+A
A-

آلاف المتظاهرين في شوارع السودان دفاعا عن “الثورة”

في موجة تصعيد جديدة تشهدها السودان، قتل شخص واحد بالمظاهرات التي عمت أمس الأحد مدن البلاد، فيما استخدم الأمن القوة ضد المحتجين في العاصمة الخرطوم لمنعهم من الوصول للقصر الرئاسي. وقالت اللجنة في بيان، إن القتيل هو شاب عشريني فارق الحياة إثر إصابته برصاصة في الصدر.

وشهدت المدن السودانية، أمس، مظاهرات حاشدة دعت إليها قوى إعلان الحرية والتغيير وأطلقت عليها اسم “مليونية مواكب الشهداء وتحقيق السلطة المدنية”.

ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالمجلس العسكري الانتقالي، الذي يتولى حاليا السلطة في البلاد بعد الإطاحة بحكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.

وتصعيدا لهذا الحراك، دعا تجمع المهنيين السودانيين المتظاهرين للتوجه بمسيراتهم نحو القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم لمطالبة المجلس العسكري بـ “القصاص للشهداء”، وتسليم السلطة للمدنيين.

من جانبها، أطلقت القوات النظامية قنابل غاز مسيل للدموع لعرقلة وصول متظاهرين للقصر الرئاسي بالخرطوم، بينما تحدث شهود عيان عن توجه آلاف المحتجين نحو مقر وزارة الدفاع بالعاصمة، وإطلاق قوات الأمن الرصاص بالهواء لتفريقهم.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الأمن أطلقت قنابل غاز مسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في بعض المدن الأخرى التي تجري فيها الاحتجاجات.

ورغم الانتشار الكثيف لقوات الدعم السريع وإطلاق الغاز المسيل للدموع، نزلت الحشود إلى شوارع العاصمة.

وردد متظاهرون لفوا أجسادهم بأعلام سودانية كبيرة، شعارات الثورة على وقع التصفيق.

وهتفت الحشود وسط إطلاق السيارات العنان لأبواقها “مدنية مدنية” و “نموت زيهم ينجيب حقهم و “ثوار أحرار هنكمل المشوار” و “الدم قصاد الدم وما بنقبل الدية”.

من جانبه، دعا نائب رئيس المجلس العسكري في السودان الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إلى اتفاق شامل في البلاد لا يقصي أحدا، محذرا ممن وصفهم بـ “المندسين”، الذين يسعون للتخريب على التظاهرات التي دعت إليها قوى إعلان “الحرية والتغيير “.

وفي كلمة بالعاصمة الخرطوم، قال دقلو إنه يجب التوصل إلى اتفاق عاجل وشامل وليس جزئي، ولا يقصي أحدا من أفراد الشعب السوداني.

وأضاف أنه ينبغي أن يكون هناك مجلس وزراء من أجل تسيير أمور البلاد، موضحا أنه “تم الاتفاق على أمور كثيرة مع قوى الحرية والتغيير”، وأعرب عن رغبته بالوصول إلى اتفاق عاجل مع هذه القوى، على أن يشمل أيضا كل أطياف الشعب السوداني.

وأكد نائب رئيس المجلس العسكري حيادية القوات المسلحة، مؤكدا أن دورها هو رعاية الثورة وحراستها، معتبرا أن المجلس ليس جزءا من الخلاف في السودان.

وأشار دقلو إلى أن المجلس حذر السبت من أن مهمة القوات المسلحة هي حماية التظاهرات، لكن لا نضمن المندسين.

وحذر المجلس العسكري الانتقالي قادة الاحتجاجات من أنهم سيتحملون مسؤولية أي تدمير أو ضرر من قبل من وصفهم بالمخربين.

أما قوى المعارضة، فقالت إنها ستنزل للشارع لممارسة حقها في التظاهر والتعبير، داعية المجلس العسكري إلى حماية المتظاهرين المطالبين بتسريع نقل السلطة للمدنيين. وتأتي هذه المظاهرات في وقت يحث فيه الاتحاد الإفريقي وإثيوبيا الخطى من أجل الدفع بمسار المفاوضات بين الطرفين. ويفترض أن تحدد المفاوضات بين المحتجين والمجلس العسكري طبيعة الفترة الانتقالية في السودان.