+A
A-

براءة شاب من ضرب وسرقة حقيبة آخر

قالت المحامية مريم العقاب إن المحكمة الصغرى الجنائية الأولى برأت موكلها مما نسب إليه من اتهام بضرب شخص وسرقة حقيبته التي تحتوي على مبلغ 4000 ريال و4 هواتف نقالة بالقرب من أحد الفنادق؛ وذلك لأن المجني عليه أكد بنفسه أنه ترك حقيبته ما يدل على أنها مال متروك، وإن أخذه شخص ما فلا يعد سارقا له، كما أن المتهم إذا تخلى عن المال المتروك بعد التقاطه ودون أن يأخذ أي شيء من محتوياته، فإن جريمة السرقة لا تتحقق؛ كون أن ملكية المحتويات لم تنتقل إليه، كما أن أقوال المجني عليه تناقضت مع بعضها البعض.

وأشارت المحكمة في أسباب حكمها إلى أنها لا تطمئن إلى دليل الاتهام بشأن تهمة السرقة، إذ خلت أقوال المجني عليه من هوية الشخص الذي قام بسرقة الحقيبة، كما أن المجني عليه هو من تخلى عن الحقيبة في الواقعة دون إكراه، ويعتبر ما في الحقيبة مالا متروكا، والذي هو يستغني صاحبه عنه بإسقاط حيازته عليه وإنهاء ما كان له من ملكية عليه، فيغدو بذلك لا مالك له، فإذا استولى عليه أحد، فلا يعد سارقا؛ لأنه المال أصبح غير مملوك لأحد.

وأضافت أن التقاط المتهم للحقيبة من على الأرض ليس دليلا على أنه قد سرقها أو سرق ما تحتويه، وبالتالي فإذا تخلى عنه المتهم بعد التقاط الحقيبة دون أن يسرق شيء لا تتحقق معه جريمة السرقة؛ كون أنه لم تنتقل ملكية المنقول ولم يقصد المتهم من ذلك نية تملكه لتلك الحقيبة، فضلا عن خلو الأوراق من ثمة ما يفيد من أن المتهم قد سرق الحقيبة وضمها إلى ملكه أو سرق شيء منها.

وتابعت، أما بشأن تهمة الاعتداء على المجني عليه، فإن أقوال الشاهد بقيام المتهم بالاعتداء على المجني عليه هي أقوال مرسلة لم يساندها دليل في الأوراق، فضلا عن تناقض أقوال المجني عليه نفسه بشأن الواقعة.

وذكرت المحامية أن النيابة العامة كانت قد أحالت موكلها للمحاكمة على اعتبار أنه بتاريخ 8 مايو 2018، ارتكب الآتي:

أولا: سرق المنقول المبين الوصف والنوع بالمحضر والمملوك للمجني عليه.

ثانيا: اعتدى على سلامة جسم المجني عليه، ولم يفض فعل الاعتداء إلى مرضه أو عجزه عن أعماله الشخصية لمدة تزيد عن 20 يوما.

وأوضحت أن المجني عليه كان قد قرر في محاضر جمع الاستدلال أنه بالتاريخ المذكور دخل إلى أحد الفنادق في منطقة أم الحصم ليعطي صديقه مبلغا من المال، لكنه لم يجده هناك، فخرج من الفندق بعد أن ضايقه شخصين في استقبال الفندق، وتفاجأ بعدد 4 أشخاص يعتدون عليه بالضرب، قام أحدهم بمسك الحقيبة التي يرتديها على ظهره، وأتي شخص آخر وبيده حجر كبير، فما كان منه إلا أن قام برمي الحقيبة على الأرض، وهرب من المكان، إلى أن شاهد دورية شرطة وقام باستيقافها وأخبرهم بما حدث وتوجه معهم إلى الفندق؛ للتأكد من هؤلاء الأشخاص.

وأفاد بأن الجناة تمكنوا من الهرب من الموقع، مبينا أن حقيبته كانت تحتوي على مبلغ وقدره 4000 ريال سعودي وعدد 4 هواتف نقالة نوع آيفونX.

ولفتت العقاب إلى أنها دفعت أمام المحكمة ببراءة موكلها خصوصا وأن المجني عليه قرر أن من اعتديا عليه هما شخصان آخران غير المتهم، أما بشأن الاستيلاء على الحقيبة الملقاة، فإن المتهم التقطها من الأرض؛ لكي يعرف صاحبها، كما أنها لم تكن تحتوي على شيء غير الملابس وحذاء.