العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
غادة عبد الرحيم
غادة عبد الرحيم
الذكاء الروحي
الإثنين 25 سبتمبر 2017

إن العقل الإنساني مازال إلى الآن لغز يحير العلماء حيث لم تصل التكنولوجيا الحديثة إلى نفس عبقرية تصميمه و آلية أدائه و كثير من الناس اختزلوا الذكاء في العقل فقط و لكن العلماء صنفوا الذكاء إلى عدة أوجه ، فلقد ميزوا بين الذكاء الفيزيائي الذي يظهر من خلال الذكاء الحركي و طاقة الجسم و كيفية أدائه و تميزه خاصة في الأعمال التي تتطلب هذا النوع من الذكاء كمهارة رجال الإنقاذ و السلامة العامة و الجنود و حتى أبطال الرياضة و مثل هذا النوع من الذكاءيكون في الكثير من الحالات مكتسب.

حيث يعتمد في المقام الأول و الأخير على التدريب و لكن البناء عليه لابد أن يكون له أساس سليم من البداية و يعتمد على قابلية الشخص على التعلم ،و كذلك الذكاء العاطفي المختص بالتحكم في الانفعالات و القدرة على التصرف بطريقة سليمة في المواقف الاعتيادية و غير الاعتيادية و على الرغم من أن هذا النوع من الذكاء يعتمدعلى التنشئة إلا أنه ذا طابع فطري عند العديد من الأشخاص حيث يعتمد على السمات الفردية أيضا و كذلك يكتسب يعتمد في تطوره على التدريب.

أما بالنسبة للنوع الأخير من الذكاء المميز هو بمثابة الطاقة الديناميكية التي تجمع كافة أشكال الذكاء السابقة من ذكاء عقلي و فيزيائي و عاطفي و تحركها بل و تطورها فتكون بمثابة القائد لها ألا و هو الذكاء الروحي فيستمد هذا النوع طاقته من النور الإلهي و قدرة الخالق ، فيعتبر أنواع الذكاء الأخرى محدودة جامحة كالأحصنة و هو الممسك بلجامها.

إن الذكاء الروحي قادر على أن يصفي الذهن فتتدفق الأفكار إلايجابية و الحلول للكثير من المشاكل إليه ، قادر على التحكم في الحالة النفسية و علاج الاكتئاب الذي هو السبب المباشر في الكثير من الأمراض و الأوجاع البدنية فقدرته الشفائية لا يستهان بها و بالتالي جمع بين الشفاء البدني و النفسي ، إن تلك الطاقة التي نستمدها بعد الخشوع في الصلاة و الدعاء كفيلة بمحو أي آثار سلبية من خبرات سيئة مررنا بها بل و تتولى تنظيم حياتنا فركيزتها الأسس الأخلاقية.

كما تبعدنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن الخيارات السيئة ، تساعدنا على تقبل أنفسنا و الرضى بواقعنا و فتح الأبواب المغلقة ،بل و تساعدنا أن نحيا حياة جيدة فهي ببساطة قادرة على استنباط كل ما هو إيجابي من بين كل ماهو سلبي ، و تغير نظرتك لمجريات الأمور فتجد نفسك تلقائيا مشفقا على كل من ترك نفسه لجماح العقل و القلب و الجسد و لم يدرك ذلك الجمال الروحي و ما ورائه من راحة لكل منهم.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .