في مقال نشرته “الأهرام” المصرية عن سموه بعنوان “الرجل... القامة والتاريخ”

سمو الأمير خليفة بن سلمان رجل المواقف العربية الأصيلة والأدوار القوية المشهودة

- التاريخ يسجل موقف سمو رئيس الوزراء القوي في التصدي للأطماع الإيرانية

- سموه يبذل الجهد بلا كلل لتطوير الخدمات في البحرين ووصولها إلى أفضل المستويات

- عندما يتحدث سموه عن مصر فإن لحديثه مذاقا خاصا ويكتسب أبعاداً كثيرة

نشرت صحيفة “الأهرام” المصرية عددها الصادر بتاريخ 20 ديسمبر 2017 مقالا بعنوان “الرجل... القامة والتاريخ” استعرض جهود رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في بناء البحرين الحديثة وحكمته المتأصلة في التعاطي مع الأمور وتجاوز العقبات.

وفيما يأتي نص المقال الذي كتب بقلم سامي كمال:

الأمير خليفة بن سلمان، هو رجل المواقف العربية الأصيلة والأدوار القوية المشهودة، فالتاريخ يسجل موقفه القوي في التصدي للأطماع الإيرانية في البحرين، والوصول بها إلى بر الاستقلال دولة عربية كاملة السيادة.

ولا ينسى أحد دور الأمير خليفة في إدارة الحكومة البحرينية، وقيادة مسيرة التنمية، التي شهدت بنجاحها الأمم المتحدة وكرمته بالعديد من الجوائز الدولية؛ تقديراً لما حققه لبلاده في هذا المجال.

وسيسجل التاريخ أيضا موقفه القوي حين واجهت البحرين محاولات زعزعة استقرارها وأمنها، والوقيعة وبث الفتنة والشقاق بين أبناء الشعب الواحد، فكانت وقفته انتصاراً للبحرين وحماية منجزاتها، وعدم الانجرار بها إلى أتون الفوضى التي عمت المنطقة في عام 2011، وعصفت بدول كثيرة، ومازلنا نعاني جميعاً كعرب من تداعياتها حتى اليوم.

كما أن الأمير خليفة، بذل ومازال يبذل الجهد بلا كلل؛ من أجل تطوير الخدمات في البحرين والوصول بها إلى أفضل المستويات وفق المعايير العالمية، وتوفير سبل العيش الكريم لكل البحرينيين، في بلد أثبتت المؤشرات الدولية أنه من أكثر بلدان العالم جاذبية للإقامة فيه.

هذا بلد تغلب على صعوبات صغر المساحة وقلة الموارد، وتخطي واقعه ليحقق قصة نجاح يتحدث عنها الكثيرون بإعجاب. بلد يتسم بالتنوع الثقافي والتسامح وتعدد الأجناس والأعراق، بلد يؤكد الكثيرون أنه مصدر للسعادة، لا يشعر فيه الوافد بالغربة، وتصفه الأساطير بأنه “أرض الخلود”.

ويعرف البحرينيون، ويتحدثون باعتزاز عن دور الأمير خليفة في مرحلة ما قبل الاستقلال، أي مرحلة وضع أسس الدولة الحديثة، فلم يكن التطور في البحرين رهنا بمرحلة ما بعد الحصول على الاستقلال، وإنما بدأ قبل ذلك بكثير.

البحرين بلد يمتلك حضارة تعود لآلاف السنين، وشهد مراحل وأحداث تاريخية عديدة مازالت شواهدها باقية. هذا بلد لديه تاريخ، في زمن يبحث فيه كثيرون عن تاريخ بأي ثمن!

عندما تختلط الأمور لدى البعض، ويحاول نفر من الناس، النيل من بلد كمصر، أو يتطاول أقزام على تاريخ بحجم تاريخ مصر.

وعندما يظن البعض أنهم يحتكرون الحقيقة، ويدعون العلم ببواطن الأمور، فيما هم يجهلون أبسط قواعد التاريخ والجغرافيا، ولا تتجاوز رؤاهم مواقع أقدامهم!

هنا يصبح للكلمة الصادقة وزنها، ولمواقف الرجال مكانتها، وحين تأتي الكلمة ويظهر الرجال في المواقف الصعبة، التي يفر فيها الجرذان، وتصبح الجحور ملجأهم الوحيد، هنا ينبغي أن نعطى لكل ذي حق حقه.

كثيرون يعرفون قدر مصر جيداً ولا يهضمون حقها فيما بذلته من جهود وما قامت به من أدوار تاريخية، في خدمة قضايا أمتها العربية، وما يحققه تواجدها وقوتها من توازن يحفظ الاستقرار الإقليمي والعالمي.

لكن حين يتحدث صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء في مملكة البحرين عن مصر، فإن لحديثه مذاقا خاصا، ويكتسب أبعاداً كثيرة.

فالرجل حين يأتي الحديث عن مصر، يتكلم بكل الصدق وبشجاعة في تقديره للأمور، يعطى لمصر الأرض والتاريخ والعمق، حقها بلا انتقاص، ويعيد للأذهان ما قدمته لأمتها، ويستذكر المدرسون المصريون الذين ساهموا في النهضة التعليمية بالبحرين، وغيرهم من المصريين الذين يعملون في مختلف التخصصات والمهن بـ “لؤلؤة الخليج”.

ولنتأمل ما قاله الأمير خليفة بعد مجزرة مسجد الروضة في شمال سيناء: “هذه هي مصر التي يجب ألا ينسى الجميع أفضالها على العرب جميعا، فهي التي فتحت أبوابها ومدارسها وجامعاتها لنا كي نتعلم وننفع بلادنا، وهي التي مدتنا بالمعلمين وبالخبراء في جميع المجالات، فقد أسهم شعبها الشقيق في مسيرة البناء والتنمية في بلادنا عبر كثير من مراحل التاريخ”.

وحين يقول واثقاً: “إن شاء الله ستكون مصر في وضع أفضل؛ لأن ما حدث سيزيدها قوة وصلابة وعزما لا يلين، وسوف يرتد الإرهاب على أعقابه ملوما محسوراً”.

هنا ندرك مدى الحب الذي يحمله هذا الرجل لمصر، وإدراكه لأهميتها، وعرفانه بما قدمته وبما تقدمه لهذه الأمة.

لقد سمعت من سموه شخصيا، أن أكثر ما يسعده هو أن يتجول في شوارع القاهرة دون أن يعرفه أحد، وأن يتبادل الحديث مع المصريين البسطاء بلهجتهم المحببة إلى نفسه.

نعم، يعرف الأمير خليفة بن سلمان، قدر مصر ويؤكد على ما يربطها بمملكة البحرين من علاقات ووشائج، ويحذر من الإضرار بمصر، ويدعو لمساندتها في جهودها لمكافحة الإرهاب، الذي طال البحرين أيضاً، ويؤكد على أن مصر هي عامل رئيسي للاستقرار في المنطقة.

نعم... عندما يكون الحديث عن مصر بكل هذا الحب المتدفق، والإنصاف في زمن غابت فيه الكثير من القيم ومواقف الرجال، فينبغي أن نعلم أنه حديث لا يصدر إلا عن رجل بقيمة وقامة وتاريخ الأمير خليفة بن سلمان.