+A
A-

جلالة الملك يستقبل المشاركين في مؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب

استقبل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، في قصر الصخير، أمس الاثنين، المشاركين في أعمال الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب الذي يعقد تحت رعاية كريمة من جلالته تحت شعار “الاستثمار في الثورة الصناعية الرابعة: الريادة والابتكار في الاقتصاد الرقمي”، والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة البحرين بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في البحرين.

ورحب جلالة الملك، بالجميع معربًا عن بالغ تقديره للدور الرائد والمسؤول الذي تتولاه الغرف والاتحادات التجارية والصناعية في دعم الحركة التجارية والنهضة الاقتصادية في دولنا، عبر مشاركتهم الفاعلة في رسم السياسات وصناعة القرارات، التي تؤدي في نهاية المطاف، إلى تنمية شاملة ومستدامة تعود بالخير والرفاه على مجتمعاتنا وشعوبنا.

وأضاف جلالته؛ إنه لتوجه مبارك أن يركز مؤتمركم المقام على أرض البحرين، على موضوع الساعة، والمتمثل في مدى جاهزية واستعداد قطاع الأعمال لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، والنظر في كيفية مواكبة تلك التطورات التكنولوجية المتسارعة لوضع مدى جاهزية واستعداد قطاع الأعمال لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، والنظر في كيفية مواكبة تلك التطورات التكنولوجية المتسارعة لوضع الخطط والحلول الخطط والحلول المناسبة. مؤكدًا أهمية دورهم كقطاعات تجارية وصناعية في تحديد طبيعة ومجالات الاستثمار ومستقبل ريادة الأعمال في عالم الاقتصاد الرقمي.

وأوضح جلالته، أن مملكة البحرين تعمل في هذا الشأن بشكل مكثف وحثيث، على وضع خطط واضحة المعالم للتحول المنظم نحو الاقتصاد الرقمي، وننظر لمثل هذه المؤتمرات باهتمام كبير للاستفادة من مضمون طرحها لتحقيق نقلة نوعية للتنمية الاقتصادية في بلادنا، وبما يعود بالنفع والفائدة على الجميع.

وقال جلالته إننا في البحرين نحرص دائمًا على التواصل مع المواطنين والتعاون فيما بيننا، كما نهتمّ كثيرًا بالتعاون مع دولنا العربية الشقيقة ومع العالم، لكل ما فيه منفعة الجميع. فاستقرار شعوبنا يدعم سعي دولنا العربية المستمر نحو المزيد من النمو، وإن لكم دورًا كبيرًا لرقي دولنا ومستقبل أجيالنا القادمة في مختلف المجالات، وبتكاتفنا نحقق معاً المزيد من التقدم والازدهار.

وفي الختام؛ أعرب جلالته عن خالص شكره لضيوف البحرين على اختيارهم لها كوجهة لأعمالهم ومداولاتهم، مضيفًا إننا نشيد بالجهود الكبيرة لغرفة تجارة وصناعة البحرين شريكنا الوطني لحوالي ثمانين عامًا، والمشهود لها بمساعيها الجادة وتوجهاتها المدروسة لدعم النشاط التجاري والصناعي، وعمل كل ما يلزم لتنمية اقتصادنا الوطني وتحقيق أهدافنا التنموية، متمنّيًا جلالة الملك المفدى، حفظه الله، للجميع كل توفيق ونجاح.

التركيز على رسم السياسات الهادفة للتعامل مع الاقتصاد المعرفي

هذا وقد ألقى رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير عبد ناس، كلمة قال فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أدام الله عزكم، أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

لقد تشرفنا وأعضاء غرفة تجارة وصناعة البحرين والفعاليات الاقتصادية البحرينية والعربية بدعوة جلالتكم الكريمة المباركة. وإتاحة الفرصة لنا بلقائكم حفظكم الله، فلكم منا كل الامتنان على هذا الاهتمام والرعاية، لنستمد من عزمكم ونستلهم من رؤاكم وتوجيهاتكم ما يعزز من مسيرة الغرفة والقطاع الخاص في المرحلة المقبلة، فنحن ندرك جيدًا حجم الآمال المعقودة على هذا القطاع بقدر ما ندرك ونعي دورنا الذي سيكون إن شاء الله دومًا في مستوى ما تنشدونه يا صاحب الجلالة من رفعة وتقدم لهذا الوطن وشعبه الوفيّ في عهدكم الميمون.

سيدي صاحب الجلالة،

اسمحوا لي حفظكم الله، أن أرفع لمقامكم السامي أسمى آيات الشكر والعرفان على تشريفكم لنا برعاية فعاليات المؤتمر الثامن عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب، الذي ينعقد في ربوع مملكتنا الغالية، ورعاية ذكرى مرور ثمانين عاماً على تأسيس غرفة البحرين، كأول غرفة تجارية في منطقة الخليج العربي والتي تأسست في عام 1939، وقد عكست هذه المؤسسة عبر مسار تاريخها الطويل والمتعاقب، جهود رجالاتها المخلصين في عملية البناء والتحديث الاقتصادي والاجتماعي، وذلك جنبـًا إلى جنب وبشراكة تكاملية مع القطاع العام، حتى أضحت الغرفة رمزًا من رموز العمل الاقتصادي الحر، فقد كان لها مبادرات نوعية أثمرت عن بناء صروح اقتصادية أثرت البيئة التجارية والمالية بالمملكة، ففي الخمسينات من القرن المنصرم أسهمت في إنشاء بنك البحرين الوطني، وفندق الخليج، وفي فترة الستينات شاركت في تأسيس شركة البحرين للتأمين، وشركة البحرين للاستيراد والتصدير، كما كان لها دور مهم في تأسيس بنك البحرين والكويت، ونأمل أن يكون للغرفة خلال المرحلة المقبلة دور في إنشاء مشاريع نوعية ترفد الاقتصاد الوطني.

سيدي حضرة صاحب الجلالة،

لقد شهد كيان الغرفة، ومنذ توليكم مقاليد الحكم بالبلاد، تطورًا نوعيًّا كبيرًا في الدور والأداء والمسؤوليات، لما أتاحه مشروعكم الوطني الرائد من مقومات وظروف مواتية دعمت هذا التطور، ففي هذا العهد الزاهر دشنت البحرين ولأول مرة في تاريخها الحديث رؤية اقتصادية واعدة صاغت تصورًا بعيد المدى للمسارات المستقبلية للاقتصاد الوطني حتى عام 2030، ورسمت للقطاع الخاص خارطة طريق واضحة المعالم للمشاركة في الدفع بعجلة النمو الاقتصادي، ولعل المقام يستوجب وأنا أمتثل أمام جلالتكم أن أؤكد استعداد وقدرة هذا القطاع على المشاركة والمساهمة الفعالة في ترجمة هذه الرؤية التي تثبت عزم القيادة الرشيدة على استكمال مسيرة البناء والتقدم لتحقيق العزة والرخاء، لتظل البحرين كما هي دائمًا صرحًا عظيمًا ولتظل كبيرة بقيادتها وأهلها.

مليكنا المفدى،

سوف تشهد مملكة البحرين اليوم افتتاح فعاليات المؤتمر الثامن عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب، الذي اتخذ في دورته الحالية شعار “الثورة الصناعية الرابعة: بناء المستقبل - الريادة والابتكار في الاقتصاد الرقمي”، وقد كان أحد المحاور الرئيسية التي تطرّق لها خطابكم السامي حفظكم الله في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، خاصة فيما يتعلق باقتصاد المعرفة باتجاهاته الحديثة، واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أجدّد التقدير لتوجيهاتكم الكريمة للحكومة الموقرة في أن تباشر بوضع خطة وطنية شاملة تُؤمّن لنا الاستعداد الكامل للتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، لذلك فإن مخرجات المؤتمر سوف تصب في اتجاه تحقيق تلك التوجيهات السامية.

سيدي حضرة صاحب الجلالة،

يستوجب المقام أن أشيد باعتزاز وتقدير جهود القيادة الحكيمة ممثلة في جلالتكم حفظكم الله ورعاكم وبدعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، التي مكّنت القطاع الخاص من القيام بدوره التنموي والإسهام بنهوض الاقتصاد الوطني.

وفي الختام، نجدّد لكم يا صاحب الجلالة خالص تقديرنا واعتزازنا لهذه اللفتة الملكية الكريمة بإتاحة الفرصة لنا للتشرف بلقاء جلالتكم، مؤكدين لكم أيدكم الله أن الغرفة والقطاع الذي تمثله سيظلان دومًا متحملين لمسئولياتهم الوطنية وداعمين لمسيرة النهضة والتحديث، وعند حسن ظنكم في خدمة مملكتنا العزيزة وقيادتها الرشيدة ومواطنيها الأوفياء خلف رايتكم الخفاقة دائمًا إن شاء الله. وفقكم الله يا صاحب الجلالة وبارك المولى سعيكم، وجعلكم ذخرًا للبحرين وأهلها لتواصلوا مسيرة النهضة والعطاء والإنجاز بكل عزم وثبات.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من جانبهم؛ توجّه ضيوف المملكة بالشكر والامتنان والعرفان إلى حضرة صاحب الجلالة على ما وجدوه من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال خلال زيارتهم للمملكة، مشيدين بالنجاحات التي حققتها المملكة في قطاعات الاقتصاد والتجارة والصناعة وريادة الأعمال والتي جعلتها بيئة جاذبة للاستثمار والمستثمرين.