+A
A-

المحروس: حتى لو انخفض خطر “كورونا” لابد من رفع الحذر

قال استشاري طب الأسرة وعلاج السكري فيصل المحروس إن المرضى المصابين بالداء السكري وارتفاع الضغط والكوليسترول والسمنة وبعض الأمراض المزمنة هي فئات معرضة للإصابة بدرجة كبيرة بفيروس كورونا كون جهازهم المناعي أقل قوة، وهذا ما ركزت عليها في متابعة الأبحاث والمعلومات المستجدة في الفترة الأخيرة.

تطوير اللقاح المضاد

وأشار إلى أنه حتى لو تم رفع الحظر، فلابد من بقاء درجة الحذر عالية لاسيما في التجمعات الدينية والاجتماعية، موضحًا أنه بالتواصل مع عدد من الزملاء الباحثين في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركي وفي المراكز البحثية هناك، فإن العمل قائم هناك على إيجاد لقاح ضد “كورونا” على مسارين، الأول هو تطوير الأدوية التي استخدمت في السابق لبعض الحالات مثل حالات “الحزام الناري” وهو باهظ الثمن، ويتم تجربته على مرضى “كورونا”، إلا أنهم يريدون تطويره، كما أن هناك عقارا آخرى مضاد للفيروسات يخضع للدراسة، وقد تم إجراء مسح للوفيات لمعرفة بعض الخصائص، ومنها الفئة العمرية، الجنس، وهل يعانون أمراض مزمنة وما هي أكثرها، ومن خلال نتائج المسوحات التي أجريت على المتوفين من “كورونا” في أوروبا، تصدر مرضى السرطان ومرضى نقص المناعة المتكسبة “الأيدز”.

دراسة تأثيرات “مابعد التعافي”

وعلى ذات المسار، أوضح المحروس أن منظمة الصحة العالمية ومراكز الأبحاث يجرون دراسات تتبعية، وهي دراسات مجتمعية متكاملة؛ للتأكد من صحة المتعافين والتعرف على تأثيرات الفيروس على أعضاء الجسم، فهنك احتمال التأثير على الإنجاب وكذلك على انتظام الدورة الشهرية لدى النساء؛ لأن الفيروس يؤثر في كل الجسم، إضافة إلى تأثيره على الرئة فهل تتحسن بعد العلاج أن تتأثر، وقال: “يتساءل البعض.. أسباب الوفاة هل هي من الرئة؟ لا.. فالكثير من الوفيات تبين أن السبب هو تأثر عضلات القلب والغشاء القلبي وهذا ما تريد الدراسات الجارية الآن إثباته، إضافة إلى تأثيرات “كورونا” على النمو، فالأطفال، ولو أن نسبة إصابتهم ضئيلة، لكن الباحثين يريدون إضاءات حول الموضوع من خلال الأبحاث.

تطعيم ضد السل الرئوي

ويتطرق المحروس إلى بعض المعلومات، وهي أن بعض الدراسات لاحظت أنه في بعض البلدان الآسيوية والإفريقية، فإن نسبة الإصابة بفيروس كورونا أقل، وبعد البحث وجدوا أن الدول التي كانت تستخدم تطعيمًا ضد السل هي الأقل، فيما تم إيقاف التطعيم ضد السل في الكثير من الدول الأوروبية منذ سنين طويلة، ويعتقد أن التحصين يمنع البكتيريا المؤدية للسل الرؤية، ويقوي جهاز المناعة، ليس للسل، بل حتى لمثل فيروس “كورونا”، وأضاف قوله:”لكن الأمر يحتاج دراسة تأكيدية، ومنظمة الصحة العالمية بصدد التعاون مع مراكز الأبحاث المعدية؛ للتأكد من هذا الجانب، ولأنني مختص في وبائيات الأمراض غير المعدية وعلى رأسهم السكري وتوابعها وأعمل من جانبين: الأول الأبحاث ولدى أبحاث عالمية نشرتها والجانب الثاني هو العلاج الإكلينيكي في العيادة، فالأبحاث تجرى في الجامعة وفي المجتمع، ومن خلال العيادة تتمكن من إجراء دراسات وأبحاث، فالدراسات تجرى الآن، وقد وفرت الدولة غرف العناية القصوى وأجهزة التنفس الصناعي ذات الكلفة العالية وهذا ما بدا في المستشفى الميداني في مسشتشفى قوة دفاع البحرين”.

وأضاف: “ما أريد التحدث عنه في الأساس هو أن ثقافة المرضى مهمة للغاية، ونصحه وإرشاده ضروري، فالتباعد الاجتماعي أمر جدًا مهم وأتى بنتائج كبيرة في الدول التي طبقت الحجر والوفيات قليلة، وفي مملكة البحرين خطونا خطوات رائدة، ولابد أن نرفع الشكر والتقدير والإشادة بالقيادة الرشيدة للبلاد، وبوزارة الصحة والفريق الوطني والمتطوعين، إضافة إلى حملة “فينا خير” لجمع التبرعات لمساندة جهود المكافحة”.

تطبيق التحذيرات والنصائح

وعبر بالقول إن وعي الإنسان البحريني عال، ونجد في الإعلام والسوشال ميديا إلى حد كبير، أن الناس تطبق التحذيرات والنصائح كلبس الكمام ونظافة اليدين، وبالتأكيد لكل قاعدة شواذ وتظهر مخالفات تتعرض للمساءلة القاونية، إلا أن التباعد الاجتماعي مهم لتقليل احتمال انتشار الفيروس، فإن من الضرورة بمكان تأكيد التزام المرضى ذوي المناعة الضعيفة كأمراض السكري والضغط ومرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيماوي وكذلك من يأخذ عقار الكورتيزون من سنين وحمى المفاصل ومرضى جهاز المناعة الذاتية، فهؤلاء كلهم معرضون للإصابة بالفيروس، ومن هذا المنطق، فإن العلاجات التي أعطيت هي ليست لقتل الفيروس، بل للتخفيف من حدته ومضاعفاته.

واختتم بالقول إنه حتى لم تم رفع الحظر، وعاد النشاط والحياة اليومية والأسواق إلى طبيعتها، فلابد من الحذر ثم الحذر، لاسيما في التجمعات الدينية والاجتماعية كالزواج والرحلات الدينية والسفر الذي يمكن تأجيله، فالتجمعات قد تعيد الفيروس مرة أخرى سواء في العالم الإسلامي أم في الفاتيكان، فنحن نتحدث عن “فيروس” يتطلب حزمًا من الجميع في مواجهته وعدم الاستهانة، وكلنا فريق البحرين ويدًا بيد في مواجهة كورونا، ولابد من الالتزام بالبقاء في المنازل واتباع الإرشادات إلى الوقت الذي تعلن فيه الدولة إجراءاتها القادمة.