يقول الشاعر في بيته كن صديقًا لصديقك المقرَّب ورافقه حيث ما ذهب ولكن احذر من مكائده، وربما تتساءل هو صديقي فكيف احذر منه ولكن عجز البيت يجيبك على ذلك فيقول لك: إن حياة الإنسان مرتبطة بالماء فكلاهما محتاج للآخر وكأنهما صديقان ولكن على قرب الماء للإنسان ومدى احتياجه إلى الماء ربما يشرق به ويلقى حتفه، كذلك الصديق إن كان مزيفًا يرميك إلى التهلكة.
الاشتراك والمشاركة مطلوبة في الحياة والتواصل مهم جدًا وقد أصبح سهلًا مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي؛ فهي متوفرة في كل بيت وفي كل يد من الأفراد صغارًا وكبارا وكذلك التواصل في العمل وفي نطاق الأحياء السكنية والنطاق الأسري فالكل له صاحب وصديق مقربًا منه سواء أكان في العمل أو غير ذلك. وعلى كل انسان أن يكون في حياته حذرًا في كل شيء.
رسم لنا الشاعر في بيته حكمة بارزة مهمة قد جسدها بتشبيه ضمني مقنع بلا شك. فالصداقة أمرٌ مهم للغاية ولابدَّ للإنسان أن لا يخلُ من صديق والصديق الحقيقي هو الذي صَدَقَك لا من صدَّقك في كل شيء حتى ولو كنت في الجانب الخاطئ. فعلينا إذن أن نحذر من كل شخص؛ فنحن لا نعلم ماذا يخبئ الصديق أو غيره ما في داخله ونحن لا نعلم النوايا ولا الغيب فهي أمر متعلق بالغيبيات فهو مختص بالإله وحده، ولا بدُّ لنا أن نفرق بين الحذر والشك والظن فلكل واحدة أمره الخاص وشأنه فالحذر الذي يتحذره الإنسان من صديقه لابد أن يكون بمقتضى الحال أي لا يكون حذرًا مفرط يؤذي الطرفين فيؤدي إلى التنافر بينهما نتيجة الضرر الحتمي المترتب على المبالغة في الحذر، فالحذر مطلوب دائمّا كما تبيَّن لنا سابقًا.
نستنتج أن الصديق قريب وسيبقى قريب ولكن هذه الصداقة لن تخلو من الحذر المعقول وستستمر الصداقة ولن يتغير شيء من العلاقة. فلربما يكون الحذر هو طريق لانتعاش الصداقة والمحافظ عليها.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |