+A
A-

كوادر الحملات: تخطيط.. تنافس.. و “ربع تعاونوا”..

تنفرد حملات الحج البحرينية دون سائر الحملات الخليجية والعربية الإسلامية، بميزة التعاون الرائع بين المسؤولين والإداريين والكوادر العاملة، ويظهر هذا التعاون في أوجه في الفترة التي تسبق يوم عرفة، وهو التاسع من ذي الحجة، حيث يتواصل العمل ليلا ونهارا لتجهيز مخيمات “الموقف”، ولا يتوقف التواصل بين إداريي الحملات من باب “ربع تعاونوا”؛ للاستعانة ببعضهم البعض في استكمال العمل.

رسومات ومرافق

وحال استلام مساحات المخيمات المخصصة لكل حملة، وهذا ما جرى قبل أسبوع مضى، تبدأ فرق العمل في لجان المخيمات بتمهيد الأرض وتشييد الخيام والمرافق كدورات المياه والمخزن وأماكن إعداد الطعام والمساحات المحيطة بالخيام، ولكل حملة خطة عملها ورسوماتها الهندسية ومستوى خيامها التي تبرز التنافس بين الحملات، الكبيرة والصغيرة منها، لتوفير أقصى راحة في هذا اليوم العظيم للحجيج، ويقول إداري حملة “التزكية” عيسى إبراهيم لـ “البلاد” إنه عادةً ما تكون الكوادر جاهزة في كل عام لتجهيز المخيمات في عرفات ومنى ومزدلفة، ولها خبرتها الطويلة في هذا الأمر، ناهيك عن أن كل البحرينيين يتميزون بالتعاون والتعاضد ومد يد المساعدة حتى لو احتجت لأبسط التجهيزات، فتجدها عندك مخيم “جيرانك”.

حركة مكوكية

وتشهد عمليات تجهيز المخيمات حركة مكوكية لفرق العمل بين مكة المكرمة وجبل عرفات ذهابًا وإيابًا لاستكمال المرافق كافة، فيما تفضل بعض الحملات توكيل الأمر إلى متعهد ليقوم بكامل العمل، وفي الوقت ذاته، تتواصل زيارات مسؤولي بعثة الحج البحرينية للمشاعر؛ بهدف الاطمئنان على سير العمل دون معوقات، وقد زار الأمين العام لبعثة الحج البحرينية، رئيس قسم شؤون الحج والعمرة بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف خالد المالود في الأيام الماضية موقع حملات البحرين في عرفة والتقى المسؤولين عن الحملات وتابع معهم سير العمل.

الجميع يتفانى

ويعبر صاحب حملة القصاص “عيسى عبدالله القصاص” عبر “البلاد” عن الامتنان للمسؤولين سواء في البعثة أو في الحملات البحرينية جميعها على تفانيهم في العمل؛ من أجل أن تتميز البحرين في خدماتها للحجيج، ويشير إلى أن حملته استلمت مواقع مخيماته في وقت مبكر، وحال استلامها نشطت الحركة في نقل المستلزمات والاحتياجات من مفروشات وأجهزة، والتواصل مع الحملات الشقيقة لمساعدة بعضنا البعض.

ويوم عرفة له مكانته العظيمة في هذا الركن، وقد اختلف العلماء في سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم، حيث وردت عدّة أسباب لتسميته، ومنها أن نبينا آدم وأمنا حواء عليهما السلام، حينما أنزلهما الله من الجنة إلى الأرض، أنزلهما في مكانين مختلفين، فكان موقع جبل عرفات هو المكان الذي التقيا فيه، وتعارفا على بعضهما فيه، كما ورد أن جبريل كان يطوف بنبينا إبراهيم عليه السلام ويعلمه المناسك والمشاهد، وكان يطوف به في الجبل، ويردد له قوله : “أعرفت، أعرفت”، وكان يرد عليه بقوله “عرفت، عرفت”، والوقوف بجبل عرفات هو المشعر الأقصى من مشاعر الحج، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم، حيث يقف الحجاج عليه بعد صلاة الظهر في التاسع من ذي الحجة، وقيل سمي بذلك لأن الناس يعترفون فيه بذنوبهم، ويطلبون من الله أن يغفرها لهم، وأن يعفو عنهم.