العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
غادة عبد الرحيم
غادة عبد الرحيم
العمر ساعة
السبت 17 فبراير 2018

إن أمعنا النظر في اللحظات التي نحياها لما أضعها وقتنا في التذكر و الندم على ما فاتنا أو ما سيحدث في مستقبلنا ، فالواقع المؤكد لنا هو اللحظة التي نحياها بالفعل الآن.

تلك اللحظة التي تصنع الذكرى و تبني المستقبل، إن أعطيناها حقها من تركيز و تفاؤل بأنها ستكون أول الخطوات التي نخطوها لبناء حلمنا ، فلا يجب أن نضيعها في الانتظار أو أن نتوه في دهاليز الماضي فنتشتت و نمزق أنفسنا بأيدينا ما بين الندم على ما لن يعود أو انتظار ما قد لا يحدث.

إن القرار بيدك أن تحيا سعادتك الآن في هذه الساعة بالذات ، أن تتحرك و تقوم بشيء طالما أجلته بلا سبب سوى الخوف من نتائجه أو بدعوى أن الوقت غير مناسب و أنت تعلم تمام العلم أن سعادتك تنطوي على تحقيقه، فالفرق بين الفعل و الخيال هو ما تقوم به الآن ، أنت لا تدري كم فرصة ضاعت من يدك بسبب مماطلتك و خوفك من الفشل ، بل أن الفشل بحد ذاته أن تقف مكتوف اليدين تنظر إلى ساعات عمرك تتسرب بجانبك دون أن يكون لك دور فيها ، لا تطمئن لما حققت فليس هناك شيء مضمون في هذا الكون ، سكينتك و راحتك تعتمد عليك.

فأنت من يفهم نفسه و يعلم مايسعدها و ما يكدر صفوها ، فأعتمد أولا على الله ثم على نفسك ، فلا تعلق أحلامك على غيرك ثم تحاسبه على عدم تحقيقها، بل عليك أن تدرك أن مخزون العمل داخلك لا ينضب مهما كانت امكانياتك أو عمرك ، فدائما هناك ما يمكنك عمله ، طالما بداخل صدرك قلبا ينبض و في رأسك عقلا يفكر فلقد ملكت الدنيا و ما فيها ، تستطيع أن تشتري سعادتك بتصفية ذهنك و تأمل الجمال من حولك.

ستجده في سماء صافية و نسمة بارده، و شغف طفل و ابتسامة و إسعاد مسكين و إلقاء الهموم من كاهل مهموم و مساعدة كبير و سماع ذكرياته كقصة أخرجها من منظوره ، في الصفاء الروحاني للدعاء و العباده و النوم مطمئنا أنك لم تظلم أحد ، إن السعادة لا تكلف من يبحث عنها شيئا سوى التركيز على مكنونات نفسك فهي موجودة بالفعل داخلك تنتظر أن تخرجها الآن و ليس ما كان أو قد يكون ، فالعمر الحقيقي هو هذه الساعة فما كان قد كان و غدا عند الله يقرر فيه ما يكون.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية