+A
A-

هل ابتعدت البنوك الإسلامية عن “مقاصد الشريعة”؟

أثار مصرفيون خلال مؤتمر عقد بالمنامة حول ما إذا كانت البنوك الإسلامية قد حققت الأهداف التي أنشئت لأجلها، وما هو الدور المستقبلي لهذه البنوك، في الوقت الذي يرى البعض أن هناك “مقاصد شرعية” من وراء إطلاق هذا القطاع منذ سبعينات القرن الماضي.

واستمرت أمس أعمال مؤتمر “أيوفي البنك الدولي” السنوي الرابع عشر تحت عنوان: “ثورة التغيرات في النظام العالمي للتمويل الإسلامي - الحاجة إلى الحوكمة والتوحيد القياسي والدعم التنظيمي الذي عُقد بالمنامة على مدار يومين بمشاركة مجموعة من الوزراء والمسئولين في القطاع المالي والمصرفي.

وحملت “البلاد” السؤال إلى عدد من المصرفيين المشاركين في المؤتمر، حيث قال الرئيس التنفيذي للمصرف الخليجي التجاري سطام القصيبي أن نقاش موضوع مقاصد الشريعة كتوجه أساسي للمصارف الإسلامية بخلاف “نسخ المنتجات” التقليدية يحتاج إلى مؤتمرات. وأضاف أن هناك أهدافًا تعمل عليها البنوك يمكن من خلالها تحقيق “مقاصد الشريعة”.

ومضى القصيبي “اليوم تمول لتحقيق أهداف تعمل عليه البنوك التقليدية، الفكرة هي استخدام التمويلات الإسلامية لتحقيق بعض المشروعات التي تفيد مثلا في التنمية المستدامة وغيرها”. واستبعد أن يكون دور البنوك الإسلامية هي تقديم القروض الحسنة ورأى أنها موضوع مختلف عن “مقاصد الشريعة”.  وتابع “وجود بنوك إسلامية توفر منتجات تعطي المستخدم حاجته من التمويل هذا واقع، وقامت به البنوك الإسلامية، لكن اليوم المطلوب من البنوك الإسلامية الظهور بلون مختلف، فالبوصلة توجه نحو مقاصد الشريعة والتي يمكن تحقيقها عبر البنوك الإسلامية”.

وأشار إلى أن “التمويل الإسلامي” ينبغي أن يحقق قيمة مضافة، من حيث التنمية الاقتصادية وخلق الوظائف.

وحول ما إذا كانت البنوك الإسلامية قادرة على اللحاق بالتطور المتعلق بالتكنولوجيا المالية أو الرقمنة، أشار القصيبي إلى البنوك الإسلامية ستكون في مقدمة هذا التوجه وقادرة تمامًا على مواكبة هذا التطور، مبيّنًا أن أول البنوك التي كانت متوائمة مع “البنوك المفتوحة” هو المصرف الخليجي التجاري، وهو إسلامي.

أما الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي – البحرين عبدالحكيم الخياط فيتفق مع القول بأن على البنوك الإسلامية تحقيق مقاصد الشريعة.

ويرى الخياط أن المقصود بـ “مقاصد الشريعة” هي بشكل عام تنمية المجتمعات والدخول في مشاريع تنموية، وليس التركيز على نوع محدد من القروض أو التمويلات فقط.

وأشار إلى أن المطلوب من البنوك الإسلامية هو تظافر الجهود والتنسيق بينها خلال هذه المرحلة، والتعاون لأقصى درجة ممكنة لتحقيق النمو خصوصًا أن أغلب القضايا والتحديات هي مشتركة بين هذه البنوك.  وبيّن أن التحديات التي تواجهها البنوك الإسلامية لم تعد مقتصرة ضمن نطاق جغرافي محدد خصوصًا مع انتشار تكنولوجيا الخدمات المالية (الفنتك) التي من شأنها تحقيق الانتشار بصورة أكبر للبنوك الإسلامية.  وتحدث الخياط عن مبادرات واجتماعات تنسيقية بين البنوك الإسلامية بشأن توحيد الجهود التعاون الممكنة بين هذه البنوك.  أما المختص في المصارف الإسلامية الشيخ نظام يعقوبي فيرى أن البنوك الإسلامية تقوم بعملها وتعمل في السوق على خير ما يرام.

ويرى يعقوبي وهو عضو هيئة شرعية للعديد من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، أن هناك حديث مرسل فيما يتعلق بـ “مقاصد الشريعة”، إذ ليس هناك مفهوم أو إطار محدد لهذه المقاصد التي يمكن أن تكون خطًّا تعمل عليه البنوك الإسلامية.

وأشار يعقوبي إلى أن البنوك تعمل اليوم ولا تواجه أي مشكلة في لعب وممارسة أدوارها.