+A
A-

الأمن يمنع وصول المحتجين للبيت الأبيض

أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر أمس الأربعاء، معارضته اللجوء إلى قانون يسمح بنشر قوات الجيش لاحتواء الاحتجاجات المناهضة لاستخدام الشرطة القوة بحق الأميركيين المتحدرين من أصول إفريقية.

وقال إسبر “لا أؤيد اللجوء إلى قانون الانتفاضة”، وذلك بعد يومين من قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه قد يلجأ لتفعيله؛ بهدف استدعاء الجيش للسيطرة على الاحتجاجات.

وأضاف “لطالما اعتقدت وما زلت أعتقد أن الحرس الوطني هو الأنسب لدعم السلطات المدنية محليا في هذه الحالات”.

وتابع أمام الصحافيين في وزارة الدفاع “على خيار استخدام قوات في الخدمة أن يكون الملاذ الأخير، ويقتصر على الحالات الأكثر إلحاحا والأخطر (...)، لسنا في وضع كهذا الآن”.

يأتي هذا بعد ساعات على إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت نحو 1600 من قوات الجيش إلى العاصمة واشنطن، وذلك إثر احتجاجات عنيفة في المدينة أثناء الليل على مدى أيام.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان راث هوفمان، في بيان: إن القوات “في حالة تأهب قصوى” لكنها “لا تشارك في الدعم الدفاعي لعمليات السلطة المدنية”.

وكان رئيس الحرس الوطني الأميركي أعلن سابقا أن 18 ألف فرد من الحرس يساعدون قوات إنفاذ القانون في 29 ولاية في البلاد.

وفي واشنطن، فرضت القوات الأمنية أمس الأربعاء طوقا حول محيط البيت الأبيض، ومنعت المتظاهرين والصحافيين من الاقتراب من السياج حول “لافيت بارك”.

وكان عشرات المتظاهرين تجمعوا قرب مقر بلدية واشنطن، ثم انطلقوا نحو مبنى الكونغرس، في حين أقلت باصات مئات الجنود إلى أمام محيط البيت الأبيض.

يذكر أن مدن أساسية عدة في الولايات المتحدة، كانت شهدت لـ 8 ليال متتالية تظاهرات حاشدة في مواصلة للاحتجاج الذي انطلق إثر مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد الأسبوع الماضي، على يدي عنصر من الشرطة في مينيابوليس، رافعين شعارات “حياة السود مهمة”، في تحد لمناشدات رؤساء البلدية ولحظر التجول الصارم، لاسيما بعد أعمال الشغب والنهب التي تخللت بعض التظاهرات.

وخرجت مسيرات حاشدة ليل الثلاثاء، في لوس أنجلوس وفيلادلفيا وأتلانتا ونيويورك وكذلك في العاصمة واشنطن قرب المتنزه الذي أُجلي المتظاهرون عنه الاثنين.

وفي لوس أنجلوس، ركع رئيس بلدية المدينة إريك غارسيتي مع شرطيين على ركبة واحدة، في الوضعية التي ترمز منذ 2016 إلى التنديد بعنف الشرطة ضد السود، وتذكر بالشرطي الذي قتل فلويد ضاغطا بركبته على عنقه لحوالي 9 دقائق.

وعلى الرغم من أن مسيرات التضامن مع الأميركي القتيل وغيره من ضحايا الشرطة غالبا ما تكون سلمية في الأغلب أثناء النهار، إلا أن بعض الحشود ارتكبت في الأيام الماضية أعمال شغب وتخريب وإحراق ونهب ليلي، ما استدعى استنفارا من قبل الشرطة، ودفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دعوة الحرس الوطني لفرض الأمن.

ترامب ينفي نقله إلى ملجأ

نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء أن يكون نقل إلى ملجأ آمن في البيت الأبيض أثناء التظاهرات أمام بواباته الخارجية، مؤكدا أنه توجه إلى المكان لمجرد تفقده. وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن جهاز الحماية نقل الرئيس إلى الملجأ مساء الجمعة أثناء تظاهرة أمام البيت الأبيض.

وقال ترامب لإذاعة (فوكس نيوز) “إنها معلومات خاطئة”.

وأضاف “كان ذلك خلال النهار”، موضحا أنه توجه إلى المكان “مرتين أو ثلاث مرات” في الأيام الماضية لكن في كل مرة من أجل “تفقد المكان”.

وأثارت أنباء نقل ترامب إلى الملجأ موجة استهزاء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي ويبدو أنها ساهمت في قراره التوجه الاثنين سيرا لزيارة كنيسة متضررة من أعمال عنف.

خطيئة العنصرية

اعتبر البابا فرنسيس أمس الأربعاء أن أي شكل من أشكال العنصرية “غير مقبول”، معلقا على مقتل جورج فلويد، ومنددا في الوقت نفسه بأعمال العنف خلال التظاهرات التي تلت. ودعا إلى “الصلاة لراحة نفس جورج فلويد ولكل الذين قضوا بسبب خطيئة العنصرية”.

كما واجهت الولايات المتحدة انتقادات غير معتادة من حلفائها، من بينهم ألمانيا وبريطانيا وأستراليا.

واعتبرت إيران، من جهتها، على لسان المرشد الأعلى علي خامنئي، أن وفاة جورج فلويد كشفت عن “طبيعة أميركا” و “ما فعلته دائما مع العالم بأسره”.