+A
A-

مضادات “الإعلام الوطني الحر” تنصب منصاتها للتصدي للفتنة والتحريض

ارتفعت وتيرة التحذير من مخاطر الإعلام المأجور وآثارها “الهدامة” في ندوة جماهيرية نظمتها جمعية ميثاق العمل الوطني، فيما كانت التساؤلات حول ما الذي يمكن فعله إزاء هجمات منصات إعلام الفتنة والتحريض التي تستهدف مملكة البحرين أو منطقة الخليج العربي، غير أنه مع تفاوت المحاور والتحليلات والاستنتاجات، إلا أن الاتفاق المطلق تركز على رفع الوعي المجتمعي من جهة، ورفع الأداء الإعلامي الوطني من جهة أخرى.


إعلام حر في مواجهة “متآمر”
الندوة التي نظمتها لجنة السياسات العليا بجمعية ميثاق العمل الوطني تحت عنوان: “معًا ضد الإعلام المأجور” مساء الإثنين 14 أكتوبر الجاري في فندق “ذا غروف أمواج” لمناقشة دور الإعلام الحر في مواجهة الإعلام المتآمر على ثوابت الوطن العربي، قُسّمت إلى جلستين، شارك في الجلسة الأولى رئيس تحرير صحيفة البلاد مؤنس المردي، ومدير إدارة وسائل الإعلام بوزارة شئون الإعلام يوسف محمد، والإعلامية إيمان مرهون، واستشاري الطب النفسي بمستشفى سيرين للطب النفسي عبدالكريم مصطفى وأدارها كل من محمد طلعت عبدالعزيز وأميرة الحسن، أما الجلسة الثانية فشارك فيها كل من النائب السابق جمال داوود، والإعلامي فواز العبدالله، والمتخصص في العلاقات العامة والإعلام أشرف المرزوق، وأدارها الزميلان أسامة الماجد وسماح علام.


تهنئة بسلامة سمو رئيس الوزراء
 قدّم محمد طلعت عبدالعزيز نبذة عن تأسيس جمعية ميثاق العمل الوطني وأهدافها، وتناول في كلمته التمهيد للندوة بالإشارة إلى ما يقوم به إعلام بعض الدول ذات الأطماع الاستعمارية بهدف قلب أنظمة الحكم المستقرة في الدول العربية عامة وفي دول الخليج العربي خاصة، وتطوير أدواتها الإعلامية المأجورة في حال لم تتمكن الأدوات التقليدية من تحقيق أهدافها، وزعزعة الأمن الداخلي في الدول العربية.


 وأضاف أننا نتساءل في هذه الندوة، عن الدور الريادي لوسائل الإعلام بشتى وسائله ومنهجه في تحقيق أهدافه المرسومة، ممهّدًا لكلمة رئيس المكتب السياسي لجمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة الذي عبر عن ترحيبه وشكره للحضور، منتهزًا الفرصة نيابة عن الجمعية للتقدم إلى مقام رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة نجاح الفحوصات الطبية التي من الله بها على سموه بنعمة الصحة، قائلًا: “نبارك سلامة سموه ونهنّئ أنفسنا والبحرين قاطبة على نعمة الصحة، ويسعدنا أن نرفع التهاني إلى أفراد أسرته الكريمة بدوام الصحة لسموه ليبقى ذخرًا وسندًا لشعبه الوفي”.


 وتابع أن باكورة موسم الجمعية السياسي والثقافي ببرنامج حافل بالأنشطة والفعاليات المختلفة، يبدأ بهذه الندوة بعد ركود عانت منه غالبية الجمعيات السياسية، وبمبادرة من قبل أعضاء فعّالين في الجمعية بدأنا الخطوة الأولى ممثلة في هذه الندوة تتلوها خطوات أخرى نأمل أن تكون منطلقًا لعمل حافل بالإنجازات، يعيد للجمعيات السياسية حيويتها ويكون حافزًا لجمعيات أخرى بالتحرك حسب المساحة المتاحة، لاستعادة بريق العمل السياسي في البلاد.


مؤنس المردي: صراع بين فكر متزن وآخر هدّام
 استهل رئيس تحرير البلاد مؤنس المردي الجلسة الأولى قائلاً إنه حين نتكلم عن الإعلام المتزن فتعريفه يأخذ عدة صياغات، فالكل يرى إعلامه هو المتزن، أما الكلمة المتزنة فهي التي تبني وتصنع ولا تهدم، واليوم، نعيش في وضع إعلامي مضطرب ومخز في الوقت نفسه مع شديد الأسف، فهناك من يريد هدم ما بنته الأجيال والأوطان، وقد رأينا كيف يعمل إعلام الهدم لتفريق المجتمعات وزرع الفتنة، ولحسن الحظ، فهناك فكر متزن يصد هذه الأفكار الهدامة، ذلك لأن الصراع بين الفكر الهدام والفكر المتزن سواء في الإعلام أو في أي وسيلة أخرى هو صراع أبدي، كان موجودًا وسيبقى إلى قيام الساعة، وهذا الموضوع هو موضوع صراع الخير مع الشر.


 ولفت إلى أن تشعب الموضوع جاء وفق تشعب وسائل الإعلام، لذلك نرى الكلمة الهدّامة صوتها عال، ولكن من يريد أن يزرع الخير يبني بصمت، ثم أن الصحافة المأجورة كان لها حملاتها في المنطقة الخليجية التي تعرضت منذ ستينات القرن الماضي لمثل هذه الحملات، فهناك أقلام مسمومة تهاجم الدول الخليجية، والمملكة العربية السعودية تعرضت لأكبر هجمة لمركزها الإسلامي والحضاري، وتبعتها دول الخليج الأخرى.


وتطرّق المردي إلى ما تتعرّض له دول الخليج من هجمات تلك الأقلام، فمنذ تسعينيات القرن الماضي، كان هناك صحف عربية تهاجم الخليج العربي من بريطانيا وفق حرية إصدار المنشورات والتعبير هناك، وقد تغير الوضع اليوم والمنصات اختلفت لكن بقيت الأقلام والفضائيات التي تهاجم المنطقة الخليجية تقوم بذات الفعل، وساق مملكة البحرين كمثال حيث ابتلت بهذه الأقلام المأجورة في العام 2011 سواء أكانت داخل البحرين أم خارجها، وهناك من استغل حرية الرأي في هذا الجانب بناءً على كلمة حق يراد بها باطل، علاوةً على أن هناك من يريد هدم مكتسبات الوطن ومقدرات المجتمع البحريني.


حملات ضد السعودية
واستدرك بالقول: “ولله الحمد، هناك أقلام وقفت في وجه ذلك المد الهدام وعرّته وستبقى الحرب قائمة ونراها تتغير وتتغير أساليبها وينبغي معرفة كيف تتغير الأساليب لمعرفة التعامل معها مستقبلًا، فهناك جيش من الإعلاميين للأسف عربًا وغير عرب يريدون الشر لمنطقة الخليج ومملكة البحرين، وهناك حملات تثار في أوقات معينة، وهذا يعطي انطباعًا بأن هناك المزيد قادم، فأمامنا حملات ضد المملكة العربية السعودية بما تشهده من تغييرات والكل يشهد لها بالبنان، لكننا نرى بعض الأقلام العربية زادت على الأقلام الأجنبية في مهاجمة السعودية، وأطرحها كمثال كونها كيانًا مهمًّا وهي تمثل الإسلام وتمثل الخليج، ومع أن السهام انشغلت عن البحرين لكن نراها موجهة للمملكة العربية السعودية، ومع ذلك، فإن ما يفرحنا هو أن هناك مجموعة من الشباب الواعين والمستعدين لهذه الحملات الكاذبة والهدامة على مملكة البحرين وصدها، ورأيناها في 2011 ونراها اليوم سنراها في المستقبل”.


... حتى لا ننخدع!
وأشار إلى أنه من بداية تأسيس الصحافة في البحرين منذ الخمسينات، كان أساسها الوعي، وهي رسالة نحملها اليوم بأمانة على قاعدة راسخة، ولذلك قلت أنه في العام 2011 خرجت أقلام بواعزها الوطني للدفاع عن البحرين، وحتى لو رجعنا إلى أحداث منتصف التسعينات، كانت هناك مجموعة من الأقلام دافعت عن البحرين بوعي متأصل فيها، والزمن اليوم متسارع ويلزم أن نفهم كيف سيأتينا المد في المستقبل نهيئ أنفسنا حتى لا ننخدع”.


 غير أن المردي اختصر المطلوب مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية هي أكبر “ماكنة” إعلامية بصحفها ومحطاتها وقنواتها، ولكن لديها إعلام آخر وهو صناعة الأفلام في “هوليوود” وتصرف عليها تريليونات الدولارات لإيصال رسائل للعالم أجمع، فهذا أمر أوصل أميركا لما وصلت إليه اليوم وهو جزء كبير من إعلامها سواء في الإعلام التقليدي أو الحديث، في حين أن إعلام المنطقة العربية يركّز على الإعلام التقليدي القديم بلغة إعلامية منتهية الصلاحية ولابد من تجديدها، فأحداث العالم العربي في العام 2011 تؤكد أن كثيرًا من الدول لم تصمد أمام الموجة الإعلامية الحديثة.


يوسف محمد: البحرين تمضي بثقة
 من جهته، تناول مدير إدارة الإعلام بوزارة شئون الإعلام يوسف محمد الحديث عن مفهوم الإعلام المأجور من ناحية أن أي وسيلة لها أخلاقيات وقيم، فالإعلام له أخلاقياته وقيمه ودوره في تنوير المجتمع في التوعية والتثقيف والترفيه والتغيير في الرأي العام، لكن حين نضيف “الإعلام المأجور” تسقط هنا كل تلك القيم، فالإعلام المأجور هو المسيء والموجّه وخلفه الكثير من الأشياء التي تجعله مختلفًا عن الإعلام الحقيقي الصادق المستنير والذي يعزّز دوره في المجتمع.


 وأكد ضرورة ألا نجاري الإعلام المأجور، فمن المهم أن نوعّي أنفسنا وأولادنا فهذا الإعلام يجعلنا نتساءل: “ماذا فعلنا لمواجهة هذا الإعلام لنحصّن أنفسنا؟”، وهنا لابد من أن نثق في قدراتنا وإنجازاتنا ومكتسباتنا وألا نلتفت للإشاعات والتضليل، فالبحرين تمضي بقوة بناءً على إيمان أبناء البلد، وعلى الرغم من كل الإعلام السيئ ضد البحرين، فهي تمضي بثبات ونترك خلفنا الادعاءات والأكاذيب عبر ثقة أبناء البحرين بقيادتهم وبأنفسهم وبإعلامهم فهذا جزء أساسي لكي لا ندير لهذه القنوات المضللة بالًا ويجب ألا ننزل إلى مستواها.


إيمان مرهون: قصة الحسناء الفاتنة
وتساءلت الإعلامية إيمان مرهون: “هل نحن ضد الإعلام المأجور أم ضد الإعلامي المأجور؟ وهل المشكلة في القنوات الإعلامية التي تستقطب إعلاميين لديهم الاستعداد لأن “يقولون” مقابل ما يدفع إليهم، أم هي القنوات الإعلامية التي تريد ذلك؟”.


 وساقت مثلًا لإحدى الإعلاميات (بدون ذكر أسماء)، وهي في تخصص لا علاقة له بالسياسة ولا بالقنوات فهي “جميلة فاتنة ممشوقة القوام”، وترغب فيها أي قناة إعلامية، فتلقفتها إحدى القنوات الإعلامية التابعة للمملكة العربية السعودية، وبزغ نجم هذه الإعلامية حتى وصل إلى كل أرجاء الوطن العربي، وفي إحدى تغريداتها، سواء أكانت تلك التغريدة مقصودة أم غير مقصودة، هبط نجم هذه الإعلامية، وانتقلت مباشرة من هذه القناة المحسوبة على المملكة العربية السعودية، إلى قناة أخرى مناهضة للسعودية وأصبحت تقول ضد السعودية عندما دفع لها الأجر الأكثر فهل هي المأجورة أم القناة هي المأجورة؟.


وتواصل بعد هذه القصة: “ولذلك، فالإعلام المأجور أو الإعلامي المأجور هو اسم “مفعول” وليس “اسم فاعل”، فالاسم المفعول هو من يقع عليه الفعل، فالإعلامي المأجور أو الإعلام المأجور يقوم بفعل معيّن مقابل مبلغ، وكلما دفعت أكثر كلما تكلمت! وكلما زاد المبلغ كلما تحدث أكثر، وهناك من القنوات من “تدفع أكثر”، وأنا ضد الإعلامي المأجور الذي حين لا يحصل بيئة خصبة في هذه القناة، سيجدها في قناة أخرى.


 من جهة أخرى، حذّرت إيمان من وسائل التواصل الاجتماعي وبصوت عال، لتقول: “وأنا أول من أحذر هم أبنائي لأن الجيل الشاب هو الأكثر انصياعًا مع الأسف الشديد لكل ما تبثه وسائل التواصل الاجتماعي”.


عبدالكريم مصطفى: نتيجة صادمة
واختصر استشاري الطب النفسي عبدالكريم مصطفى جوهر حديثه بالإشارة إلى دراسة أجرتها جامعة مرموقة في الولايات المتحدة الأميركية، فقد قام 3 من الباحثين بإجراء بحث لمعرفة أثر المعلومة الخاطئة أو الكاذبة وأثر المعلومة الصادقة، وكفاءة كل معلومة وكيف تصل للمجتمع، وكانت النتيجة صادمة حيث إن الإنسان هو أسوأ من الآلة أو الروبوت في نشر المعلومة الخاطئة، وإن هذه المعلومة تتفوق على المعلومة الصادقة بنسبة 70 % في انتشارها، من ناحية العدد والمسافة والمساحة والتأثير، ولكي تنشر معلومة صادقة على مستوى 1500 متلق فأنت تحتاج 6 أضعاف المجهود الذي تبذله في نشر المعلومة الكاذبة، لأن نشر الأكاذيب سهل جدًا مقابل نشر المعلومة الصادقة، وهذا يدعونا لأن نقوم بدور فاعل وليس كرد فعل، بل يكون لنا الفعل في مواجهة هذه الأكاذيب لخطورة نشرها، والمجتمع البحريني بالطبع في حاجة إلى المزيد من التنوير لصد المعلومات الكاذبة ليكون حذرًا في مواجهة أي نوع من المعلومات.


وقائع الجلسة الثانية
نوّه الزميل أسامة الماجد في تقديمه للجلسة إلى أن الجلسة الأولى غطت الكثير من الجوانب، لكنه انتقل إلى حقبة “الخراب العربي”، حيث ابتليت دولنا بالإعلام الموجّه.. الإعلام المأجور.. مهنته التحريض والاستفزاز وهو يستقطب عادةً الخونة والمرتزقة لتسميم العقول بالأكاذيب والفبركات، ونحن في البحرين قد عانينا من هذا الإعلام المأجور حيث رصدت الكثير من القنوات للنيل من البحرين مرة بسم حقوقي ومرة بسم ناشط سياسي ولكنها في الحقيقة مجرد بوق للأعداء، فيما تناولت الزميلة سماح علام في تقديمها الحديث حول أن كل مهنة في المجتمع، لابد ولها أخلاقيات وسلوكيات متعارف عليها، وقد تكون مبادئ ومعايير يضعها التنظيم المهني، وهنا تبرز أهمية الإعلام في الرسالة الإصلاحية والتنويرية والتثقيفية التي تنمي وعي الإنسان، إذن نتحدث عن رسالة تنموية تنمي لا تهدم..تصحّح لا تسيء.. تغير لا تضيع.. توحّد لا تشتت.. فهل حلم الرسالة الرفيعة من هذا الطراز قابل للتحقيق؟ الرسالة.. القيمة والأثر، كيف تتحقق هذه الصناعة؟ صناعة حائرة بين إعلام موجه وماكنة دعائية ورأس مال متحكم وهنا نتساءل: “كيف تتشكّل الرسالة الإعلامية الرصينة؟”.


 وقد تحدّث النائب السابق جمال داوود مستهلًا بهذه السطور: “في حقيقة الأمر، وهذا منذ سنوات طويلة، ومنذ العام 1997 عند عقد أول اجتماع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية حول كيفية التعامل مع البث الفضائي في ذلك الوقت، وآنذاك كان الحديث عن مقترح لإعداد معاهدة دولية أو اتفاقية دولية من أجل تنظيم عملية نقل الأخبار والمعلومات في مجالات واسعة، واستمر العمل حوالي 5 سنوات، ونوقشت في جامعة الدول العربية، ولكن المشكلة هي أن التفاعل والعمل الواقعي الميداني أسرع من أن يصدر فيه تشريع”.


 وأضاف: الجانب الآخر في التشريعات الوطنية مثل قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر رقم 47 الذي صدر في العام 2002 مع صدوره واجه رفضًا شديدًا من جانب المعنيين من صحافة ودور نشر ومكتبات وكل من يعنيهم التصنيفات الأربع: المقروء والمسموع والمرئي والإلكتروني، ومنذ ذلك الوقت نقول: “يا جماعة اصبروا فالقادم أمر أكبر، والقانون مهم لأن نحمي العمل الإعلامي والصحفي بجميع أنماطه وتوسعاته وتطوره القادم”، وهذا في بداية الألفية.


كم ستدفعون لنا سنويًّا؟
الإعلام المأجور من لفظه ولغته هو مدفوع الأجر، والحديث لداوود، وكلما دفعت أجرًا أكبر يكتب لك ما تشاء، وهذه الممارسة ليست وليدة اليوم، بل منذ الحرب الباردة بين أميركا والاتحاد السوفيتي، وفي ذات الوقت، شهدنا في البحرين هجمات كبيرة خصوصًا مع الأزمة التي سببتها قطر في الثمانينات على جزر حوار ومحكمة لاهاي وكنا نواجه الهجوم الصحفي ونحاول التعامل معها بالحقائق، وبالفعل كشفنا الكثير من المغالطات، بل في أيام المرحوم طارق المؤيد، كانت بعض الصحف في أوروبا تهاجم البحرين، وعندما زرنا بعض تلك الصحف لنشرح المعلومات قالوا لنا: “كم ستدفعون لنا سنويًّا؟”.


وتساءل.. كيف نصل إلى مرحلة نحاسب من يتجاوز حدوده في النشر والمعلومات غير الصحيحة؟ ويجيب بالقول.. بحكم التشريعات الموجودة اليوم لو طبقنا القوانين وجعلناها نافذة وحاسبنا من يقوم بمثل هذه الأعمال، فمن الممكن الحد من الأساليب المنتشرة التي ليس لها أي قيود، والحاجة اليوم أكبر لقانون الصحافة والنشر.


أما الإعلامي فواز العبدالله فركّز على تثقيف أولياء الأمور وكذلك الأبناء، فاليوم، وسائل الإعلام والفضاء المفتوح وقنوات اليوتيوب بمشاهداتها العالية يشاهدها أبناؤنا فمن يؤهلهم ويسهم في توعيتهم؟ وأقول.. البيت بالمرحلة الأولى وهم أولياء الأمور لدورهم الأساسي، وهم أنفسهم في حاجة للتثقيف أيضًا لكي يثقفوا الجيل القادم، ومن المهم تعليم أفراد الأسرة على الانتقاء السليم، كذلك على الجانب التربوي في المدارس، لابد من مراجعة وتجديد المنهج لتوعية الطلبة بالإعلام لا سيما في المرحلة الابتدائية فهي أخطر مرحلة، وكما نعلم، فإن الإعلام يتطوّر ساعة بعد ساعة واليوم عالم الشهرة في اليوتيوب يستقطب الفئات العمرية ما بين 8 سنوات إلى 15 سنة، ولهذا نشدّد على الوعي الثقافي والديني، وبعد ذلك قس ما يقدمه الإعلام المحلي والرسمي والصحافة البحرينية وغيرها، وكيف نعمل لتحصين المجتمع.


 واختار المتخصص في العلاقات العامة والإعلام أشرف المرزوق نقل تجربته، وعلى شاشة العرض تحدث عن شعارات بعض القنوات فمعظمها يحاول صنع هوية أو شعار، ومن خلاله تعرف نفسها الجمهور بغض النظر عن مصداقية هذا الشعار من عدمه، ووجّه سؤالًا للحضور: “لو أردنا اختيار شعار للإعلام المأجور فماذا سنختار؟” وتنوعت الإجابات بين: “البزنز.. الإعلام المأجور.. شعاره من يدفع أكثر”، ثم استطرد في الحديث عن جوانب مختلفة تشرح أساليب الإعلام المأجور وكيفية مواجهتها.