العدد 5644
الخميس 28 مارس 2024
banner
غادة عبد الرحيم
غادة عبد الرحيم
لا تتسرع
الإثنين 28 أغسطس 2017

إن التسرع في الحكم على الأمور من ظاهرها قد يؤدي إلى طرق مسدودة و قد يعيق فهمنا الكثير من الحقائق فتتسبب بدورها في الكثير من المشاكل و تظل تكبر يوما تلو الآخر ككرة الجليد مع أن حلها كان في أيدينا و لكننا لم نعطي أنفسنا الفرصة للتفكير بتأن قبل أن نقوم بأي رد فعل غير مدروس، إن الكاتب الشهير ستيفن كوفي لخص هذه النقطة في كتابه القاعدة الثامنة للنجاح  قائلا( أن بين الحافز و رد الفعل فترة من الزمن  تكمن فيها حريتنا للاختيار و قد تطول أو تقصر بناء على خلفيتنا الثقافية و طريقة تنشئتنا)، فنجد هؤلاء من كان لهم الحظ الجيد من التربية بصورة سليمة في بيئة سوية القدرة على الحكم الصحيح من خلال استغلال تلك الفترة الزمنية فيعطون لأنفسهم الفرصة للتفكير قبل القيام بأي رد فعل ، بل قد يحولون الموقف برمته أيا كان لصالحهم و ينفعون غيرهم ، على العكس من هؤلاء الذين لم ينشأوا بنفس القدر من الاهتمام يلاحظ لديهم قصر تلك الفترة الزمنية فيتسرعون في ردود الأفعال التي قد تؤدي إلى خسائر كان من الممكن تجنبها بلحظات من التفكير ، فلقد تركوا ثقافة من قاموا بتنشئتهم بمزياها و عيوبها  تتحكم في حياتهم و توجهها ليصبحوا نسخ منهم ، و يفقدون بذلك القدرة على استغلال المواهب التي يتمتعون بها و قد لايدركونها، تخيل أن تستيقظ من النوم فتجد نفسك متأخرا ترتدي ملابسك تنزل مسرعا لتستضدم بابنتك التي كانت تحمل كأس الحليب فيسقط على ملابسك و تصرخ بها فتبكي و تضطر إلى العودة لتغيير ملابسك لتتأخر أكثر و يتغير مزاجك بسبب إبنتك التي ذهبت إلى المدرسة باكية و تتوالى عليك المشاكل في العمل كأنك تجذبها كالمغناطيس بسبب ذلك المزاج السيء ، كان من الممكن تجنب كل ذلك بخطوات بسيطة ، استيقظت متأخرا نعم هي مشكله و لكن تنفس ، لتفكر فالعقل يعمل بالاكسوجين ، حاول أن تحتفظ بهدؤك ارتد ملابسك إنزل بتمهل فلقد كان استضامك بابنتك خطأك نتيجة تسرعك و ليس خطؤها ، فكان يتوجب عليك الاعتذار لها و ليس الصراخ بها لتزرع ثقافة الاعتذار بها و تكمل يومك دون مشاكل قس على ذلك جميع المشاكل التي تمر بها قد تكون مفاتيحها بين يديك و لكنك لم تعط نفسك الفرصة لتراها أو تستعملها ، و كذلك الكثير من مواقف حياتنا ، إن قررنا أن نعطي أنفسنا الفرصة لنفكر في عواقبها فتتحول من ردة فعل إلى أشخاص فعالين ، فلا نترك للظروف الزمام للتحكم به و نقاوم الموروثات الخاطئة و التي نقوم بها فقط لأننا رأينا غيرنا يقومون بها .

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية