+A
A-

الإعدام لـ 3 آسيويين قتلوا خال أحدهم لخلافات مالية

قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى في قضية 3 عمال آسيويين في الثلاثينات من أعمارهم، قتلوا آخر على صلة قرابة باثنين منهم كونه ابن خال الأول وخال الثاني، كما سرقوا منه مبلغ 1600 دينار وهاتفين نقالين، انتقاما منه، إذ ضربه الأول بواسطة مطرقة ضربة واحدة وأحكم الثاني قبضته عليه حتى لا يستنجد بالمارين ناحية الساحة الترابية بمنطقة الديه، فيما أتمّ الثالث، والذي لا يعرف القتيل أصلا وشارك لأجل الجائزة المالية، جريمتهم الشنيعة بضربه مرتين بطابوقة ليتأكد من موته؛ وبإجماع الآراء، بإيقاع عقوبة الإعدام جزاء وفاقا لما اقترفت أيدي المتهمين الثلاثة، كما أمرت بإبعادهم جميعا نهائيا عن مملكة البحرين بعد تنفيذ العقوبة وبمصادرة المضبوطات.

وقالت المحكمة في أسباب حكمها إن الشيطان زيّن لأقرباء القتيل سوء عملهما، إذ قضيا أياما سابقة على تنفيذ جريمتهما يدبران الأمر وكيفية تنفيذه، فهداهما تفكيرهما إلى الاستعانة بصديق لهما -المتهم الثالث- يكون لهما مؤيدا ونصيرا ونديما، والذي ما لبث أن فكر وتدبر معهما الأمر قبل 5 أيام من الواقعة بهدوء وروية وتقليبه على كل الوجوه، حتى وصلوا جميعا إلى عقيدة راسخة وإصرار وتصميم لا رجعة فيه ولا عدول عنه، ألا وهو قتل المجني عليه والتخلص منه وسرقة أمواله.

وأضافت أنهم قضوا تلك الليالي السابقة للجريمة ساهرين لم يغمض لهم جفن، ولم تأخذ الأول والثاني العاطفة لأنهما أقاربه، ولم يترددا في الإقدام على جريمتهما أو الإحجام عنها، بل أعدوا العدة وخططوا لتنفيذ ما اتفقوا عليه، وحضّروا لجريمتهم الشنعاء، ولم يردعهم رادع من خلق وضمير أو حتى قانون. وأشارت إلى أن الأول والثاني وضع في مكان جريمتهم، المطرقة التي أعدوها مسبقا لتكون وسيلتهم في الاعتداء على المجني عليه، والقفازات التي سيرتديانها حال التنفيذ حتى لا يتركوا من خلفهم أثر يدل عليهم، والأقنعة التي سيضعونها على وجوههم؛ حتى لا يتعرف عليهم أحد من القاطنين بالمنطقة.

وفي يوم الواقعة اتصل المتهم الثالث بالمجني عليه بواسطة رقم هاتف أمده به المتهم الثاني واتفق معه على الحضور للمكان المتفق عليه، أرض ترابية، ادعى الثالث أنه سيقيم فيها بناء باعتباره مقاول بناء، وفي الساعة 8:00 مساء وبعد أن خيّم الظلام الدامس على المكان تربص أقرباء المجني عليه خلف شاحنة وارتدوا القفازات والأقنعة فيما انتظره الثالث بهيئته الطبيعية لعدم وجود علاقة أو معرفة سابقة به، وما إن وصل للمكان قابله وشغله بالحديث حتى خرج عليه المتهمان الأول والثاني من مكمنهما وباغته الأول وهوى بالمطرقة على رأسه من الخلف بكل ما أوتي من قوة.

وتابعت: أن الثاني والثالث أمسكا بالقتيل، فحاول مقاومتهما ليتخلص من قبضتهما إلا أنهما أحكما السيطرة عليه فسقط أرضا وحاول النهوض، لكن الثاني تمكن منه، فيما قام الثالث بضربه بطابوقة على رأسه، فصرخ بشدة فلم يثنه عن إتمام ما اتفقوا عليه ولم تأخذه به شفقة أو رحمة رغم آهاته التي كان يصدرها حينها، وكأنه يقول في آهاته حسبي الله ونعم الوكيل، إذ عاجله الثالث مرة أخرى بضربة ثانية بذات الطابوقة على رأسه.

وأوضحت أن القتلة عمدوا إلى سرقة مبلغ 1600 دينار من جيب المجني عليه وهاتفين نقالين، وألقوا بالأدوات التي استخدموها في حاوية قمامة قريبة، كما ألقوا الهاتفين بعد إغلاقهما بإحدى فتحات الصرف الصحي واقتسموا المبلغ في مسكنهم بالتساوي، إلا أن أفراد الشرطة تمكنوا من ضبط جزء من تلك الأموال، وكذلك الهاتفين والقفازات والمطرقة، فضلا عن بنطال لأحدهما كان فيه آثار دم المجني عليه. وكانت أحالتهم النيابة العامة للمحاكمة على اعتبار أنهم في ليلة 14 مايو 2019، قتلوا عمدا مع سبق الإصرار والترصد المجني عليه بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله وأعدوا لذلك مطرقة حديدية واستدرجوه إلى ساحة مظلمة تنفيذا لمقصدهم، وقاموا بمهاجمته وشل حركته وانهالوا عليه بالضرب على رأسه بالمطرقة والطابوق، والتي سبق وأن أعدوها لهذا الغرض، والتي أودت بحياته، وقد ارتبطت هذه الجناية بجنحة أخرى هي أنهم في ذات الزمان والمكان سرقوا أموال وهواتف المجني عليه.

 

مواطن: سمعت استنجاد القتيل وقال لي: 3 أشخاص ضربوني

وجاء في تفاصيل القضية حسبما وردت بملفها أن نقيبا في وزارة الداخلية كان قد أبلغ النيابة العامة أنه ورد لهم بلاغ من غرفة العمليات، مفاده وجود شخص ملقى على الأرض وتوجد به إصابات بليغة، وعلى إثره تم نقله للمستشفى، لكنه توفي في اليوم التالي.

وأضاف الضابط أنه بتكثيف عمليات البحث والتحري تبين بأن المجني عليه الأربعيني مدين لقريبيه بأموال، وهما على علم بأنه دائما ما يحمل مبالغ مالية معه أينما ذهب.

وأوضح أن المتهم الثالث في يوم الواقعة اتصل بالمجني عليه واستدرجه إلى ساحة مظلمة بمنطقة الديه، بعيدة عن الأنظار، وبنية قتله، موهما إياه أنه يريد الاتفاق معه على عمل بمكان الواقعة.

ولفت إلى أن المتهمين الأول والثاني ارتدى كل منهما قناعا واختبآ في مكان قريب من الموقع، وبعد وصول المجني عليه التقى بالثالث، وأخذا يتحدثان معا، وحينها باغت المتهمون جميعا المجني عليه بالاعتداء عليه وضربه بكل قوة، وعقب سقوطه على الأرض قاموا بسرقة أمواله وهاتفه النقال ولاذوا بالفرار، حسبما توصلت إليه التحريات.

وبسماع أقوال مواطن - مكتشف الواقعة - ذكر أنه أثناء توجهه إلى مزرعته الكائنة بالمنطقة المذكورة وعند مروره بالساحة الترابية المظلمة، سمع المجني عليه يستنجد به، كما شاهده يحاول الوقوف ومن ثم يسقط على الأرض، موضحا أنه قرر له بأن 3 أشخاص اتفقوا معه على الحضور للمكان للاتفاق على عمل، وعند حضوره قاموا بالاعتداء عليه وسرقته ولاذوا بالفرار.

وأشار الشاهد إلى أنه توجه مسرعا إلى سكن العمال القريب من الساحة، فسأل بعض العمال عن المجني عليه، والذين تعرف بعضهم عليه ونقلوه إلى مجمع السلمانية الطبي لتلقي العلاج.

وبالقبض على المتهمين، اعترف الأول والثاني أنهما على خلاف مع نسيبهما، وأنهما اتفقا مع المتهم الثالث قبل الواقعة بخمسة أيام للقيام باستدراجه في مكان الواقعة وإزهاق روحه وسرقة المبالغ المالية التي اعتاد حملها معه.

وقررا أنه وقبل يومين من قتله جلبوا المطرقة وقفازات وأقنعة وخبأوهم في مكان الواقعة واستخرج الثاني شريحة هاتف وسلمها للثالث، ليستدرج القتيل للمكان.

وأفاد المتهم الأول أن ابن خاله - الضحية - كان قد اتفق معه على استخراج تأشيرة إليه مقابل دفعه لمبلغ 2000 دينار، لكنه بعد مدة اكتشف أن صلاحية التأشيرة لا تتجاوز سنة واحدة، فبدأ بمطالبته بين فترة وأخرى بنصف المبلغ المتفق عليه وهو 1000 دينار، مؤكدا أنه بعد قتلهم ابن خاله أرسل مبلغ 75 دينارا لعائلته في بلاده عن طريق حوالة مصرفية.

أما المتهم الثاني، فقال إن خاله اتفق معه على أن يجلبه للبحرين ويحصل على “فيزا” لمدة سنتين مقابل 1500 دينار، لكنه بعد ذلك تبين أن إقامته صالحة لمدة سنة واحدة فقط، وهو ظل يطالبه بنصف ذلك المبلغ، وعندما استفسر منه عن سبب إصدار التأشيرة لمدة سنة واحدة فقط قال له خاله (أنا أصدرت لك تأشيرة عمل، وقمت بتوظيفك، وجلبتك إلى هنا، فأعمل ما شئت وليس لي شأن بعد ذلك).

وبيّن أنه وبعد فترة عمل استمرت 9 أشهر لدى الشركة التي جلب للعمل لديها طلب من عائلته إرسال مبلغ 1000 دينار له؛ حتى يتمكن من عمل تأشيرة أخرى، وسلم المبلغ لشخص آخر ليصدر له تأشيرة جديدة، كما وعده خاله أنه سيساهم معه بمبلغ 500 دينار؛ لأنه سبق وأخذ منه مبلغ التأشيرة التي كان من المفترض أن تكون لمدة سنتين، إلا أنه لو يفِ بوعده ورفض تسليمه ذلك المبلغ، فقام بعدها بالعمل فري فيزا في أعمال مختلفة، مؤكدا أن القتيل لم يعطه أيضا مستحقات مالية له لأعمال كانت بينهما، إذ يطالبه بنحو 50 أو 60 دينارا أخرى.

ورغم إنكار المتهم الثالث اتجاه نيته لقتل المجني عليه، مدعيا أن غرضه هو ضربه لا أكثر كون أن المجني عليه لم يسدد ما عليه من أموال لصديقيه، وتبرأ من نيتهم قتله وسرقته، إلا أنه اعترف لاحقا بأنه ضربه على رأسه بواسطة “طابوقة” مرتين بعد ضربة المطرقة، وأنه بعد الواقعة حصل على حصته من تلك الأموال.