+A
A-

مدرب الغوص البلوشي: أحلم بالغوص في بحار المكسيك والمحيطات

الطموح هو أول خطوة للنجاح، تليها الأفعال وعند تحقيق هدف يبرز هدف آخر وطموح جديد، ولتحقيقه ستواجه صعوبات ومشقات قد تحول دون تحقيق هدفك، ولكن لذة النجاح تنسيك ما مررت به لتعيش لحظة الفوز. هذا ما التمسناه في لقائنا مع محمد عبدالله البلوشي، والبلوشي موظف في شركة دلما مارين، يعمل مدربًا للغوص ومدرب قبطان بحري متقدم. بدأت قصته مع البحر والغوص قبل 22 سنة، حيث بدأ رحلته كهاوٍ ومرافق لوالده في رحلاته البحرية، ثم حولها مهنةٍ احترفها حتى تمكن منها وعلمها ولم يكتفِ بالغوص، بل تعلم قيادة القوارب وحصل على الرخص التي تتيح له ممارسة هذا النشاط وتعليمه. كرس ولم تقف طموحه إلى هذا الحد.  وفي ما يلي نص الحوار:

كيف بدأت مسيرتك وشغفك بالغوص؟

كانت خبرة والدي في البحر بالصيد والملاحة والغوص، وكان لحرص والدتي على تعلمي مهارات وهوايات جديدة دور في بدء مسيرتي في الغوص. بدأ هذا الشغف في العام 1997 كنت أعيش آنذاك في جدة قريبا من شواطئ البحر الأحمر وخلال إجازة الصيف، حيث رافقت والدي في رحلة من رحلات الغوص، وكانت أول مرة أشاهد فيها جمال البيئة البحرية، ومن تلك اللحظة أحببت الغوص وحرصت على شغل وقت فراغي فيه.

 

كيف وجهت اهتمامك المهني إلى الغوص؟

رغم دراستي الحقوق، إلا أن شغفي بالغوص كان أكبر. بدأ ذلك في العام 2004 أثناء التحاقي بدورة الغواص المنقذ، إذ عززت لدي القدرة على الاهتمام بالأشخاص وإنقاذهم سواء فوق أو تحت الماء، مما دفعني إلى احتراف الغوص كمهنة. وبعد عام التحقت بدورة مرشد الغوص، وخلال فترة الدورة تذوقت لذة التعب والكفاح والتضحيات لتحقيق الطموح والأهداف. وقبل عملي في شركة دلما مارين كمدرب غوص عملت مراقبًا للأمن حتى العام 2014.

 

حدثنا عن خبرتك في تدريب الغوص؟

بدأت التدريب منذ 2016، أرسلتني شركة دلما مارين لأصبح مدرب غوص معتمد من منظمة PADI (اتحاد مدربي الغوص المحترفين) لأنقل هذه المعرفة لوطني. وحتى اليوم دربت 450 غواصًا على مختلف مهارات ومستويات الغوص. وأكثر الدورات طلبًا هي دورة المياه المفتوحة، إذتعتبر أول خطوة لأي غواص. إضافة إلى ذلك، نجحت في تخريج 25 مرشد غوص خلال 3 سنوات من تدريبي للغوص.

 

ما رخص التدريب التي تحملها؟

10 رخص معتمدة من منظمة PADI للغوص ومنظمة RYA لتعليم الملاحة البحرية، منها: مدرب غواص كبير الغواصين، ومدرب تخصصي أعماق، ملاحة، بحث وانتشال، حطام، صيد اللؤلؤ التي أحملها من بين 4 أشخاص في البحرين وفي العالم. أما بالنسبة إلى رخص RYA، فأحمل رخص مدرب قبطان بحري متقدم معززة للإبحار التجاري، مدرب اسعافات أولية، وأسعى للحصول على ما هو أعلى في هذا المجال.

 

ما الذي دفعك لتصبح مدرب قبطان بحريا؟

بسبب توسع عمل شركة دلما مارين بافتتاحها أول تاكسي بحري في مملكة البحرين، إذ تتطلب قيادته في الليل المستوى الثاني من قيادة القارب برخصة تجارية. وبالتالي أرسلتني الشركة مع عدد من الموظفين إلى الخارج لتعلم دورة تمكننا من الحصول على الرخصة بعد الحصول على الرخصة ومزاولة العمل، أتتنا فكرة تقديم دورة تدريب القبطان البحري في الشركة،؛ لذا سافرت إلى الخارج للحصول على رخصة التدريب.

ما طبيعة الدورات التي تقدمها؟ وكيف يستفيد المتدرب من الدورات؟

يوفر المركز 12 دورة غوص وقبطان بحري متقدم، ومنها: دورة غواص المياه المفتوحة، دورة غواص المياه المفتوحة المتقدم، دورة غواص الإنقاذ، وتتضمن الدورة جانبًا نظريًا يمتحن عليه المتدرب، وجانبا عمليا في المسبح والبحر به عدد من الغطسات بحسب نوع الدورة يتخرج المتدرب من الدورة وهو ملم بكيفية الغوص بطريقة آمنة واحترافية، مع إجادة التصرف في أوقات الطوارئ. كما تمهد له تعلم مستويات أعلى، وتفتح له باب الرزق بالعمل في الشركات المتخصصة أو العمل الحر.

من الشخص الذي ألهمك؟

ورثت حب البحر من والدي عبدالله البلوشي -رحمه الله- إذ كان مولعًا بحب البحر والغوص وقيادة القوارب، ولوالدتي فضل كبير في حبي لتعلم كل ما هو جديد، والأستاذ عبدالله الدوسري، صاحب شركة دلما مارين لثقته في موظفيه وتوجيههم، ودوره في تطوير مهاراتي وقدراتي.

ما المغاصات التي غصت بها؟ وأين تحلم أن تغوص؟

غصت في مياه الخليج العربي، الشرقية، عمان، البحر الأحمر، شرم الشيخ، ينبع وجدة، مغاصي المفضل هو بوينغ 747؛ لأنها مشروع وطني أكبر طائرة تقع تحت الماء في العالم، ويعتبر متنزه غوص فريد من نوعه ويحتوي على مناظر جميلة ورائعة. والمغاص الثاني هو بولثامة، وتعتبر من أقدم المغاصات البحرية ومن أفضل وأكبر المحميات البحرية أحلم أن أغوص في بحار المكسيك والمحيطات مع أسماك القرش دون حواجز وقيود.

 

ما المخاطر التي تواجه البيئة البحرية في البحرين؟

نواجه الكثير من المشكلات في بحرنا، وأهمها الملوثات والمواد التي تلقى في البحر مثل المواد البلاستيكية والأكياس وعلب وقوارير.

برأيك كيف يمكن حماية البيئة البحرية؟

توعية البحارين والهواة بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية وعدم رمي المخلفات.

 

إلى أين تتجه طموحاتك بعد الغوص؟

أطمح في الحصول على المزيد من الرخص التدريبية من PADI؛ حتى أصل لمرحلة مدرب المدربين، وأسعى للحصول على المزيد من رخص التدريب من منظمة RYA.

 

حوار: حمدة بوعركي

طالبة إعلام بجامعة البحرين

تصوير: مريم جمعة