+A
A-

العيد والتوجيهي ينعشان القطاعات الاقتصادية

المحال التجارية والمعارض تعوض الكساد بأرباح جيدة

الأشقاء الخليجيون يشغلون الفنادق ويحركون الأسواق

قطاعات ثبتت الأسعار وأخرى استثمرت موسم الفرح

 

أنعش عيد الفطر السعيد معظم القطاعات التجارية في المملكة، لا سيما محال الحلويات والفواكه والورود والذهب والألعاب، فضلاً عن رفع معدلات الإشغال في الفنادق ومدن الملاهي.  ويعتبر عاملون في هذه القطاعات الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية فرصة سانحة لتعويض الكساد الذي يصيبهم بالأيام العادية، حيث اعتاد الناس تخصيص ميزانيات لهذه الأيام و”يصرفون” بسخاء.

وشهد الفنادق في المملكة ارتفاعًا في معدل الإشغال قدره عاملون فيها بنحو 80 %، حيث توافد الزوار من دول الخليج العربي لا سيما السعوديون الذين يفضلون قضاء أيام العيد بربوع البحرين، حيث البرامج السياحة والأجواء الجميلة.

كما تدفق الناس وأطفالهم إلى مدن الملاهي المغلقة (الموجودة داخل المجمعات التجارية) لزيادة البهجة والفرح لأطفالهم خصوصًا أن العيد صادف مع بدء الإجازة المدرسية، حيث كان الأبناء في فترة ضغط بسبب الامتحانات.

أسواق الحلويات

قال عاملون في قطاع الحلويات سواء التقليدية البحرينية أو العادية أن محلاتهم شهدت إقبالاً كبيرًا أكثر من الأيام العادية بنسبة 100 % وأكثر من الأعياد السابقة بنسبة 30 % كون العيد صادف مع إعلان نتائج الثانوية العامة، حيث الفرح فرحين.

وبينوا أن المبيعات زادت بشكل ممتاز الأمر الذي سيحقق لهم أرباح جيدة ويعوض بعض خسائرهم بسبب الكساد في الأيام العادية، كون هذه التجارة تعتمد بشكل رئيسي على المناسبات والأفراح.

وأوضح علي بسيل العامل في إحدى محلات الحلويات المشهورة في البحرين، إن الطلب ارتفع بشكل كبير قبيل العيد بيوم وخلال أيام العيد كون صادف الفطر السعيد وإعلان نتائج الثانوية العامة.

وبين أن البحرينيين يجهزون “قدوع العيد” الذي يتكون من الحلويات الشعبية والعادية إضافة إلى المسكرات والشكولاته وغيرها.

وبين أن العمال في المعمل التابع للمحل اضطروا إلى قضاء آخر 3 أيام من رمضان للعمل أكثر من 16 ساعة يوميًّا حتى يجهزوا الكميات المطلوبة المتوقعة، (...) مع ذلك كان لدينا عجز أمس (ثاني أيام العيد) ببعض المنتوجات مما دفعنا إلى إلغاء إجازة بعض العمال ليلتحقوا بالمحل وإعداد الطلبات.

من جهته، قال عزيز آرناش وهو بائع في إحدى محلات الحلويات البحرينية الشعبية، إن المبيعات زادت بنسبة 100 % على الأقل، خصوصًا على علب الحلوى البحرينية التقليدية (ذات الحجم الصغير).

وبيّن أن الطلب زاد على الحلوى البحرينية والزلابية والرهش.

محال الفواكه

وشهدت محال الفواكه اليوم الذي سبق عيد الفطر السعيد إقبالاً منقطع النظير بحسب وصف أحد الباعة، الذي قال إن الناس تفضل تقديم الفواكه للضيوف والمهنئين في العيد بالإضافة إلى الحلويات.

وتابع “من المعروف عند الجميع أن الأسواق المركزية تغلق أبوابها أيام العيد، أو أقلها في اليوم الأول، مما يدفعهم لشراء احتياجاتهم من الفواكه قبل بيوم، وبالفعل هذا ما حدث”.

وأشار إلى أن الأسعار ثابتة كالأيام العادية، وأن الطلب أكثر شيء كان على الموز والتفاح والبرتقال والفواكه الصيفية كالمشمس والدراق والمنجا والبطيخ والشمام.

سوق الذهب

أكد أصحاب محال وعاملون في قطاع الذهب أن السوق شهدت طلبًا جيدًا يشبه كل الأعياد السابقة، مع بعض الزيادة الطفيفة بسبب مصادفة إعلان نتائج الثانوية العامة، حيث جاء العديد من الآباء لشراء الهدايا لبناتهم اللواتي نجحن.

وأشاروا أن الطلب في الأعياد عادة ما يرتفع بنسبة تتراوح بين 100 % و120 %، لكن هذا الموسم وبسبب التوجيهي زادت إلى نحو  150 % على الأقل.

وبينوا أن الأسعار معتدلة وهي شبيهة بالأيام العادية لأن الأمر يرتبط بالأسواق والبورصات العالمية وليس بالسوق المحلية، (...) الذهب مهما ارتفع سعره فإن الراغبين بالشراء لا يوقفهم ذلك، خصوصًا أنهم يشترون قطعًا صغيرة كهدايا والفرق لا يتجاوز الـ 10 دنانير مهما كان السعر صاعدًا.

وبين أحد العمال في محل الرفاع يدعى دانييال أن السوق تنتعش بالأعياد بشكل جيد، (...) اعتاد الناس على شراء الهدايا بهذه الأيام، وهي مسألة مكررة في كل عيد.

وبيع غرام الذهب عيار 21 قيراطًا بالسوق المحلية أمس بنحو إلى 13.73 دينار للغرام، فيما وصل الغرام عيار 24 قيراطًا إلى 15.68 دينار للغرام.

الفنادق ممتلئة

أظهرت تقارير سياحية غير رسمية أن معظم الفنادق من فئات 3 و4 و5 نجوم امتلأت خلال أول يومين من أيام عيد الفطر السعيد، حيث وصلت نسبة الإشغال في فئات 80 % وأخرى 100 %.

وتدفق الزوار الخليجيون لا سيما الأشقاء السعوديين إلى البحرين قبيل العيد بيوم أو يومين، حيث يلاحظ الشخص العادي تواجد السيارات التي تحمل لوحات سعودية في طرقات المملكة.

وأشغل الأشقاء الخليجيون وبعض الجنسيات الأخرى الفنادق وأنعشوا القطاع بشكل عام، فضلاً عن أنهم يساهمون بشكل كبير في تحريك عجلة بقية القطاعات كالمجمعات التجارية والمطاعم والألعاب والنقل.

محال الورود

أكد ساجي علاّم، وهو آسيوي يعمل في أحد محلات بيع الورود في منطقة البوكوارة – الرفاع، أن الطلب ازداد بشكل كبير وملفت على باقات الورود خلال اليومين الماضيين تماشيا مع العيد ونتائج الثانوية العامة.

وأكد أن أكثر المبيعات كانت على ورود “الجوري” الأحمر والأبيض كونهما اللونين الوطنيين للبحرين فضلاً عن حب الناس لهما لتعبيرهما عن الفرح والبهجة.

وبين أن نتائج الثانوية هي التي زادت الطلب أكثر من العيد، ما أدى إلى نفاد الكميات من المحل من أمس الأول، (...) اليوم ستنزل بضاعة جديدة لتلبية الطلب.

وقال علاّم إن الأسعار عادة ترتفع في مثل هذه المناسبات بنسبة تتراوح بين 20 % و30 % لأسباب منها أن المصدر (المورد) يرفع السعر على محال التجزئة فضلاً عن أن هذه المحلات (بما فيها محلهم) يحاول الاستفادة من المواسم التي لا تتكرر كثيرًا على مدار العام.