العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
عواطف حسن ابراهيم
عواطف حسن ابراهيم
ردود فعل "مُقززة" !
الأربعاء 04 أكتوبر 2017

لم أرى يوما نفوسا أكثر مرضا و غِلاً ،من نفوس ترقص على جراح غيرها ، تبرر جرائم بشعة و مقززة بتعليقات أكثر بشاعة منها بكل أريحية و سلام !! ذهلت من تعليقات البعض في وسائل التواصل الإجتماعي على قضية المعنفة التي انتفض لها الشارع البحريني و باتت كما لو أنها قضية رأي عام ، عجبا كل العجب لمن يبرر الظلم الواقع على هذه الزوجة و الأم ب "مايندرى هي شمسوية" و " مللتونا فيها والقضية خذت اكبر من حجمها" ، و المضحك المبكي تعليق أحدهم "القضية فيها غموض و في البيوت أسرار" !! و كأن هناك ما يبرر لأي إنسان في هذه الأرض أن يفعل بإنسان مثله مافعله هذا الذكر بزوجته و أم أطفاله.

عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد النساء  بأنه : (أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة)، و الذي تعمل المنظمات و الحكومات للقضاء على هذا العنف منذ زمن،بدءا باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة 1979 والإعلان العالمي لمناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة الصادرفي عام 1993. كما و جرمت القوانين العنف بكافة أشكاله و صوره، و قبلها جميع الأديان السماوية و المعتقدات في جميع بقاع الأرض ، فهل يعقل بأن توجد فطرة بشرية سوية تبرر هذا العنف بمبررات واهية و ضعيفة، لا تمت للإنسانية بصلة ؟ أيقبل أي انسان ذكر كان أم أنثى على نفسه هذا العنف و الظلم لأي سبب كان؟! لمذا يتجاهل هؤلاء حجم الألم الذي تتعرض له هذه الأم و الذي أخفى ملامح وجهها ؟ لمذا يتجاهل هؤلاء الألم النفسي الذي تعرض له أبنائها خلال مشاهدة والدتهم بهذه الصورة المزرية ؟ أيزعجهم وصول صوتها إلى الجهات المعنية و اتخذاهم في ذلك الإجراءات اللازمة ؟

ان تفاعل الجهات المختصة وكافة مؤسسات المجتمع المدني مع قضية مثل هذه ، ليست سوى دليل بأننا نعيش في دولة القانون ، حيث لا تموت فيها الحقوق، ولا تتجاهل فيها الصرخات ، و خير مثال لكل امرأة معنفة لا تملك الجرأة في أن تلجأ لمن ينصفها و يأخذ بيدها نحو الحياة الكريمة.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية