبناء العمارات السكنية العشوائية في الأحياء، والتي تكون شحيحة المواقف، مضيفا “هذا الأمر هو الذي أنهى المحرق”.

وتعليقا على هذه الجزئية، وجهت “البلاد” سؤالا للعضو البلدي أحمد المقهوي عن الجهات المسؤولة عن ترخيص مثل هذه العمارات، وأسباب ذلك، فقال “أغلبها يتم ترخيصها لبناء غرف إضافية، ومن ثم شقق لصاحب المسكن نفسه، حيث يقدم طلبا بأنها ستكون للاستخدام الشخصي (لأبنائه مثلاً)، ويتم إقرار تعهد عليه بعدم استخدامها لأسباب تجارية، لكن الواقع يختلف مستقبلا”.

وقال الكاتب محميد المحميد إن “في تصوري بأن ما تعانيه عراد في الدرجة الأولى هو سوء التخطيط، والمجلس البلدي لديه الصلاحيات لمواجهة ذلك، وللعمل على تحسين الأوضاع؛ لأن تكون أفضل مما هي عليه الآن، وفتح الصفحة الجديدة يرتبط بنبذ الخلافات التي كنا نراها دائما بالمجالس البلدية السابقة، وفي تعزيز التعاون ما بين البلديين والنواب، بعيدا عن أي خصومات أو مناكفات”. ويضيف المحميد “ترخيص العمارات يرتبط بموافقة المحافظة نفسها، وأعتقد بأن التعاون مع المحافظة بشكل إيجابي سيكون عامل تغيير لوقف هذه الظاهرة المرفوضة من الناس”.

بدوره، يقول المقهوي “يفتقر المجمع 244 للكثير من الخدمات الأساسية والضرورية، علما بأنه المجمع الأكبر في البحرين من حيث الكثافة السكانية، وعليه نأمل بأن يتم الموافقة على المقترحات التي تقدمنا بها، تيسيرا للأمور الناس”.

ويتابع المقهوي “أشير أيضا بأن المجمع 246، والذي يتجاوز عدد قاطنيه الخمسة عشر ألف شخص، لا يزال حتى اللحظة بلا شبكات للمجاري، أو نقاط لتصريف الأمطار، ولك أن تتخيل الحال بموسم الأمطار، من روائح نتنة، وتعطيل حركة السير مع وجود الصهاريج”.

ويزيد “الأهالي يدفعون كلفة استخدام الصرف الصحي، لكنها بالمقابل غير موجودة”.

وقال راشد البنزايد إن التنسيق ما بين الجهات الخدمية تكاد تكون معدومة، مضيفا “الكثير من الشوارع تم استهلاكها بصورة كبيرة؛ بسبب إضافة خدمة لها بين فترة وأخرى، فمرة لشبكات شركات الاتصالات، ومرة للمجاري، ومرة للكهرباء، أخرى لترصيفها، وهكذا، فلماذا هذا التأخر؟ ولماذا لا يكون هنالك تنسيق يعكس حضارية البلد؟”.

ويكمل البنزايد “الرقابة غير موجودة، والأمر لا يرتبط بتعطيل مصالح الناس فقط، وإنما بهدر المال العام، ولي أن أضيف بأن أكثر من نصف مدرسة عراد الإعدادية للبنات غير، فلماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم لبناء مدرسة إعدادية للبنين مع وجود سور فاصل، أو أن تكون تكملة كمدرسة ثانوية للبنات؟”.

ويقول “لاحظنا بأن عددا من الجهات الحكومية فتحت لها مراكز فرعية بمجمع سيف المحرق التجاري وهو أمر جيد، ولكننا نأمل بأن تحذو بقية الجهات الحكومية الخدمية ذات الحذو؛ لأنه سيصب في مصلحة الناس، وسيسهل أمورهم”.

وأكد خليفة البنزايد أهمية إنشاء صالة مناسبات متعددة الاستخدامات في عراد، حيث يضطر الأهالي - والحديث له - لاستخدام الصالات المتواجدة في مدينة الحد وغيرها، وهو أمر هم بغنى عنه، حال إنشاء صالة في منطقتهم.

ويختم “نظرا للحال الراهن، فلقد هاجر الكثير من أهالي عراد منطقتهم إلى المدن الأخرى القريبة والبعيدة بحثا عن الهدوء، والاستقرار، وانسيابيه حركة السير والمرور، وهو أمر يؤسف له، نأمل تصحيحه فورا”.