+A
A-

عسيري: قادرون على مواجهة العدوان الإرهابي

العلاقات مع البحرين أخوية أبدية تاريخية

السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه التجاوزات العدائية المتكررة

“النقطة الواحدة” ستسهم في اختصار 50 % من الإجراءات والجهد

حجم التبادل التجاري بين البحرين والسعودية يبلغ 27 مليار ريال

الاستثمارات السعودية في البحرين زادت 51 % في الأعوام الماضية

المجلس التنسيقي السعودي البحريني خطوة لتحقيق التكامل الثنائي

 

رفع القائم بالأعمال بالإنابة في السفارة السعودية ظافر عسيري أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي صاحب السمو الملكي ولى عهده الأمير محمد بن سلمان، وإلى الأسرة الحاكمة والشعب السعودي الكريم؛ بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.

وأكد عسيري أن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هي مناسبة غالية علينا جميعا، نستلهم منها القصص البطولية التي سطرها المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله)، الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكا بعقيدته، ثابتًا على دينه والذي وحد الصف ونشر الأمن والأمان والاستقرار في ربوع المملكة، وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده، وصولًا إلى عهد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وقال عسيري في حوار مع الصحافة المحلية بمناسبة اليوم الوطني السعودي “لا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى عاهل البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وإلى جميع المسؤولين والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في مملكة البحرين على ما تلقاه سفارة السعودية ومنسوبيها من رعاية وتقدير واهتمام”. وفيما يلي نص الحوار:

كيف تقيمون العلاقات البحرينية السعودية؟

العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين علاقة أخوية أبدية تاريخية تشهد تطورًا مستمرًا على كل المستويات؛ انطلاقًا من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما بفضل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وروابط الأخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب ووحدة المصير والهدف المشترك التي تجمع بين شعبيهما.

ولا شك أن الاهتمام المتنامي من قبل القيادة السياسية في المملكتين يؤكد عمق العلاقة والتطور في مجالات التعاون بين البلدين ويشكل حافزًا كبيرًا للارتقاء بشكل العلاقات الثنائية وتعدد مجالاته في المستقبل بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين.

وعلى الصعيد السياسي، شهدت العلاقات بين البلدين حجمًا كبيرًا من التنسيق في المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث يتبنى البلدان رؤية موحدة بضرورة وجود حل عادل يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة ودعم عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى إيمانهما بضرورة دفع الجهود نحو استقرار الأوضاع في دول المنطقة والعالم فضلًا عن التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار المشترك وتفعيل العمل الدولي والخليجي والعربي المشترك.

في ظل العلاقات الأخوية الراسخة بين المملكتين، كيف تقيمون العلاقات الاقتصادية؟

إن حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البحرين والسعودية تعكس عمق وقوة العلاقة الخاصة بينهما والراسخة جذورها عبر التاريخ؛ فالسعودية تأتي في مقدمة الشركاء التجاريين للبحرين من بين الدول العربية والخليجية، والأولى عربيًا من حيث التدفقات والاستثمارات المباشرة في البحرين.

دائما العلاقات السعودية والبحرينية في ازدهار، فقد زادت الاستثمارات السعودية في البحرين خلال الأعوام الماضية بنسبة 51 %، والتعاون في جميع الاتجاهات والقطاعات وعلى جميع الأصعدة ينمو وبصورة متسارعة بين البلدين، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البحرين والسعودية 27 مليار ريال، ومن المتوقع أن يبقى الرقم ثابتًا في السنة المقبلة، كما أن الغرف التجارية في المملكة العربية السعودية، وغرفة تجارة وصناعة البحرين على تواصل دائم وفعال؛ من أجل المضي قدما في تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة.

وتشكل الصادرات السعودية ما نسبته 40 % بينما تشكل الصادرات البحرينية السعودية ما نسبته 60 %، وتمثل المواد المعدنية والمنتجات الزراعية والحيوانية والمشروبات والمواد الكيميائية والبلاستيكية غالبية المنتجات في التبادل التجاري بين البلدين.

وفي إطار الدعم الخليجي للبحرين الشقيقة تسهم الرياض مع الإمارات والكويت في دعم برنامج التوازن المالي لمملكة البحرين.

الجانب الاقتصادي، يمثل أبرز مجالات التعاون بين البلدين وتعد المملكة الشريك التجاري الأول للبحرين. وقد كان لتوجيهات قيادتي البلدين دورا بارزا في تعزيز ودعم التعاون الذي جسدته المشروعات المشتركة وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين.

التطورات بشأن تطبيق مشروع “النقطة الواحدة” على جسر الملك فهد؟

يعتبر مشروع النقطة الواحدة من أهم المشاريع على جسر الملك فهد وسوف يسهم في انسيابية الحركة وتسهيل عملية التنقل للمسافرين والبضائع ويختصر الإجراءات والوقت والجهد، كما أن آليات التخليص الجمركي الجديدة ساهمت باختصار الوقت، إذ كان التخليص الجمركي في السابق يستغرق أياما، أما الآن فيستغرق تفويج الشاحنات بضع ساعات، وأن العمل جار على استكمال هذا المشروع وتحديد الإجراءات بهدف تسهيل التنقل بين البلدين، والتي ستسهم في اختصار 50 % من الإجراءات والجهد.

بشأن إنشاء مجلس التنسيق السعودي البحريني، ما تعليقكم؟

يعتبر إنشاء المجلس التنسيقي السعودي البحريني خطوة جديدة في إطار العلاقات الأخوية والتلاحم القوي بين البلدين الشقيقين في تطوير التنسيق وتعزيز آليات التعاون الثنائي على جميع الأصعدة. وله أهمية في تعزيز التنسيق والتعاون المشترك وتحقيق التكامل الثنائي؛ ليشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والعسكرية والأمنية، في إطار ما يربط المملكتين الشقيقتين من علاقات تاريخية راسخة ومتميزة.

السعودية تولي القضية الفلسطينية اهتماماتها على المستويات كافة، حدثنا في هذا الشأن؟

إن القضية الفلسطينية تحتل مكان الصدارة في اهتمامات السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله) حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتوليها اهتماما خاصا باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، فقد تقدمت الرياض بمبادرة سلام تبنتها قمة بيروت في العام 2002، وحظيت بموافقة العالم الإسلامي في قمته الاستثنائية في العام 2005 في مكة المكرمة، إذ وضعت مبادرة السلام العربية خارطة طريق للحل النهائي، لجميع قضايا النزاع، وفي إطار حل الدولتين، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية ذات الصلة، وكذلك تقدم المملكة الدعم والمساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية وغيرها) ففي الشأن الداخلي الفلسطيني، قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رحمه الله) بتوجيه بدعوة الفصائل الفلسطينية لحضور اجتماع المصالحة الفلسطيني في مكة المكرمة 2007 للوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية، وتوجت تلك الاجتماعات بـ “اتفاق مكة”.

ودعما لقضية فلسطين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تسمية القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين في أبريل 2018 بـ “قمة القدس”.

كما أصدرت المملكة العديد من البيانات التي تستنكر فيها الأعمال العدوانية التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته كان آخرها إدانتها وشجبها ورفضها القاطع لما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نيته - إذا فاز بالانتخابات الإسرائيلية - ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة العام 1967، معتبرة هذا الإجراء باطلا جملة وتفصيلا، ودعت إلى عقد أجتماع منظمة التعاون الإسلامي على مستوى وزراء الخارجية.

الموقف حيال الأزمة بين الدول المقاطعة ودولة قطر، والوساطة الكويتية لحال هذه الأزمة؟

في هذا الشأن دائمًا ما تؤكد الدول الأربع المقاطعة (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) تمسكها بمطالبها تجاه إلزام دولة قطر بتنفيذ تعهداتها السابقة ووقف تمويلها ودعمها للإرهاب وإبراز حسن النوايا مع جيرانها وإنها أزمته السياسية، كما تقدر الدول الأربع جهود الوساطة الكويتية التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل هذه الأزمة.

بماذا تحدثنا عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف شركة “أرامكو”؟

إن المملكة العربية السعودية قادرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه، وكذلك اتخاذ جميع الإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها. وإن السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه التجاوزات العدائية المتكررة وستتخذ الإجراءات اللازمة وفقا للقانون الدولي.

هل لنا أن نتطرق إلى إنجازات السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين؟

إن الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين والمنجزات التي تحققت خلال السنوات الماضية من إصلاحات ومشاريع متنوعة وخطط المستقبل التطويرية لبناء الدولة الحديثة على أسس عصرية من خلال مشروعات اقتصادية واجتماعية لتقف المملكة في مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم من خلال إقرار رؤية المملكة 2030.

كما كان المواطن السعودي في أول اهتمامات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وتلمس حاجاته وتوفير الخدمات وتسهيل إجراءاته وأهمية مساهمة ومشاركة المرأة السعودية في عملية البناء والتطوير في البلاد.

كما أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين دشنت وحققت العديد من الإنجازات والمشاريع العديدة على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي منها تنموية واقتصادية واجتماعية سياسية كان لها الأثر الإيجابي على الوطن والمواطن من هذه الإنجازات على ىسبيل المثال لا الحصر:

ماذا عن رؤية السعودية 2030؟

رؤية المملكة العربية السعودية 2030 توكد الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، نحو التطور والبناء والتنمية نحو مستقبل مشرق، إذ تعتبر خارطة طريق تنموية اقتصادية متكاملة تمكن السعودية من تحقيق قفزات جبارة وتنقل الإدارة إلى مصاف عليا من التطور والرقابة وتستقطب الاستثمارات الأجنبية وتحقق أرباحا كبيرة للخزينة العامة للدولة، وهي وليدة التصميم والإرادة والفكر الإستراتيجي الذي يتحلى به سمو ولي العهد وتعكس حرص قيادتنا الرشيدة على التطوير المستدام في مختلف الجوانب الاقتصادية والعلمية والبحثية وعلى ضمان مستقبل رغيد لأبناء الوطن وشبابه، خصوصا في إطار من الشراكة الوطنية وخلق مزيد من فرص العمل والحد من الفساد، أن مستقبل التنمية في السعودية يحمل الكثير من المتغيرات وتحققت الكثير من المبادرات الناجحة في التنمية الاقتصادية وتواصل العمل على تطبيق مبادرات برنامج التحول الوطني ضمن رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع موارد الاقتصاد والاعتماد بشكل أكبر على تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وزيادة نسبة الاستثمار الأجنبي وتفعيل دور المرأة السعودية المهم وبقوة في مختلف المجالات بالعمل كشريك في التنمية الشاملة التي تعيشها السعودية، وأن دور المرأة السعودية مهم وفعال جدا.