+A
A-

“دافوس” يجمع 119 مليارديرا وأكثر من 50 رئيسا

انطلقت الثلاثاء فعاليات النسخة الـ 50 للمنتدى الاقتصادي العالمي بمنتجع “دافوس” السويسري وسط حضور مكثف من الشخصيات وقادة الدول والأعمال والمليارديرات.

وفي نسخة 2020، حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب والناشطة البيئية جريتا ثونبيرج والمدير التنفيذي لـ “جولدمان ساكس” ديفيد سولومون والمدير التنفيذي لـ”جيه بي مورجان تشيس” جيمي ديمون وغيرهم من الشخصيات والأسماء الشهيرة.

وشهد هذا العام حضور مكثف من السيدات، وحضور 53 رئيس دولة، و119 مليارديراً. وعلى الرغم من أن المنتدى ناقش هذا العام أزمة التغيرات المناخية وتم إطلاق ما يعرف بمبادرة التريليون شجرة، مع ذلك وصل كثير من المشاركين بطائرات خاصة ملوثة للبيئة.

وعندما نظم الاقتصادي الألماني كلاوس شواب مؤتمره الأولى العام 1971، والذي كان بذرة المنتدى الاقتصادي العالمي بشكله الحالي، أراد استخدام المناسبة في حث الشركات الأوروبية على نسخ أساليب الإدارة الأميركية. وأعيد تسميته في 1987، وأصبح الحدث السنوي الأفضل للطبقة فائقة النفوذ على الصعيد العالمي.

ويؤكد دائمًا شواب أن المنتدى “ملتزم بتحسين حال العالم”، لكن الجميع لا يرى الأمر بهذه الطريقة، إذ يُنظر إلى النخب العالمية باعتبارها السبب الرئيسي في تفاقم عدم المساواة، ما يفسر حمى المظاهرات المناهضة للحدث في سويسرا وغيرها.

ويحب كثيرون ومنهم السياسيين منتدى دافوس لأنه يجمع قادة الأعمال، وهم يذهبون هناك للترويج لبلادهم، لكنه يساعد أيضًا على تمرير الاتفاقات الدولية. كما يجمع النخبة في مكان واحد، وهذا يمنح فرصة لإنجاز الكثير خلال أيام قليلة وتوفير آلاف الأميال من السفر.

المنتدى الاقتصادي العالمي، هو مؤسسة غير ربحية، تذهب 42 % من إيراداه التي نمت بشكل مضطرد إلى 356 مليون دولار في السنة المالية الماضية، لصالح الموظفين البالغ عددهم 800 موظف.

ويعتقد البعض أن الحدث السنوي يتحول تدريجيًا إلى فقاعة تنجح في ابتلاع حتى أولئك الذين يرغبون في ثقبها، مهما كانت مبرراتهم، وبما في ذلك ميكا وايت المؤسس المشارك للحركة المناهضة للرأسمالية “احتلت وول ستريت”، والذي يحضر فعاليات المنتدى هذا العام.

ولم ينجح منتدى دافوس في تلميع العولمة حتى الآن، لكنه بدا مؤخرًا أكثر نجاحًا في انتقاء الشعبويين، وحتى المعارضين للحدث وحضوره، إذ يعتقد القائمون على المنتدى أن ذلك قد يصب في صالحه، وهو اعتقاد صائب.

ويصر شواب على أن منتداه حقق التوازن الصحيح بين الصداقة مع النخبة والعلامات اللامعة، وبين تشجيع واحتواء الأصوات المنشقة، وقد زاد المنتدى بالفعل من عدد المدعوين من المنظمات غير الحكومية بعد موجة احتجاجات كبرى مناهضة للعولمة في أوائل هذا القرن.

وهناك قلق آخر بشأن اختصاص المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أصبح حريصًا على ألا يكون مجرد مكان للاجتماع، ولديه الآن نحو 100 مبادرة، بما في ذلك “الثورة الصناعية الكبرى” والتي يعتقد أن آثارها على المجتمع ستكون هائلة.