+A
A-

احتجاجات العمال تتجدد بإيران

ظهرت موجة جديدة من الاحتجاجات العمالية في إيران خلال الأسابيع الأخيرة، مع تفريغ خزائن الحكومة مع التدهور الاقتصادي المطرد، بسبب العقوبات الأميركية وتفشي الفساد وكذلك جائحة كورونا وعدم قدرة العديد من أصحاب العمل على دفع أجور العمال والموظفين.

وسلطت إذاعة “فردا” الناطقة بالفارسية التي تبث من التشيك، الضوء على هذه الاحتجاجات التي كان أهمها في إقليم الأهواز، حيث شارك عمال البلدية في تجمعات خلال الأسبوع الماضي في مدينتين على الأقل في الإقليم الذي يعد من المناطق الأكثر تضرراً من تفشي فيروس كورونا.

وفي الوقت نفسه، شارك في الاحتجاجات أيضا عمال مناجم الفحم في محافظة كرمان، في جنوب إيران، ومصنعو الماكينات في آراك في المنطقة الوسطى، وكذلك تجمعات الممرضين والممرضات في محافظات طهران وجيلان وأصفهان.

وتجمع يوم السبت الماضي، أكثر من 50 عاملًا بلديًا في ناحية القصبة على شط العرب بالقرب من مدينة عبادان، جنوب الأهواز، احتجاجاً على التأخير لمدة 5 أشهر في دفع أجورهم، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا).

كما احتج عمال بلدية المحمرة، جنوب إقليم الأهواز الغني بالنفط، الأسبوع الماضي على عدم دفع الأجور لمدة 4 أشهر.

من جهتها، أفادت وكالة أنباء العمل الإيرانية (إيلنا)، أن مجموعة من الممرضين والممرضات والطاقم الطبي نظموا عدة تجمعات أمام مكتب المدعي العام في أصفهان منذ بداية مايو احتجاجًا على ما سمّوه “التمييز في التعيينات والرواتب والمستحقات في النظام الطبي”.

في غضون ذلك، نظمت مجموعة أخرى من الممرضين والممرضات العاملين في المستشفيات في محافظة جيلان، وهي منطقة أخرى تضررت بشدة من جائحة كورونا، تجمعا أمام وزارة الصحة في طهران الأسبوع الماضي احتجاجا على عقودهم قصيرة الأجل، حيث توظف الوزارة ممرضين على أساس عقود لمدة 89 يوما لتجنب الالتزامات بموجب عقود طويلة الأجل.

وفي مدينة مغان، في الشمال الغربي، احتج العمال على خصخصة شركة صناعية زراعية كبيرة في تلك المنطقة مشيرين إلى المشاكل الناجمة عن خصخصة وهمية للصناعات.

كما قام العمال شركة “هبكو HEPCO” وهو مصنع لتصنيع الآلات في آراك، بعدة أيام من المظاهرات الأسبوع الماضي.

وتتجدد الاحتجاجات منذ أكثر من 10 سنوات منذ خصخصتها في عام 2006 حيث تدين الشركة بحوالي 17 مليار ريال (حوالي 4 ملايين دولار) لعمالها مقابل الأجور التي لم تدفع في 2016 و2017.

إلى ذلك، أقر الحرس الثوري الإيراني بثقل العقوبات التي أنهكت الاقتصاد. فبعد أن شدد قائد سلاح الجو بالحرس الثوري الايراني أمير علي حاجي زادة، على أن إيران ليس لديها مشاكل في الدفاع، أكد أن مشكلتها الإساسية هي الاقتصاد.

وقلل حاجي زادة خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الأحد، من أهمية التهديدات الأميركية وركز على العقوبات والضغوط الاقتصادية، قائلا “نحن الآن على أعلى مستوى من الاستعداد الدفاعي في إيران. مشكلتنا الكبرى الآن هي الاقتصاد”.

وأضاف: “ الجبهة الأكبر لنا اليوم والتي ينبغي على الجميع، شعبا ومسؤولين، الاهتمام بها، هي جبهة الاقتصاد”.

بدوره، أعلن ويزر النفط الايراني بيجن زنغنة، أمس، أن الوضع صعب للغاية. وقال: “الوضع الحالي في البلاد أصعب بكثير مما كان عليه خلال سنوات الحرب الثمانية مع العراق”.

يأتي هذا في وقت، ارتفع سعر الدولار في السوق الإيرانية منذ الأربعاء الماضي، الى أكثر من 18 ألف تومان.