العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
غادة عبد الرحيم
غادة عبد الرحيم
طاقة الحمد و التسامح
الخميس 16 يناير 2020

وهي بببساطة تلك الطاقة المعجزة القادرة على قلب موازين حياتنا ان أدركنا مفاتيحها و أثرها السحري على أنفسنا،فالتعود كفيل أن يعمي أعيننا عن وجودها و تحويل أنظارنا الي تلك النواقص الموجودة في حياة الجميع دون استثناء و لكن البعض بارعون في رصد نواقصهم و مقارنتها بكمالها عند غيرهم ،ان الحمد قبل أن يجلو النفس و يصفيها من جميع شوائبها كفيل برفع تلك الطاقة السحرية التي من شأنها استقطاب الفرص و جمع شتات الأمور لتجد تلك النواقص و قد تضاءلت و تلاشت تدريجيا دون أن تدرك.

عودوا أنفسكم على ذكر ثلاثة منها عند النوم و ثلاثة منها عند الاستيقاظ و اشكروا خالقكم عليها حتى يسكن الرضى أنفسكم و تدركون أن لكل مشاكلكم حلول جزء منها بأيديكم حينما تعطون السعي حقه و آخر ليس لكم دخل به لأنه من ترتيب القدر ،ستجدون أنفسكم حينها راضين حتى عن تلك المنغصات التي وضعها القدر في طريقكم لحكمة يعلمها الله و قد تعلمون أثرها لاحقا ،فكل مشكلة أو فقدان كان لسبب.

فلن تحسن استغلال الأرض لبناءجديد قبل هدم القديم بكل نواقصه ، و لن تستطيعون الوصول إلى تلك الدرجة دون مسامحة الجميع و نبذ الكراهية و العنصرية التي لا تحرق سوى صاحبها، فتقتل إنسانيته قبل أن تقتل أحلامه حيث أنه يظل منشغلا في تلك المقارنات التي تسلب وقته و تفكيره دون أن يطور نفسه ،فالنجاح لا يأتي بالمقارنة و لو أنه انشغل بنقاط ضعفه و حاول تقويتها شيئا فشيئا لتصبح نقاط قوة لتقدم خطوات كبيره دون أن يختبر اي مشاعر سلبية تضعف من روحه و طاقته ،ان أعلى مراتب التسامح هو الرضى عن حياتك بكل ما مررت لأنها صنعت منك ذلك الإنسان الذي وصلت إليه اليوم فقد تشكر من آذاك يوما لانه كان سببا في تخليصك من مكان أو عمل أو أشخاص لم يكونوا مناسبين لك و صقل روحك و توجيهك إلى الرسالة التي خلقت من أجلها.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية