+A
A-

السيد لــ “البلاد”:منحهم فرص للعمل في الشركات الكبيرة وتملك أسهم فيها

نستمد القوة لنجاحاتنا من رؤية جلالة الملك واهتمامات سمو الشيخ ناصر

نهتم لأن ننوع المشاريع الخيرية والتنموية لمساعدة الأسر المتعففة

 

أكد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد اهتمام المؤسسة بتحسين جودة المعيشة والخدمات الصحية والتعليم والترفيه للأيتام والأرامل والمحتاجين، عبر إنشاء محفظة استثمارية رأس مالها 20 مليون دينار من العقارات ومثلها من الأسهم في الشركات الناجحة و20 مليون دينار نقدا. وأوضح السيد في لقاء أجرته معه “البلاد” اهتمام المؤسسة بمواكبة متطلبات الناس والمجتمع، بنظرة شمولية تتلمس تقديم الخدمات والرعاية المناسبة لهم قبل أن يطلبوها، منها بناء مشاريع تنموية تساهم في خلق وظائف للأرامل والأيتام، ومنحهم فرصا للمشاركة في هذه الشركات والمصانع، وتملكهم جزءًا من أسهمها مقابل خدمتهم وتفانيهم في العمل. وفيما يلي نص اللقاء:

استذكرت وأنا أتطلع لأخبار الأراضي الفلسطينية هذه الأيام، وما يشوبها من انتهاكات وحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، واقع زيارتكم إلى (غزة) والتي كانت أثناء العدوان الإسرائيلي الغاشم حينها، هل لكم أن تصفوا لنا بعضا من مشاهداتكم حينها؟

الفضل بعد الله سبحانه وتعالى يعود إلى عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حيث إنه منذ اللحظات الأولى للحرب كان مهتما جدا بتقديم العون للأشقاء في عزة، وعين جلالته نجله سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيسا للجنة البحرينية الوطنية لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة، وكان لي شرف رئاسة اللجنة التنفيذية.

واستطعنا بتوفيق من الله أن نوحد الجهود والعمل في البحرين على جميع المستويات من الجمعيات الخيرية والإسلامية والمهنية وتمكنا بحمد الله من جمع 8 ملايين دولار من المواطنين، وقمنا بتوقيع عقود مع الأنروا والإغاثة الإسلامية لبناء مدرسة ومكتبة ومركز صحي ومصنع للأطراف الصناعية لخدمة أشقائنا في غزة.

ولقد كان لي شرف زيارة غزة أواخر أيام الحرب العام 2009 وفي زيارات أخرى لاحقة، بتوجيه من جلالة الملك، ورأيت حجم الدمار والكارثة الكبيرة التي تعرضت لها بما لا يمكن وصفه، بل ويفوق ما كنا نشاهده على شاشات التلفزيون.

 

ما الجديد في عمل المؤسسة الخيرية الملكية، وهل هناك مساحات جديدة ستقدمون خلالها الخدمات نحو الفئات المتعففة والمحتاجة في المجتمع؟

نؤمن بالمؤسسة بضرورة مواكبة متطلبات الناس والمجتمع، ونحرص على متابعة ما يستجد من أحداث ومتغيرات بهذا الشأن، وتنظر المؤسسة إلى منتسبيها من الأرامل والأيتام نظرة شمولية تتلمس تقديم الخدمات والرعاية المناسبة لهم قبل أن يطلبوها.

منها على سبيل المثال نتائج الاجتماع الأخير لمجلس الأمناء، ونحن الآن على وشك الدخول بموسم الشتاء وهطول الأمطار، حيث وجه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إلى تشكيل فريق من المتطوعين؛ لمساعدة الأرامل والأيتام في حال تعرضهم لأمطار شديدة سواء الصيانة المؤقتة لمنع تسرب المياه ودخولها للمنازل أو جراء التصليحات الضرورية.

من جانب آخر، تعمل المؤسسة على التعاون مع الجمعيات الخيرية والمهنية؛ لتكوين شراكة لتقديم مشاريع ومساعدات باسم مملكة البحرين للدول والشعوب الشقيقة والصديقة المتضررة بأسلوب مشترك، حتى نخرج بمشروع يتناسب مع اسم المملكة وشعبها الكريم، تماما كما حدث في مساعدات غزة والصومال، كأن نوفر لقاحات التطعيم ضد الأمراض، ونحفر الآبار وغيرها من المشاريع الإغاثية الأخرى التي تحتاجها تلك الدول والمناطق.

 

ما المسؤوليات التي تدعو إليها الشباب البحريني ومؤسسات المجتمع المدني لخدمة فئات الأرامل والأيتام والمطلقات والأسر المتعففة؟

عندما أسس جلالة الملك المؤسسة الخيرية الملكية، لم يكن الهدف منها تقديم المساعدات للفئات المحتاجة فقط، بل تحقيق التكاتف المجتمعي، وعليه فقد تم إطلاق برنامج الشراكة المجتمعية لتفعيل هذا المبدأ الإنساني الجميل في دعم المحتاجين كل حسب قدراته وإمكاناته سواء أكان ذلك المساهم شخصا أو مؤسسة أو شركة.

وأشير هنا، إلى أن هناك الكثير من المجالات التي من الممكن التطوع فيها سواء كانت بجهود ذاتية أو من خلال تقديم الدعم المادي أو اللوجستي أو المعنوي، منها تقديم البرامج الترفيهية والعلمية.

وبالإضافة إلى فريق المتطوعين لمواجهة الأمطار، والذي ذكرته مسبقا، فلقد قامت المؤسسة بدعوة الجميع للانضمام بفريق المتطوعين لتقديم المساعدة للمحتاجين، ويمكن التسجيل في هذا الفريق من خلال التواصل معها للمساهمة في تقديم الخدمات اللازمة للأيتام والأرامل والمحتاجين.

 

ما الأهداف التي تطمحون لتحقيقها في المستقبل القريب؟

تحسين جودة المعيشة والخدمات الصحية والتعليم والترفيه للأيتام والأرامل والمحتاجين، وعليه نعمل حاليا على إنشاء محفظة استثمارية رأس مالها 20 مليون دينار من العقارات، ومثلها من الأسهم في الشركات الناجحة و20 مليون دينار نقدا.

وكذلك بناء مشاريع تنموية تساهم في خلق وظائف للأرامل والايتام، ومنحهم فرصا للمشاركة في هذه الشركات والمصانع وتملكهم جزءا من أسمهما مقابل خدمتهم وتفانيهم في العمل، حتى يكون للمؤسسة تمويلا ذاتيا تضمن من خلالها توفير الهدف الأساسي الذي تعمل عليه.

 

هل هناك رقم إيرادات (تبرعات) معين تطمحون للوصول إليه سنويا؟ كيف؟

طموحنا حاليا هو إنجاح هذه المحفظة الاستثمارية، ومعها - بالتوازي- إنشاء مشاريع تنموية تساهم في خلق وظائف للأرامل والأيتام ومنحهم فرصة المشاركة في هذه الشركات والمصانع وتمليكهم جزءا من أسهم هذه الشركات والمصانع مقابل خدمتهم وتفانيهم في العمل.

لا يمكن تحقيق هذه الأهداف، بمعزل عن الشراكة المجتمعية، والمشاريع والبرامج الخيرية التي تنظمها المؤسسة، مثل مشروع دينار اليتيم ومشروع التبرع على الطائرة ومشروع فلس يغير الحياة وغيرها من المشاريع الإنسانية الخيرية، والتي تصب جميعها في خدمة الأيتام والأرامل والمحتاجين.

 

كيف تنظرون إلى جائزة عيسى لخدمة الإنسانية؟ وما الرسالات النبيلة التي تحملها؟

جائزة عيسى لخدمة الإنسانية تمثل منهاج الحياة؛ نظرا لما تحمله من المعاني والقيم الاستثنائية التي تقوم عليها جائزة عيسى لخدمة الإنسانية، حيث نجحت في تعزيز المزيد من مفاهيم التآخي واللحمة، والتسامح والعطف بين أبناء الوطن الواحد.

كما أن الجائزة وجوهرها تمثل قصة نجاح ورحلة عمل، يورث ويوثق من خلالها القيم الإنسانية الرفيعة لهذا الشعب العظيم، ولهذه القيادة الحكيمة التي تتكامل في حكمها الرشيد مع هذا الشعب المنجز في بناء مستقبل زاهر، يشهد له اليوم الداني والقاصي بكل إعجاب وإكبار، فهي تمثل الإنسانية في أرفع وأبلغ صورها تخليدا لذكرى الأمير الراحل طيب الله ثراه، وما قام به من دور كبير ومشهود في تأسيس الدولة وفي أعماله الإنسانية التي يعرفها الجميع.

وكما أن جلالة الملك بروحه الإنسانية الشفافة التي أسس بها المؤسسة الخيرية الملكية من أجل رعاية وكفالة الأيتام ومساعدة المحتاجين وإغاثة المتضررين، فهي نفسها الروح التي أطلق بها جائزة الفقيد الراحل لخدمة الانسانية، إن جلالة الملك استمد من والده الأمير الراحل كل القيم والمعاني النبيلة.

جائزة عيسى لخدمة الإنسانية هي رافد جديد من الروافد التي تؤكد دور مملكة البحرين الكبير في المحيط الانساني العالمي، وما ترسيخه من مبادئ خيرة وأعمال نيرة تحتاجها الإنسانية بالفعل في وقت زادت فيه الحروب والنزاعات الدموية، فهي تؤكد النظرة الثاقبة لجلالته في رؤيته لما تصير إليه الأحوال من تطور ليس في صالح الانسانية، إن الجائزة في دورتها الثانية أصبحت من العلامات البارزة للبحرين ينظر إليها الآخرون بالفخر والاعتزاز.

 

أخيرا، ما الرسالة التي ترغبون في توجيهها للمجتمع والجيل الناشئ؟

أهم ما يجب على الإنسان أن يتسلح به هو العلم وأقصد بالعلم الثقافة العامة سواء الجامعية أو الاطلاع أو حضور الدورات العلمية والعملية، فالعلم ضروري لنجاح الإنسان والثقافة لا تنتهي طوال حياة الإنسان.

وأؤكد هنا أهمية الجدية في العمل وبذل الجهد، وألا نفقد الأمل مهما واجهنا المصاعب والتحديات، والأهم الإخلاص في العمل في جميع مراحل الحياة، وأن يكون الإنسان على ثقة بأن مسؤوليه يرون عمله وسيترقى ويحصل على حقه وأن لم يحصل ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى لن يضيع عمله في الدنيا والآخرة، وسوف يجد نتيجة عمله في مواقع أخرى لم يكن يتوقعها.