+A
A-

جمعان الرويعي.. مدرسة تايروف المسرحية العريقة

يقول تايروف: “ لو سألني احد.. ما هو أصعب أنواع الفنون لقلت له فن الممثل. وعندما سألني أخر.. وما هو إذن أسهل أنواع الفنون لأجبته أيضا فن الممثل.

يؤكد قول بايروف ان فن الممثل هو الفن الذي لا يستطاع تحديده أو حفظ قواعده وأسسه، وهو ذلك أيضا ذلك الفن الذي في حاجه دائمة الى التعريف والإفصاح والى الكشف عن جوهره..أضم إلى ملاحظتي هذه قول المخرج الكبير جوردن كريج حيث يقول “ المسرح دائما في حالة تقدم وازدهار إلى الأمام، ولكن فن الممثل في حاجة إلى عدة سنوات طويلة لملاحقة هذا التقدم”.

ففن الممثل في حاجة إلى عملية المراس والاستمرار والجهد والعرق حتى يمكن النهوض به، وإذا نظرنا مثلا إلى احد عازفي البيانو ممن يمكن الاستماع إليه والإصغاء إلى عزفه وجدانيا ان عليه ليستخلص منا الرضا ان يقبع إلى التمرين الطويل الشاق..هذا في الوقت الذي لا يتطلب منه العزف الانضمام إلى اوركسترا معين. بل حتى يستطيع ان يقدم شيئا ترفيهيا كلما وجد لديه بعض الوقت للتسلية، فما بالنا بالممثل وفنه.

الممثل هو الذي يقدم بفنه الحدث المسرحي وينقله للمشاهد، والمسرح المقنع هو الذي يقدم أهم ما لديه للإقناع. يقدم الحدث المسرحي والممثل من مدرسة تاريوف يعرف باسم “ رجل الحدث النشيط” ويمكنني القول ان هذا الوصف ينطبق على الفنان البحريني القدير جمعان الرويعي الذي يصعد على خشبة المسرح ويكون هو كل شيء..لما يلقي على أكتافه من مهام تجعله الوحدة الأولى أثناء العرض المسرحي. يقول تايروف” بفن الممثل فقط ومن خلال شخصية تتضافر الشخصية الذاتية للمثل مع خامة العمل “ المسرحية” ووسيلته، ثم من الصنعة من وراء ذلك كله”.. وهو يشرح في المثال التالي الذي يثبت بها فن الممثل قائم على الممثل وحده.

جمعان الرويعي.. كمية من الطاقة الفكرية اللازمة، ومن الفنانين النادرين الذين يفصلون كليا بين شخصيته في الحياة وشخصية الدور الذي يطلع به، ممثل بارع بكل ما تحمله الكلمة من معنى... مدرسة لوحدها لها قواعدها الجادة.