+A
A-

البوح بالكتابة

عندما تضغطنا الحياة فهذا مؤشر ارتفاع نسبة الطاقة السلبية التي هي بحاجة للانطلاق من قفص العقل الباطن، فحياتنا مليئة بالصور والأحداث المتنوعة التي تمر في حياتنا اليومية سواء شعرنا بذلك أو لم نشعر، وجسمنا يخزن كل ذلك في عقلنا اللاواعي، ونصاب إثر ذلك بتخمة الأفكار التي تحتاج للانطلاق من أسرها.

وحتى لا تشكل ضغطا مستمرا يؤثر على الحالة النفسية، تتعدد وسائل التنفيس عن الأفكار، فهناك من يتحدث طويلًا مع الأصدقاء؛ لأنه وجدها الوسيلة الأنسب للتنفيس شفهيًا عما بداخله، ولكن هل فكرنا بالبوح بالكتابة؟ إنها نوع أطلق عليه علماء النفس “الاستشفاء بالكتابة” حين يطلبون من الفرد أن يفرغ كل أفكاره بكل دقائقها وتفاصيلها التي تؤرقه على الورق، وتحديد تلك التفاصيل المزعجة، المؤلمة، الضاغطة والمتغلغلة في الدماغ والمسيطرة كهواجس دائمة على النفس.

إن الكتابة هي جزء من الحياة والقنطرة التي تعبر من خلالها النفس نحو إيجابياتها، لذلك كان معظم الكتاب والروائيين العالميين يعبرون عن حاجتهم للكتابة بأنها جزء من حياتهم ووسيلة للتعبير عن دواخلهم، وأسلوب علاج مكثف للخلاص من الاكتئاب.

إحدى الروائيات وهي جينيفر إيغان تعبر عن الكتابة بقولها “حين لا أكتب يجتاحني شعور بفقد شيء ما، إذا طالت بي الحال تزداد الأمور سوءًا وأصاب باكتئاب”، ويعبر ديفيد بالداتشي بقوله “لو كانت الكتابة جريمة، لكنت الآن في السجن، لا يمكن ألا أكتب، فالكتابة قهرية”.

وهناك من يعتبر الكتابة هي السيطرة على الأفكار كما عبرت الروائية ميغ والتزر “أنت لا تستطيع السيطرة على الآخرين، على علاقاتك، أو على أطفالك، لكن في الكتابة تستطيع أن تحصل على فترات متصلة تكون فيها المسيطر تمامًا”.

 

محمد يوسف العرادي