تناقش سبل مواجهة تأثيرات كورونا على “التنمية المستدامة”... ولاقت ترحيبًا دوليًّا واسعًا

سمو رئيس الوزراء يطلق مبادرة “أصدقاء الأمين العام للأمم المتحدة”

| المنامة - بنا

سموه‭ ‬دعا‭ ‬لوضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬عالمية‭ ‬تعزّز‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬للشعوب تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬بكفاءة‭ ‬واحترافية‭ ‬بتقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين تصاعد‭ ‬الفقر‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬خسر‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬وظيفة تطلع‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬الأزمة‭ ‬فرصة‭ ‬لتعزيز‭ ‬آليات‭ ‬التنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬الدول سموه‭ ‬يشيد‭ ‬بدور‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬لبلوغ‭ ‬الغايات‭ ‬التنموية مواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تستدعي‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬وتنحية‭ ‬الخلافات‭ ‬وبناء‭ ‬الثقة

 

‭ ‬أطلق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ال‭ ‬خليفة،‭ ‬مبادرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مجموعة‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬لمساندة‭ ‬جهود‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتسمية‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬بـ‭ ‬“أصدقاء‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحسين‭ ‬سبل‭ ‬مواجهة‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬لجائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة”‭.‬

‭ ‬ولاقت‭ ‬دعوة‭ ‬سموه‭ ‬ترحيبًا‭ ‬وتأييدًا‭ ‬واسعًا‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬والشخصيات‭ ‬الدولية‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬“رؤى‭ ‬البحرين‭.. ‬رؤى‭ ‬مشتركة‭ ‬لمستقبل‭ ‬عالمي‭ ‬ناجح”‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬اليوم‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬مشيدين‭ ‬بمبادرات‭ ‬وجهود‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬عالمية‭ ‬تعزّز‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬للشعوب‭ ‬باعتباره‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬وأمان‭ ‬البشرية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بتكاتف‭ ‬وتعاون‭ ‬الجميع‭ ‬وإيمانهم‭ ‬بالقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تجمعهم‭ ‬بعضهم‭ ‬ببعض‭. ‬وشدّد‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تجتاح‭ ‬العالم‭ ‬وتشكّل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإنجازات‭ ‬الحضارة،‭ ‬تستدعي‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الدولي‭ ‬وتنحية‭ ‬الخلافات‭ ‬وبناء‭ ‬الثقة‭.‬

‭ ‬جاء‭ ‬ذلك،‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭ ‬ألقاها‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬سموه،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬عبداللطيف‭ ‬الزياني،‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬أعمال‭ ‬المنتدى‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬“أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ -‬19”‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بتنظيم‭ ‬من‭ ‬ديوان‭ ‬سموه‭ ‬وبالتعاون‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭. ‬وذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الجزء‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬اجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬احتفال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بالذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬الخامسة‭ ‬والسبعين‭ ‬لإنشائها‭.‬

‭  ‬ونوّه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬أسس‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬المستدام‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬كورونا،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬توجيه‭ ‬الموارد‭ ‬والطاقات‭ ‬نحو‭ ‬وجهتها‭ ‬الصحيحة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬مراجعة‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬وترتيب‭ ‬الأولويات‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬وبما‭ ‬يعزّز‭ ‬من‭ ‬مناعة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مختلف‭ ‬التحديات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

‭  ‬وأكد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬ضمان‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المجتمعات‭ ‬والشعوب،‭ ‬تمثل‭ ‬أولوية‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الراهن،‭ ‬وتتطلب‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الصحية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬تقوم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بجهد‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬تحقيقه‭ ‬عبر‭ ‬تحركاتها‭ ‬وخططها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لمرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬كورونا‭.‬

‭ ‬وأشار‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬حرصت‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والإسناد‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬سلامة‭ ‬المجتمع‭ ‬وصحة‭ ‬أفراده‭ ‬جميعًا،‭ ‬وبما‭ ‬يكفل‭ ‬الأمان‭ ‬الصحي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬لهم،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بقيادة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واحترافية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديمها‭ ‬كافة‭ ‬التسهيلات‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لمواطني‭ ‬المملكة‭ ‬والمقيمين‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

‭ ‬وأشاد‭ ‬سموه‭ ‬بعطاءات‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬والتمريضية‭ ‬البحرينية‭ ‬ودورهم‭ ‬الوطني‭ ‬المشهود‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للجائحة،‭ ‬وما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬إنساني‭ ‬نبيل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتواصل‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬ويستحق‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭.‬

ونبّه‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬وضعت‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬خطر‭ ‬صحي‭ ‬عالمي،‭ ‬وأحدثت‭ ‬دوامة‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬المجتمعي‭ ‬والاضطراب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬معربًا‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬تطلعه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تحديات‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬فرصة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬آليات‭ ‬التنسيق‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب،‭ ‬وبناء‭ ‬عالم‭ ‬أفضل،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الضمير‭ ‬الحي‭ ‬والواعي‭ ‬والقيم‭ ‬النبيلة‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬تجمعه‭ ‬الوحدة‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬الأخذ‭ ‬بيد‭ ‬الضعيف‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نترك‭ ‬أحدًا‭ ‬وراءنا‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬“كورونا”‭ ‬وتداعياتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬أوجدت‭ ‬واقعًا‭ ‬جديدًا،‭ ‬ووضعت‭ ‬شعوب‭ ‬وحكومات‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬واسعة‭ ‬التأثير،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تعطل‭ ‬أوجه‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬ووقف‭ ‬مختلف‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭. ‬مما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الأثر‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬انكماش‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وتراجع‭ ‬معدلات‭ ‬النمو،‭ ‬وزيادة‭ ‬الإنفاق‭ ‬الحكومي‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الدين‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

‭ ‬ونوّه‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬بدور‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ومديرها‭ ‬العام‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غيبريسوس‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الطارئة‭ ‬ومساندة‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬سياسات‭ ‬وبرامج‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭ ‬والتدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوقائية‭ ‬وغيرها‭. ‬مشيدًا‭ ‬سموه‭ ‬كذلك‭ ‬بما‭ ‬أبداه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬وترحيب‭ ‬بالتعاون‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬الجائحة‭.‬

‭  ‬واعتبر‭ ‬سموه‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬إسهامًا‭ ‬ملموسًا‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬ويمضي‭ ‬العالم‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

‭ ‬وعبّر‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬أطيب‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭ ‬لكافة‭ ‬المشاركين‭ ‬بالمنتدى،‭ ‬متمنّيًا‭ ‬لهم‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭ ‬في‭ ‬جهودهم‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬التنمية‭ ‬وبناء‭ ‬عالم‭ ‬متقدم‭ ‬يسوده‭ ‬الاستقرار‭ ‬والطمأنينة‭. ‬وتعمه‭ ‬قيم‭ ‬الخير‭ ‬ونبذ‭ ‬الكراهية‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التعايش‭ ‬والسلام‭ ‬العالمي‭.‬

كما‭ ‬أعرب‭ ‬سموه‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬التهنئة‭ ‬إلى‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وإلى‭ ‬كافة‭ ‬الشركاء‭ ‬والمسئولين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬وكالات‭ ‬وبرامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬الـ‭ ‬75‭ ‬لإنشاء‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭. ‬مشيدًا‭ ‬سموه‭ ‬بدور‭ ‬المنظمة‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬العمل‭ ‬الدولي‭ ‬لبلوغ‭ ‬الغايات‭ ‬التنموية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬وحياة‭ ‬سعيدة‭ ‬لنا‭ ‬وللأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

وكانت‭ ‬فعاليات‭ ‬منتدى‭ ‬“رؤى‭ ‬البحرين‭.. ‬رؤى‭ ‬مشتركة‭ ‬لمستقبل‭ ‬عالمي‭ ‬ناجح”‭ ‬قد‭ ‬انطلقت‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬بحضور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬المطوع‭ ‬وزير‭ ‬شئون‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬فائقة‭ ‬بنت‭ ‬سعيد‭ ‬الصالح‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وسمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬شئون‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والشيخ‭ ‬حسام‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬والسفير‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬المديلوي‭ ‬سفير‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عميد‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬وستيفانو‭ ‬بيتيناتو‭ ‬الممثل‭ ‬المقيم‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭.‬

كما‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬المنتدى‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‭ ‬وتيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غبريسوس‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬أودري‭ ‬أزولاي،‭ ‬ودينيس‭ ‬موكويجي‭ ‬الحائز‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬لعام‭ ‬2018،‭ ‬وعبدالله‭ ‬شهيد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بجمهورية‭ ‬المالديف‭. ‬و«آنا‭ ‬تيباجوكا‮»‬‭ ‬عضو‭ ‬البرلمان،‭ ‬والوكيل‭ ‬السابق‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبان‭ ‬كي‭ ‬مون،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومحمود‭ ‬محيي‭ ‬الدين‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لأجندة‭ ‬التمويل‭ ‬2030‭.‬

‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ستدعم‭ ‬مقترح‭ ‬سموه

‭ ‬وأعرب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غيبرييسوس‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى‭ ‬عن‭ ‬شكره‭ ‬وتقديره‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬“‭ ‬كوفيد‭-‬19”،‭ ‬ولمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬تنظيمها‭ ‬واستضافتها‭ ‬للمنتدى‭ ‬وشراكتها‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬تأييده‭ ‬للمقترح‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬لإطلاق‭ ‬مجموعة‭ ‬“أصدقاء‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحسين‭ ‬سبل‭ ‬مواجهة‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬لجائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة”‭. ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ستدعم‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬والذي‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬على‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المعاناة‭ ‬والوفاة‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬فيها،‭ ‬فإنها‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬اضطرابات‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬وأبرزت‭ ‬التفاوتات‭ ‬والفروق‭ ‬داخل‭ ‬البلدان‭ ‬وفيما‭ ‬بينها‭.‬

‭ ‬وحذّر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬معرضة‭ ‬للخطر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬آثار‭ ‬الجائحة‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬سُبل‭ ‬العيش‭ ‬وأصبح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ركود‭ ‬وتفاقمت‭ ‬الانقسامات‭ ‬الجيوسياسية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭ ‬الشاملة‭ ‬تحتل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬الأولوية‭ ‬القصوى‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬وأن‭ ‬المنظمة‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬يستطيع‭ ‬فيه‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليها‭ ‬دون‭ ‬مواجهة‭ ‬صعوبات‭ ‬مالية،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بتجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كنموذج‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬وإتاحتها‭ ‬للجميع‭.‬

‭ ‬وقال‭: ‬“ليس‭ ‬هناك‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬تمثل‭ ‬انتكاسة‭ ‬خطيرة‭ ‬لجهودنا‭ ‬الجماعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬ذريعة‭ ‬لفشلنا‭ ‬في‭ ‬الوفاء‭ ‬بالتزاماتنا،‭ ‬ولقد‭ ‬أظهر‭ ‬الوباء‭ ‬أهمية‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ولماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتابعها‭ ‬بتركيز‭ ‬وتصميم‭ ‬متجدد”‭. ‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬حتى‭ ‬تتعافي‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬“كوفيد‭-‬19”‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور،‭ ‬هي‭: ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬والقيادة‭ ‬لتعزيز‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭ ‬والأمن‭ ‬الصحي،‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الوطنية‭ ‬وفي‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الأولية‭ ‬وخدمات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬إعادة‭ ‬البناء‭ ‬بشكل‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمياه‭ ‬مع‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الذكية‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬وأنظمة‭ ‬الغذاء‭ ‬الصحي‭ ‬والمدن‭ ‬الصالحة‭ ‬للعيش‭.‬

‭ ‬من‭ ‬ناحيته،‭ ‬توجه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريس‭ ‬في‭ ‬كلمته،‭ ‬بالتحية‭ ‬إلى‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬المنتدى‭ ‬والمشاركين‭ ‬فيه،‭ ‬مشيدا‭ ‬بجهودهم‭ ‬المكثفة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ -‬19‭ ‬والمضي‭ ‬قدما‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

حزمة‭ ‬إنقاذ‭ ‬“أممية”‭ ‬لصالح‭ ‬المتضررين

وأكد‭ ‬ان‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تواصل‭ ‬بذل‭ ‬جهودها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تدشين‭ ‬حزمة‭ ‬إنقاذ‭ ‬ضخمة‭ ‬لصالح‭ ‬شعوب‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثرًا‭ ‬واحتياجًا،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬جهودها‭ ‬لدعم‭ ‬إنتاج‭ ‬لقاح‭ ‬مضاد‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بتكلفة‭ ‬ميسورة‭ ‬ومتاح‭ ‬للجميع‭.‬

وشدّد‭ ‬غوتيريس‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬عالميا،‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬العدو‭ ‬المشترك؛‭ ‬وهو‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الفوارق‭ ‬وأوجه‭ ‬الضعف‭ ‬التي‭ ‬أظهرتها‭ ‬الجائحة‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬التعافي‭ ‬سيكون‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬وضع‭ ‬تصور‭ ‬للمستقبل،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المستقبل‭ ‬مرهون‭ ‬بتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬تحقيقها‭ ‬سوى‭ ‬بتكاتف‭ ‬الجميع‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬شكلت‭ ‬انتكاسة‭ ‬للجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬والنماء،‭ ‬حيث‭ ‬تتصاعد‭ ‬معدلات‭ ‬الفقر‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬30‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬خسر‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬فرصة‭ ‬عمل،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬معاناة‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬المساواة‭ ‬مع‭ ‬الرجال،‭ ‬باعتبارهن‭ ‬العاملات‭ ‬الرئيسيات‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬الأكثر‭ ‬تضررًا،‭ ‬كما‭ ‬أنهن‭ ‬يتحملن‭ ‬أعباء‭ ‬الرعاية‭ ‬الإضافية‭. ‬كما‭ ‬يعانين‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬العنف‭ ‬المتزامن‭ ‬مع‭ ‬الجائحة،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬الإغلاق‭ ‬إلى‭ ‬إبقاء‭ ‬كثيرات‭ ‬منهن‭ ‬أسيرات‭ ‬في‭ ‬المنازل‭ ‬مع‭ ‬المعتدين‭ ‬عليهن‭.‬

وتحدث‭ ‬دينيس‭ ‬موكويجي‭ ‬الحائز‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭ ‬للعام‭ ‬2018،‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم،‭ ‬جراء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬ووجّه‭ ‬الشكر‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬دعوته‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬المنتدى،‭ ‬لمناقشة‭ ‬الموضوع‭ ‬الهام‭ ‬عن‭ ‬“مستقبل‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬فايرس‭ ‬كورونا‭ ‬–‭ ‬كوفيد‭ -‬19”‭.‬

‭ ‬العالم‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق

وأشار‭ ‬موكويجي‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ -‬19،‭  ‬ورأى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بعد‭ ‬الجائحة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬ثقته‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬والتكاتف‭ ‬معا‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قدم‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬عرضًا‭ ‬تناول‭ ‬علاقة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وإطار‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ووكالات‭ ‬وهيئات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وجهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭.‬

وأكد‭ ‬أهمية‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية‭ ‬الملحة‭ ‬التي‭ ‬تؤرق‭ ‬مستقبل‭ ‬البشرية،‭ ‬معربًا‭ ‬عن‭ ‬شكره‭ ‬وتقديره‭ ‬لجهود‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

‭ ‬نحتاج‭ ‬دول‭ ‬أعضاء‭ ‬ملتزمة‭ ‬مثل‭ ‬البحرين

وأكدت‭ ‬أودري‭ ‬أزولاي‭ ‬وهي‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونسكو‭ ‬في‭ ‬كلمتها‭ ‬بالمنتدى،‭ ‬أهمية‭ ‬التعددية‭ ‬وفعاليتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة،‭ ‬وقالت‭ ‬“نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أعضاء‭ ‬ملتزمة،‭ ‬مثل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬التزامها‭ ‬بالتعددية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬ولليونسكو‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬فهذه‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أعتقد،‭ ‬لتكريم‭ ‬أرواح‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬قرروا‭ ‬قبل‭ ‬75‭ ‬عامًا،‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬فرانسيسكو،‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬وضع‭ ‬الأساس‭ ‬لنظام‭ ‬التعددية،‭ ‬وهو‭ ‬نظام‭ ‬نحتاج‭ ‬الآن‭ ‬للاستثمار‭ ‬فيه”‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬تذكر‭ ‬البشرية‭ ‬بمدى‭ ‬ترابطها،‭ ‬وأن‭ ‬التصدي‭ ‬لعواقب‭ ‬الجائحة‭ ‬والارتقاء‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬تحديات‭ ‬اليوم‭ ‬والغد‭ ‬الأخرى،‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬جميع‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬للبشرية،‭ ‬وإلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون،‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬تحظى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إزاء‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيقه‭ ‬بثقة‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬

ورأت‭ ‬أن‭ ‬انعقاد‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الفريد‭ ‬ذو‭ ‬دلالة‭ ‬رمزية،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬الذكرى‭ ‬الخامسة‭ ‬والسبعين‭ ‬لإنشاء‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬وسبعين‭ ‬عامًا،‭ ‬حين‭ ‬عقد‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مؤتمرها‭ ‬في‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬كانت‭ ‬المنظمة‭ ‬تضم‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬51‭ ‬دولة‭ ‬فقط‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ‭ ‬193‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬صورة‭ ‬العالم‭ ‬بتوتراته‭ ‬وتطلعاته‭ ‬وتناقضاته‭ ‬وآماله،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬قيمة‭ ‬التعددية،‭ ‬التي‭ ‬تمهد‭ ‬السبيل‭ ‬لمساحة‭ ‬للحوار‭ ‬وبذل‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التوترات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأفضل‭.‬

كما‭ ‬ألقى‭ ‬عبدالله‭ ‬شاهد‭ ‬وهو‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بجمهورية‭ ‬المالديف‭ ‬كلمة‭ ‬أشاد‭ ‬فيها‭ ‬بدور‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والمدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬انعقاد‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬الهام‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والمخصص‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬لبحث‭ ‬مستقبل‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬كوفيد‭-‬19‭.‬

وأثنى‭ ‬على‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬شكلت‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬للجميع‭.‬

‭ ‬منتدى‭ ‬“رؤى‭ ‬البحرين”‭ ‬حدث‭ ‬مهم

‭ ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬أشادت‭ ‬“آنا‭ ‬تيباجوكا”‭ ‬وكيل‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬والمديرة‭ ‬التنفيذية‭ ‬السابقة‭ ‬لبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية‭ ‬بمبادرات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬أثرها‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬أنظار‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والسلام‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬“منتدى‭ ‬رؤى‭ ‬البحرين”‭ ‬يشكل‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬حدثا‭ ‬هاما‭ ‬يجمع‭ ‬المسئولين‭ ‬والمختصين‭ ‬لمناقشة‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬منظومة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬صالح‭ ‬الانسانية‭ ‬وتطورها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬تزامن‭ ‬انعقاد‭ ‬المنتدى‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬يكسبه‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة،‭ ‬حيث‭ ‬يلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ ‬واتخاذه‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لتقليل‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬لاسيما‭ ‬على‭ ‬اقتصاديات‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭.‬

‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬للبشرية

وأكدت‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬فائقة‭ ‬الصالح‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حرصت‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الجائحة،‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬سلبياتها‭ ‬وتداعياتها‭ ‬على‭ ‬الهدف‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬كافة‭ ‬سُبل‭ ‬الدعم‭ ‬والموارد‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الأساسية‭ ‬وعدم‭ ‬تأثرها‭ ‬بالاستجابة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬المصاحبة‭ ‬لكوفيد‭-‬19‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬تعد‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬للبشرية،‭ ‬وإنّ‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬يمثل‭ ‬تحدّيًا‭ ‬هائلاً‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬إلّا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬يوضّح‭ ‬لنا‭ ‬حكمة‭ ‬متأصلة‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭.‬

وشدّدت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬وأنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تحوّل‭ ‬منهجي‭ ‬عميق‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬والطوارئ‭ ‬الصحية،‭ ‬وعلى‭ ‬التحولات‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬لتوجيه‭ ‬مرحلة‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬وأهمية‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬خاص‭ ‬بهذه‭ ‬التحولات‭.‬

‭ ‬مستوى‭ ‬قياسي‭ ‬جديد‭ ‬للدين‭ ‬العالمي

وأوضح‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لأجندة‭ ‬التمويل‭ ‬2030‭ ‬محمود‭ ‬محيي‭ ‬الدين‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ -‬19،‭ ‬تسببت‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وإنسانية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬حيث‭ ‬فقد‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬وظائفهم‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وتضاعف‭ ‬عدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬الحاد‭ ‬مع‭ ‬270‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬إضافي‭ ‬يواجهون‭ ‬الجوع‭ ‬الحاد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭. ‬كما‭ ‬يواجه‭ ‬مائة‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬خطر‭ ‬دفعهم‭ ‬نحو‭ ‬الفقر،‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الفقر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1998‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬عشوائي‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬مستويات‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬والتمويل‭ ‬الخارجي‭ ‬ومصادر‭ ‬الدخل‭ ‬القيمة‭ ‬مثل‭ ‬التحويلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬الاقتصادات‭ ‬النامية‭ ‬والأشخاص‭ ‬الضعفاء‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬أقل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تأثيره‭.‬

ونوّه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأثير‭ ‬انتشار‭ ‬الجائحة‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬نسبة‭ ‬الدين‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬قياسي‭ ‬جديد،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬331‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬وهو‭ ‬يتزايد‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭.‬

عدم‭ ‬ترك‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يتخلف‭ ‬عن‭ ‬الركب

من‭ ‬جهته،‭ ‬أعرب‭ ‬بان‭ ‬كي‭ ‬مون،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى،‭ ‬عن‭ ‬خالص‭ ‬تقديره‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ومدير‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بتنظيم‭ ‬منتدى‭ ‬رؤى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ،‭ ‬وبما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬ريادة‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬تنفيذ‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬لصالح‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬شكلت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬للمجتمع‭ ‬العالمي‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬تغييرات‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬أساليب‭ ‬الحياة‭ ‬والتفكير‭ ‬وتفاعل‭ ‬البشر‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجائحة‭ ‬أظهرت‭ ‬عالما‭ ‬جديدا‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬فيه‭ ‬مصطلح‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬موجودًا‭.‬

وقال‭ ‬“إن‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬ضمان‭ ‬عدم‭ ‬ترك‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يتخلف‭ ‬عن‭ ‬الركب‭ ‬لأننا‭ ‬نناور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬فدعونا‭ ‬نتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬معًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬القادمة”‭.‬

وتم‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى‭ ‬عرض‭ ‬فيديو‭ ‬توعوي‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬جهود‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬وما‭ ‬قدمته‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬وتسهيلات،‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬منجزات‭ ‬ضمن‭ ‬مساعيها‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬