+A
A-

وكيل معذّبة ابنتها يدعي أن النزيف بسبب عيب خلقي والمحامي ينفي

أرجأت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى محاكمة سيدة في المنتصف العشرينات من عمرها، والتي حرقت وعذّبت ابنتها الرضيعة البالغة من العمر 15 شهرا فقط، إذ أبلغ ضدها زوجها -والد الطفلة المجني عليها- بشأن تعمدها تعذيب ابنتهما بشكل مستمر ما تسبب لها بعاهة مستديمة تصل نسبتها إلى 10 %، لجلسة 16 سبتمبر الجاري؛ وذلك لتقديم المرافعة، بعدما أحضر وكيل المتهمة ابنتها المجني عليها وعرضها أمام المحكمة، مطالبا بإسقاط التهم عن موكلته؛ نظرا إلى شفاء ابنتها من الإصابات التي تعرضت لها، وأن حالتها الصحية جيدة بعد معالجتها في مستشفى السلمانية الطبي، مبينا أن تشوها خلقيا هو الذي أدى لنزيفها، في حين أن وكيل والد الطفلة - زوج المتهمة - أنكر ذلك الإدعاء مبينا أن النزيف حصل بسبب الإصابة التي لحقت بالطفلة وليس بسبب عيب خلقي، مطالبا باستدعاء الطبيب المعالج للرضيعة بالمستشفى العسكري وكذلك طبيب المخ والأعصاب والطبيب الكاتب للتقرير الطبي عن حالتها لسماع أقوالهم.

وكان وكيل الأب ولي أمر الرضيعة المجني عليها، قال إن موكله متزوج من المتهمة، وله منها طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، والرضيعة المجني عليها البالغة من العمر سنة و3 أشهر، وأنها حامل كانت أثناء بدء المحاكمة بجنين آخر، وهو يبلغ من العمر أكثر من 5 أشهر حاليا، مبينا أن موكله سبق وأن تقدم ببلاغ ضد زوجته، مشيرا إلى أنه في البلاغ المشار إليه كان قد اكتشف بعد عودته للمنزل إصابة رضيعته بكسر في يدها، وعندما سأل زوجته -المتهمة- أبلغته أنها سقطت أثناء تعلمها المشي وأصيبت يدها، لكنه رفض تصديق تلك الرواية التي ادعتها والدتها، لكنه ونتيجة لتدخل عدد من أفراد العائلة تنازل عن البلاغ الذي تقدم به لدى مركز الشرطة.

وأضاف أنه بعد مرور فترة من الزمن على الحادثة الأولى التي أبلغ عنها رجع مجددا للمنزل بعد الخروج للعمل، وتفاجأ بأن رضيعته مغطاة بلحاف لكامل جسدها تقريبا، وعندما سأل زوجته ادعت إليه أن ابنتهما مصابة بـ “نزلة برد قوية”، لكنه شك في الأمر أيضا هذه المرة وخصوصا عندما لا حظ أن ابنته مصابة بتشنجات، فقام بنقلها إلى المستشفى.

وبعد كشف الأطباء عليها اتضح لهم أنها مصابة بحروق في الجزء الأسفل من جسمها، وأبلغوا الشرطة بالواقعة.

وثبت بتقرير المجني عليها المعد من قبل الطبيب الشرعي بالإدارة العامة للأدلة المادية التابع للنيابة العامة، أن الطفلة مصابة بحروق من الدرجة الثانية، سطحية وعميقة، تشمل الإليتين والأعضاء التناسلية وخلفية الفخذين وأجزاء من الساقين.

كما جاء في التقرير أن أم الرضيعة المجني عليها تدعي أن الحالة بدأت من أن ابنتها كان لديها ارتفاع في درجة الحرارة، فما كان منها إلا أن حاولت وضع الجزء السفلي من ابنتها تحت صنبور المياه، ولأنها لم تلاحظ أن المياه كانت ساخنة، فقد أصيبت الطفلة -حسب رواية الأم- ما دعاها لوضع مرهم وزيت الزيتون وأوراق الشاي على موضوع الحرق.

وجاء في التقرير أيضا أنه بعمل أشعة للطفلة، تبين وجود كسر بعظمة العضد بالقسم القريب، وبه تكلسات عظمية (كسر قديم) وبعمل أشعة مقطعية تبين وجود تجمع دموي تحت الجافية.

يذكر أن الأم أنكرت أمام النيابة والمحكمة تعمدها إصابة الطفلة، أو تعمد تعريض حياتها للخطر، وأقرت بأن الحروق التي وقعت لابنتها تمت عن طريق الخطأ، كما نفت أن تكون قد تعمدت الإيقاع بابنتها مما تسبب في إصابتها بعدة إصابات في الرأس، وقالت إن الطفلة وقعت من الدراجة فانتفخت مقدمة رأسها.

وكانت النيابة العامة قد أمرت بإحالة الأم المتهمة للمحاكمة على اعتبار أنها في غضون العام 2018:

أولا: أحدثت عمدا عاهة مستديمة في المجني عليها، بالاعتداء على سلامة جسمها، وسكب ماء ساخن عليها مما أحدث بها تشوهات في الأعضاء التناسلية والجزء السفلي، وفقد العظم نتيجة عملية تفريغ تجمع دموي وقدرت نسبة العاهة بـ 10 بالمئة.

ثانيا: عرضت حياة المجني عليها للخطر، ونتج عن ذلك إصابتها بعاهة مستديمة.