+A
A-

نائب الرئيس الإيراني: نمرُّ بأصعب الأوضاع منذ 40 عامًا

قال النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيراني، إسحق جهانجيري، إن “الوضع الحالي في البلاد هو أحد أصعب الأوضاع منذ الثورة الإسلامية، نتيجة تركيز الأميركيين والضغوط على الحياة المعيشية للإيرانيين”، في إشارة إلى العقوبات الأميركية على طهران.

وبحسب ما نقلت وكالة أنباء “إيرنا” الرسمية، أضاف نائب الرئيس الإيراني: “أميركا لم تستطع تصفير صادرات النفط الإيراني ولدينا الطرق البديلة لبيع النفط”.

ونفس التعبير استخدمته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، حيث قالت إن إيران شهدت اضطرابات سياسية ضخمة، وصفتها بأنها الأكثر دموية منذ الثورة الإسلامية قبل 40 عامًا، حيث تسببت في مقتل ما لا يقل عن 180 متظاهرًا.

وأضافت أن الاحتجاجات المنسقة انتشرت في أكثر من 29 محافظة إيرانية من أصل 31 محافظة، وتم مهاجمة 50 قاعدة عسكرية إيرانية، وخرجت مدن عن السيطرة، وهو ما شكل صدمة للنظام الإيراني، بحسب ما أقرّ به وزير الداخلية الإيراني.

وبدأت المظاهرات العارمة قبل أسبوعين بسبب زيادة كبيرة مفاجئة في أسعار البنزين. وفي غضون 72 ساعة، كان المتظاهرون الغاضبون في المدن الكبيرة والصغيرة يدعون إلى إسقاط النظام، وهو ما ردت عليه السلطات هناك بحملة قمعية شديدة أدت إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، علاوة على اعتقال الآلاف من المحتجين.

وردّت قوات الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين العزل، ومعظمهم من الشباب العاطلين عن العمل أو ذوي الدخل المنخفض الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و26 عامًا، وفقًا لشهادات الشهود ومقاطع الفيديو.

واعترفت حاكمة مقاطعة قدس، الواقعة غرب محافظة طهران، ليلى واثقي، بأنها أمرت شخصيًّا قوات الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة في إيران، مؤكدة أن الحرس الثوري كان نشطاً بقمع المتظاهرين.

وأضافت: “المهاجمون لمبنى المقاطعة كانوا لصوصًا، وقد أمرت بإطلاق الرصاص عليهم.. أصدرت أوامري للشرطة وقلت لهم أطلقوا النار على كل من يدخل مبنى المقاطعة”.

من جانبه، دعا رضا بهلوي، نجل الشاه الإيراني الأسبق، في بيان إلى الاستعداد لـ “السقوط الحتمي للجمهورية الإسلامية”، مضيفًا أن “القيادة في الفترة الانتقالية” مسألة ذات أهمية قصوى بالنسبة للإيرانيين الآن، داعياً إلى تشكيل حكومة انتقالية، وذلك وفقاً لراديو فردا الإيراني.

وقال بهلوي إنه “قبل أقل من عامين أكدت على أن سقوط الجمهورية الإسلامية كان قريباً ولا مفر منه، وذكرت أن احتمالات سقوط النظام وما سيتبعه يتطلب منا نحن - الإيرانيين - تشكيل سلطة حديثة. مضيفًا أن سقوط النظام السياسي يتطلب الاستعداد”.

وأردف رضا بهلوي (59 عامًا): “إن تشكيل سلطة سياسية لقيادة البلاد خلال الفترة الانتقالية يجب أن يبدأ الآن.. وإن هذه القيادة السياسية ستهيئ البلاد في النهاية للانتقال القانوني والسياسي والاقتصادي من حكومة إسلامية إلى حكومة إيرانية على أساس الأصوات في صناديق الاقتراع”.

وتابع في بيانه الذي وجّهه للسياسيين والمدرسين والفنانين والمحامين والجنود الإيرانيين و”قادة القوات المسلحة الإيرانية” إنه كجندي في الكفاح الوطني لن يستسلم أبدًا، مشددًا على ضرورة تسليم الأجهزة السياسية إلى السياسيين الأكفاء.

وخلال الاحتجاجات الجماهيرية في 2017 - 2018 وأيضًا في نوفمبر 2019 ظهرت هتافات تشيد بسلالة بهلوي ومؤسسها رضا شاه، وترددت صداها في إيران. وأظهرت هذه الهتافات رغبة العديد من الناس في رؤية حكومة فعالة، وبناء اقتصاد البلاد، دون فرض عقيدة دينية والحد من الحريات الاجتماعية.

وهذا أمر يثير القلق بشكل خاص بالنسبة لقادة الجمهورية الإسلامية، الذين ما زالوا بعد 41 عامًا لا يفوتون أي فرصة لمهاجمة أسرة بهلوي باعتبارها نظامًا “فاسدًا” يخدم مصالح الغرب.