إن أمعنا النظر في اللحظات التي نحياها لما أضعها وقتنا في التذكر و الندم على ما فاتنا أو ما سيحدث في مستقبلنا ، فالواقع المؤكد لنا هو اللحظة التي نحياها بالفعل الآن.
تلك اللحظة التي تصنع الذكرى و تبني المستقبل، إن أعطيناها حقها من تركيز و تفاؤل بأنها ستكون أول الخطوات التي نخطوها لبناء حلمنا ، فلا يجب أن نضيعها في الانتظار أو أن نتوه في دهاليز الماضي فنتشتت و نمزق أنفسنا بأيدينا ما بين الندم على ما لن يعود أو انتظار ما قد لا يحدث.
إن القرار بيدك أن تحيا سعادتك الآن في هذه الساعة بالذات ، أن تتحرك و تقوم بشيء طالما أجلته بلا سبب سوى الخوف من نتائجه أو بدعوى أن الوقت غير مناسب و أنت تعلم تمام العلم أن سعادتك تنطوي على تحقيقه، فالفرق بين الفعل و الخيال هو ما تقوم به الآن ، أنت لا تدري كم فرصة ضاعت من يدك بسبب مماطلتك و خوفك من الفشل ، بل أن الفشل بحد ذاته أن تقف مكتوف اليدين تنظر إلى ساعات عمرك تتسرب بجانبك دون أن يكون لك دور فيها ، لا تطمئن لما حققت فليس هناك شيء مضمون في هذا الكون ، سكينتك و راحتك تعتمد عليك.
فأنت من يفهم نفسه و يعلم مايسعدها و ما يكدر صفوها ، فأعتمد أولا على الله ثم على نفسك ، فلا تعلق أحلامك على غيرك ثم تحاسبه على عدم تحقيقها، بل عليك أن تدرك أن مخزون العمل داخلك لا ينضب مهما كانت امكانياتك أو عمرك ، فدائما هناك ما يمكنك عمله ، طالما بداخل صدرك قلبا ينبض و في رأسك عقلا يفكر فلقد ملكت الدنيا و ما فيها ، تستطيع أن تشتري سعادتك بتصفية ذهنك و تأمل الجمال من حولك.
ستجده في سماء صافية و نسمة بارده، و شغف طفل و ابتسامة و إسعاد مسكين و إلقاء الهموم من كاهل مهموم و مساعدة كبير و سماع ذكرياته كقصة أخرجها من منظوره ، في الصفاء الروحاني للدعاء و العباده و النوم مطمئنا أنك لم تظلم أحد ، إن السعادة لا تكلف من يبحث عنها شيئا سوى التركيز على مكنونات نفسك فهي موجودة بالفعل داخلك تنتظر أن تخرجها الآن و ليس ما كان أو قد يكون ، فالعمر الحقيقي هو هذه الساعة فما كان قد كان و غدا عند الله يقرر فيه ما يكون.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |